بروكسل تسحب تصريح إقامة رجل دين سعودي: قلق متنامي من الوهابية
ترفض الدول الأوروبية نشر الفكر السلفي نموذج الإسلام المتطرف فيها وترى فيه تهديدا لأمنها القومي ولا يخفي المسؤولون فيها علاقة هذا النشاط بالمملكة السعودية. بلجيكا تشكل مثالاً حديثاً على بدء مواجهات رجال الدين السلفيين فيها.
تقرير هبة العبدالله
يمكن أن يخفي حلفاء السعودية في الغرب أخطاء قيادتهم الصديقة في المملكة السعودية كانتهاكاتها لحقوق الإنسان في المنطقة الشرقية أو في اليمن أو دعمها الجماعات المسلحة في مناطق الصراع، إلا أن الحال ليست نفسها متى ما تعلق الأمر بأخطاء سعودية تمس أمنهم الاجتماعي.
بلجيكا مثلاً، التي ترصد بقلق تصاعد الموجة الوهابية فيها بتأثير سعودي، اتخذت خطوات لطرد رجل دين سعودي هو إمام أكبر مسجد في البلاد بدعوى نشره فكراً متطرفاً. وقررت وزارة الهجرة سحب تصريح إقامة عبد الهادي سويف إمام “المسجد الكبير” في بروكسل تمهيدا لترحيله.
وهي ليست المرة الأولى تتجه فيها الأنظار في بلجيكا إلى السويف. فرجل الدين السعودي يتلقى منذ فترة طويلة اتهامات متكررة من الساسة الملحيين بالترويج لأفكار شديدة التحفظ في الإسلام وتعتبره شريحة واسعة من البلجيكيين سلفياً ومتحفظاً وشديد التطرف وخطراً على المجتمع والأمن القومي.
وأمام هذه المؤشرات شديدة الوضوح، يقول وزير الهجرة البلجيكي ثيو فرانكين، في مقابلة صحافية تعليقاً على تداعيات هذا القرار على العلاقات مع المملكة السعودية، إن أولوية بلاده هي محاربة التطرف ويشدد على أنها لا تتقبل التسويق لنموذج الإسلام السلفي المتشدد. ويشير في هذا الإطار إلى تصميم بلجيكا على العمل بشكل أكثر فاعلية من أجل تشديد الرقابة على تمويل المساجد في البلاد.
بصراحة، يعتبر الوزير السعودي المملكة السعودية منعية كدولة وقيادة بطرد رجل ترفض بروكسل نشاطه المتطرف. فبلجيكا كانت قد أعربت في فترة سابقة من هذا عام 2017 عن القلق من انتشار الإسلام الأصولي المدعوم من السعودية ودول الخليج في مساجد البلاد وقد صدر هذا الموقف في تقارير رسمية نشرتها وسائل الإعلام البلجيكية.
في مارس / آذار 2016، هاجم ثلاثة انتحاريين المطار ومحطة مترو في بروكسل ما أدى إلى مقتل 32 شخصاً. أعطى العمل الإرهابي غير المألوف في المدينة الأوروبية دفعة قوية لحديث المسؤولين عن أن أنشطة الدعوة للمذهب الوهابي المتشدد والذي يعظ أئمة المساجد البلجيكية والأوروبية تتلقى الدعم المالي من السعودية ودول خليجية ربما تكون السطات البجيكية الآن قد بدأت تطبيق قرار مواجهتها.