إيران والسعودية وقتل خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1977
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أحمد القاعود
 لم يسجل موقف رسمي إيراني في قضية خطف وقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي سوى التصريح بانتظار التحقيقات والحقائق، بينما تبارك دول العالم الغربي الكبرى بابداء مواقفها التي أدانت العملية الوحشية التي سرب الأمن التركي تفاصيلها شيئا في شيئا لاحكام القبضة الدولية على المملكة وحكمها الجديد الذي لم ينجح إلا في صناعة العداوات في الشرق الأوسط وتسبب في الكثير من المآسي لشعوب عربية متعددة.
قبل أسابيع قليلة كانت السعودية تشن حملة دولية سياسية وإعلامية عبر مسؤوليها وقنواتها ذات التمويل الضخم والتأثير الضعيف لتصوير إيران كراعية دولية للارهاب وكسبب وحيد لعدم استقرار الشرق الأوسط وتنتظر بشغف دخول جولة جديدة من العقوبات على الجمهورية الايرانية ووقف تصدير النفط منها والضغط أكثر فأكثر على شعبها للوصول إلى أمنيتهم الكبرى في زعزعة العدو الأول لهم تمهيدا للاجهاز عليه، لكن الرياح قد تأتي بما لا تشتهي السفن دائما، وفزع العالم بأسره من جريمة وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحليف الأقوي للحكم السعودي والطامع النهم لأمواله بأنها جريمة مقززة حتى وان حاول تبرئة القيادة السعودية منها.
تقف السعودية وحيدة بلا حلفاء في المنطقة، إذ فجأة انفض الجمع من حولها في حصار أخلاقي عالمي يأتي من الولايات المتحدة وأروبا الغربية بالتعاون مع تركيا التي تتعمد التشهير بالمملكة وحكمها الجديد للعديد من الأسباب. لتعيش مملكة 2030 في صداع سيكون ما بعده ليس كالذي قبله ووضع حكم بأسره على المحك، حيث يدور في دوائر صنع القرار الغربية أحاديث ومطالب بضرورة إزاحة الأمير محمد بن سلمان عن ولاية العهد ومنعه من تولي الحكم في المملكة جراء ما فعله بالمنطقة وما ارتكب من جرائم بأوامره بدء من حرب اليمن وحتى الاغتيال المروع وغير الانساني لصحافي مسالم كان يكتب باعتدال عن الوضع في المملكة.
لم تجد السعودية أبوظبي أو مصر أو البحرين في صفها وانما خرجت بيانات هزيلة تتضامن مع الحكم السعودي بعد أكثر من عشرة أيام على الفضيحة الدولية، وعدة بيانات أخرى من دول غير مؤثرة في الساحة الدولية كجيوبتي خضوعا لتأثير النفوذ المالي النفطي، لكن بالقطع بيانات التضامن خرجت متأخرة وعلى استحياء وليست كالتى كانت وقت مقاطعة قطر. فلم تعد الدول والحكومات تلقي أي اهتمام بمغامرات السعودية الجديدة ولا تريد أن توصم بالتواطئ معها في انتهاكات حقوق الانسان واعتقال النشطاء أو خطف وقتل المعارضين وتقطيعهم بالمنشار الكهربائي على نغمات الموسيقى.
تجاهل إيران القضية وعدم الخوض فيها رغم انفاق النظام السعودية مليارات الريالات على حملات التشويه المنظم لايران يوجب على السعودية أن تعيد النظر سواء استمر هيكل الحكم كما هو أم تغير في كافة سياساتها في المنطقة، اذ رأت بأم أعينها أن الحليف الغربي كان المستعد الأول للاقتناص والاجهاز بينما العدو الذي يقول السعوديون أنه أبدى لم يتدخل في الأمر لا من قريب ولا من بعيد، كما أن الحليف القريب في أبوظبي أو القاهرة أو ماتبقى للرياض في ظل منطقة صارت شبه محاصرة بالأعداء فيها، كان غائبا وخجلا من الدفاع عن جريمة تقشعر لها الأبدان حتى وان كان هؤلاء الحلفاء يرتكبون الفظائع مثلها لكن سرا.
صحافي متخصص في الشأن الايراني