ارفعوا أيديكم عن اليمن قبل انهياره

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2175
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مصطفى عبد السلام

 اليمن وعملته الريال على وشك الانهيار، والاقتصاد اليمني يتدحرج سريعا نحو الإفلاس، واحتياطي البنك المركزي اليمني نفد أو قارب على النفاد مع التهاوي السريع للعملة ونضوب إيرادات البلاد من النقد الأجنبي.

وتوقف التحالف السعودي - الإماراتي عن تغذية الاحتياطي الأجنبي الذي يتم من خلاله تمويل واردات الوقود والمشتقات البترولية والسلع الرئيسية كالأغذية والأدوية وحليب الأطفال، وكذا سداد الديون الخارجية والدفاع عن العملة وغيرها.

وحكومة "عبدربه منصور هادي" لا تملك في يدها أي أوراق أو حلول لإنقاذ هذا الانهيار السريع والمدوي للاقتصاد اليمني وعملته، وأسواقه التجارية التي خلت أمس من الأغذية والقمح والأرز والسكر والزيوت وجميع السلع المستوردة.

كل ما يمتلكه "هادي" هو مناشدة الحكومة السعودية تقديم دعم اقتصادي طارئ لوقف انهيار العملة اليمنية والحد من قفزات الأسعار التي لم تعد ترحم أحدا، غنيا أو فقيرا.

والغريب أن الرئيس اليمني يناشد السعودية إنقاذ اقتصاد اليمن وعملته كما حدث اليوم الإثنين، رغم أن المملكة، ومعها الإمارات، هما من دمرتا هذا البلد الذي كان في يوم ما يطلق عليه اسم اليمن السعيد. دمرتاه بحرب تصورها متخذ القرار في البلدين أنها مجرد نزهة استعراضية تستغرق أياما وربما ساعات،.

السعودية والإمارات مسؤولتان عن الدمار الذي لحق باليمن واقتصاده وموارده الطبيعية وعملته من دمار، وعن الحالة المتردية للمواطن اليمني والتي جعلت منه الأفقر عالميا، فالدولتان تخوضان حربا شرسة ضد اليمنيين منذ العام 2015.

حرب أدت إلى توقف صادرات النفط، المصدر الرئيسي لإيرادات النقد الأجنبي في اليمن، وهروب الأموال إلى الخارج، وحدوث شلل في قطاعات السياحة والخدمات والاستثمارات الأجنبية، خاصة العاملة في أنشطة التنقيب عن النفط والغاز.

حتى تحويلات العمالة اليمنية، التي كان يعتمد عليها الاقتصاد، بدأت تنضب، بعد أن فر آلاف اليمنيين من السعودية بسبب صعوبة الظروف المعيشية وغلاء الأسعار وزيادة الرسوم وضعف فرص العمل المتاحة مع التوسع في تطبيق سياسة "السعودة".

وإذا كانت السعودية مسؤولة مباشرة عن انهيار الاقتصاد اليمني، مع إصرارها على إطالة أمد الحرب، فإن الإمارات تتحمل الجزء الأكبر من هذا الانهيار.

فهي تستولي على الموانئ اليمنية المهمة، وتسيطر على مناطق متميزة مثل سقطرى، وتقنص كل الصفقات المهمة في الاتصالات والصناعة والتشييد والبنية التحتية، وتمنع صادرات اليمن النفطية بإغلاق الموانئ، وتعرقل وصول الواردات إلى البلاد.

اليمن قد يتحول إلى أكبر دولة للجوعى والفقراء في العالم، خاصة وأن ثورة جياع بدأت تزحف بشكل سريع للبلد الذي يعاني من حرب شرسة على معظم أراضيه وموارده منذ 3 سنوات، حرب متعددة الأطراف والفاعيلن.

حرب بين حكومة شرعية تتم إدارتها من العاصمة الرياض وبين حوثيين انقلابيين يقبعون في العاصمة صنعاء وضواحيها.

حرب تقودها الإمارات والسعودية ضد الشعب اليمني وأطفاله وموارده ومستقبله.

حرب أحرقت الأخضر واليابس واستنزفت موارد البلاد من النقد الأجنبي وأوقفت الصادرات النفطية التي كانت تمثل 70% من إيرادات البلاد.

حرب دمرت البنية التحتية للبلاد من موانئ وكباري وشبكة كهرباء ومدارس ومستشفيات وغيرها.

وأحرقت معها قلوب أمهات على أطفالهن الذين قتلوا في ساعة غدر وهم في طريقهم للمدارس.

ارفعوا أيديكم عن اليمن قبل أن يتحول إلى الدولة الأكثر فقرا ومجاعة في العالم والأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية.

- مصطفى عبدالسلام، كاتب ومحرر صحفي اقتصادي.

المصدر | العربي الجديد