زيارة بايدن للمنطقة وأهمية وضع النقاط على الحروف

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1904
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

زيارة بايدن للمنطقة وأهمية وضع النقاط على الحروف

هناك ملف النفط والغاز وأهمية استقرار أسواق الطاقة علما أن هذه الدول تشترك مع روسيا في مجموعة “أوبك بلس”.

الزيارة جاءت بطلب من الرئيس الأمريكي نفسه، بعدما أدركت الولايات المتحدة أن سياسة التهديد والتلويح بالعقوبات لا تخدم مصالحها.

بايدن يسعى من خلال هذه الزيارة إلى إعادة ترتيب وتنشيط العلاقات والتحالفات الخليجية بعدما تعرضت لحالة جمود خلال الفترة الماضية بعد انتخابه.

زيارة رئاسية للسعودية والشرعية التي تمنحها بن سلمان جزء من الثمن الذي يدفعه لواشنطن مقابل خدمات وخطوات نحو الاعتراف بإسرائيل ووقف حرب اليمن.

* * *

زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية المحتملة في أواخر شهر حزيران- يونيو الجاري أو تموز- يوليو المقبل والتي تتزامن مع انعقاد لقاء قمة خليجية يحضرها الرئيس المصري أيضا.

الفتور في العلاقات

تأتي هذه الزيارة بعد حالة من الفتور في العلاقات بين واشنطن والرياض منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، كما ستشمل الزيارة لقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي جاء بطلب من الرئيس جو بايدن ما يمثل نوع من “براغماتية” سياسية وذلك بعد تحولات دولية وأزمة طاقة شهدها العالم مع أزمة أوكرانيا.

وبالتالي فإن الرئيس بايدن يسعى من خلال هذه الزيارة إلى إعادة ترتيب وتنشيط العلاقات والتحالفات بعدما تعرضت لحالة جمود خلال الفترة الماضية، كما يمثل ملف النفط ودعم استقرار أسواق الطاقة الملف الأبرز في هذه الزيارة .

هناك بعض العناوين الثانوية الأخرى التي قد تحملها هذه الزيارة المرتقبة مثل إعادة حشد المنطقة سياسيا وإعلاميا ضد إيران، لنسف ما تم البناء عليه في حوار بغداد بين الرياض وطهران والذي وصل الى مراحل متقدمة، ويسجل كيان الاحتلال الصهيوني حضورا رمزيا في هذا اللقاء بتهيئة المناخ السياسي للتطبيع أو ما يسمى اتفاقات أبراهام .

صحيفة “واشنطن بوست” استبقت الزيارة وأعادت التذكير بملف حقوق الإنسان وحرب اليمن في محاولة لإحداث ضغط اعلامي قبل زيارة الرئيس بايدن والنبش في قضايا حساسة بشكل عاكس تعليق البيت الأبيض الذي أكد على أهمية هذه الزيارة.

فقد ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن “مسؤولين في البيت الأبيض أكدوا عزم بايدن زيارة السعودية”، وأضافت “أن زيارة رئاسية شخصية للمملكة العربية السعودية والشرعية التي تمنحها لولي العهد، هي جزء من الثمن الذي يدفعه محمد بن سلمان لواشنطن مقابل هذه الخدمة، بالإضافة إلى أمور أخرى، بما في ذلك خطوات نحو الاعتراف بإسرائيل ووقف للحرب ضد الحوثيين في اليمن”.

وبالتأكيد أن الصحيفة الأبرز على الساحة الإعلامية في الولايات المتحدة تواكب الزيارة بشكل مختلف ربما لمنح الرئيس بايدن موقف قوة خلال هذه الزيارة، ولا شك أن الاعلام جزء من صناعة القرار وبناء المواقف في الولايات المتحدة.

الواقع الدولي الراهن

الواقع الدولي الراهن يختلف عما تحاول “واشنطن بوست” تسويقه حيث أن الزيارة أولا جاءت بطلب من الرئيس الأمريكي نفسه، بعدما أدركت الولايات المتحدة أن سياسة التهديد والتلويح بالعقوبات لا تخدم مصالحها.

وباتت الحاجة الأمريكية إلى السعودية اليوم ملحة، حيث تهدف الزيارة إلى جانب أهمية تنشيط العلاقات مع الرياض وأهمية إعادة ترتيب الأوراق مع الدول الخليجية والعربية والتي شابها بعض الفتور في العهد الديمقراطي.

هناك ملف النفط والغاز وأهمية استقرار أسواق الطاقة علما أن هذه الدول تشترك مع روسيا في مجموعة “أوبك بلس”

ومؤخرا كانت زيارة لافروف للمنطقة لتنسيق مواقف ومصالح مشتركة، من هنا يمكن استثمار زيارة بايدن لوضع النقاط على الحروف ووضع قواعد لإرساء علاقات دولية متوازنة تقوم على المصالح والندية والاحترام المتبادل .

أوراق القوة

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعرف جيدا كيف يطرح أوراق القوة التي أصبحت في يديه وسبق أن وجهت المملكة إلى جانب الإمارات وبعض الدول العربية رسالة واضحة بالامتناع عن التصويت في مشروع القرار الغربي في مجلس حقوق الإنسان لإدانة روسيا.

كما كان هناك تلويح سابق أيضا بالتعامل بالروبل الروسي في التعاملات مع روسيا، وكلها رسائل عبرت عن السيادة الوطنية، وأهمية توظيف أوراق القوة بشكل جيد، كما أن الأوضاع الدولية الراهنة والمتغيرات الجيوسياسية تعتبر فرصة تاريخية يمكن المناورة بها في بناء العلاقات الدولية.

مجلس التعاون الخليجي

تأتي زيارة بايدن إلى الرياض متزامنة مع لقاء قمة يجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ومن هنا ينبغي استثمار عدد من الأوراق قد تكون متوفرة اليوم لدى المجموعة الخليجية والعربية، والاستفادة منها كأوراق قوة في العلاقات الدولية، ومن أبرزها ورقتا النفط والغاز.

وكذلك يجب الاستفادة من الوضع الدولي الراهن، كما أنه من المهم جدا وضع رؤية خليجية عربية موحدة تأخذ بالاعتبار المتغيرات العالمية وظهور أقطاب دولية جديدة لإعادة رسم علاقات دولية متوازنة تعتمد على المصالح والاحترام المتبادل والسيادة الوطنية .

* خميس بن عبيد القطيطي كاتب عُماني

المصدر | القدس العربي