ما وراء حديث “الصماد” عن عام رابع “باليستي”؟ وكيف امتلك اليمن منظومات صاروخية قادرة على التأثير في المعادلات السياسية والعسكرية؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2698
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عبدالوهاب الشرفي
 قال صالح الصماد رئيس “المجلس السياسي الاعلى “في صنعاء في خطاب القاه في اجتماع موسع بمحافظة ذمار: “هذا العام سيكون عاما باليستيا بامتياز وسيدشن خلال الفترة القادمة إطلاق صواريخ كل يوم ولن تسلم السعودية من صواريخنا مهما حشدت من منظومات دفاعية”.
مع دخول الحرب العدوانية التي يخوضها التحالف السعودي على اليمن عامها رابع برزت الصواريخ البالستية بشكل كبير ودشن ” الجيش واللجان الشعبية ” العام رابع باطلاق 5 صواريخ بالستية طويلة المدى دفعة واحدة الى عدد من مدن المملكة السعودية بينها العاصمة السعودية الرياض .
اطلاق 5 صواريخ بالستية دفعة واحدة كان في اليوم الاول من العام الرابع وبذلك يحمل رسالة واضحة بان العام الرابع سيكون لسلاح الصواريخ دورا محوريا غيره في الثلاث الاعوام الماضية من الحرب ، فتاريخ سلاح الصواريخ خلال الثلاث الاعوام الماضية كان يشارك وفق فترات زمنية متباعدة تصل في بعضها الى ثلاث اشهر تفصل بين اطلاق صاروخ باليستي واخر ، وباستثناء مرة واحدة تم الحديث عن اطلاق 3 صواريخ دفعة واحدة لم يسبق لسلاح الصواريخ ان اطلق صلية صواريخ دفعة واحدة وهي عملية تم تاكيدها من قبل جميع الاطراف بل ان التحالف السعودي تحدث عن 7 صواريخ بالستية تلقتها مدن سعودية في وقت واحد .
تبع اطلاق صليه الصواريخ في اول ايام العام الرابع اطلاق صواريخ بالستية على السعودية خلال فترات زمنية لاتتعدى اليوم اواليومين اوالاسبوع ، كما اذا اضفنا في الاعتبار الصواريخ البالستية قصيرة المدى التي تستخدم داخل الجغرافيا اليمنية اوعلى المناطق الحدودية من الجغرافيا السعودية فان اطلاق الصواريخ بات عملا يوميا بالفعل .
كان الجيش اليمني قبل حرب التحالف السعودي يمتلك منظومة صواريخ بالستية متنوعة وكبيرة لا تقل وفقا للتقارير العسكرية عن توليفة من 5000 صاروخ باليستي قصير المدى ، ارض ارض فقط ، وهذا الامر جعل منظومة الصواريخ اليمنية ارض – ارض منظومة غير ذات جدوى في معادلة حرب دولية وجد اليمن نفسه وسطها بصورة مفاجئة ، كما كان يمتلك منظومة صواريخ ارض – جوتقليدية كانت قد تعرضت لعملية تخريب طالتها اثناء فترة الازمة السياسية السابقة للحرب في اليمن وماتبقى منها ايضا يعد ذي جدوى محدودة للغاية بالنظر لتفوق اسلحة الجولدول التحالف السعودي وللطيران الحديث ككل من جهة ولسيطرة التحالف السعودي على الاجواء اليمنية منذ بداية حربه العدوانية ، كما الجيش اليمني يمتلك منظومة صواريخ ارض – بحر محدودة نظرا لمحدودية القوة البحرية نفسها في الجيش اليمني ورغم السواحل الطويلة لليمن الا ان الاهتمام بالقوة البحرية لم يبدا الا في فترة متاخرة وبمساعدة دولية لغرض تامين المياة الاقليمية اليمنية ضد الهجمات الارهابية بعد تعرض حاملة الطائرات الامريكية اس اس كول لضربة في خليج عدن وبالتالي هي كذلك غير ذات جدوى في حرب دولية .
بشكل عام كانت منظومة الصواريخ اليمنية المختلفة رغم انها بكمية جيدة الا انها غير ذات جدوى بالنظر لطبيعة الحرب التي وجد ” الجيش واللجان الشعبية ” نفسه وسطها كحرب دولية يمتلك فيها الخصم احدث المنظومات العسكرية المختلفة ، وكان هذا هوالسبب وراء عدم دخول الصواريخ بشكل هيكلي منذ بداية الحرب وخلال سنواتها الثلاث الماضية باستثناء ضربات في غالبها داخل الجغرافيا اليمنية وهوما جعل التحالف السعودي يتوهم لاكثر من مرة انه قد قضى على سلاح الصواريخ اليمنية بينها الاعلان الرسمي بذلك في الشهر الاول من الحرب على اليمن .
شهدت الثلاث الاعوام الماضية اطلاق صواريخ ارض ارض الى مدن سعودية بينها مدن في جنوب المملكة وكذلك اطلاق صواريخ اصيبت واسقطت بها طائرات حديثة وكذلك صواريخ اصيبت بها قطع بحرية تتمركز على ابعاد كانت تضنها امنه ،وكثيرا ما كان اطلاق هذه الصواريخ يدخل في اطار ” عمليات تجريبية ” كما صورح بذلك من قبل ” الجيش واللجان الشعبية ” رسميا لاكثر من مرة ، وهذا يعني ان هناك اعمال كانت تتم للاستفادة من المنظومات الصاروخية المختلفة المتوفرة للجيش اليمني بتحويلها من غير ذات جدوى الى جدوى بقدر ما في اطار الحرب الدولية التي تشن على اليمن .
احجم ” الجيش واللجان الشعبية ” عن استخدام الصواريخ المتوفرة له بشكل محوري منذ بداية العدوان لانها لم تكن لتمكنه من احداث تاثير الا في اطار داخلي وتحول الى عملية اعادة تأهيل لهذه المنظومات تمحورت حول ثلاث جوانب الاول هوتطوير مدياتها من صواريخ قصيرة مدى الى صواريخ متوسطة المدى والثاني هوتكتيك اطلاق الصواريخ بالنظر لسيطرة التحالف السعودي على الاجواء اليمنية والثالث هوالتموية والقدرة على اختراق اجهزة الرصد والسونارات ومنظومات الدفاع المتوفرة للتحالف السعودي .
عمليات تعديل واسعة وحثيثة خضعت لها منظومات الصواريخ اليمنية على مدى الثلاث السنوات السابقة وفي حدود ماهومتاح جعلت سلاح الصواريخ اليمنية قوة سيكون لها حضورها خلال الفترة القادمة من الحرب وسيكون ترتيب اثرها على مستويات مختلف فعلى ميدان الارض بحر سيكون لها حضور قوي ومؤثر ويمكنه ان يفرض معادلة البحر بالشكل الذي يريده ، يليه ميدان البر وفيه يمكن القول ان جحم الحضور سيشهد ارتفاعا كبيرا عن حجمه في الثلاث السنوات الماضية ويجعل كل جغرافيا السعودية والامارات بالكامل عرضة للصواريخ اليمنية التي باتت متوسطة المدى وهوما يحتاجه اي صاروخ للوصول لكامل تلك الجغرافيات ، ويحل في المرتبة الثالثة ميدان الجوالذي حقق فيه ” الجيش واللجان الشعبية ” تقدما لاكنه لازال محدودا تبعا لطبيعة الطيران الحديث الذي يتوفر للتحالف السعودي الذي يفرض الاعتماد على توقيت الاطلاق اكثر من الاطلاق ذاته .
هذه الصورة هي التي يمكن تكوينها عن القوة الصاروخية اليمنية من خلال المعلومات المتاحة والتجربة الماضية وهي كافية لتفسير حديث الصماد عن ان العام الرابع سيكون عاما باليستيا بامتياز ويضل هناك فرصة لمستويات اعلى من التاثير مترتبة على معلومات غير متاحة للمراقب قد تحدثنا عنها الصواريخ ذاتها ، وفي كل الاحوال سيكون للقوة الصاروخية اليمنية حضورا هيكليا في الفترة القادمة من الحرب سيشهدها الجميع وسيكون لها اثرها على المعادلات السياسية والعسكرية حتما .
رئيس مركز الرصد الديمقراطي ( اليمن )