الوطن العربي في مأزق فمن ينقذه؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2482
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

محمد صالح المسفر
 أينما وجهت وجهي نحو أي بقعة على ارض الوطن العربي اجد انها في مأزق رهيب، بل مآزق. كلما لاح في الافق امل ينقذ الوطن العربي من هول ما هو فيه تحطم ذلك الامل.
ويبرز قادة في هذا الوطن يزيدون محن هذه الامة التي اصطفاها الخالق جلت قدرته ليكون منها خاتم الانبياء والرسل محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام.
إنها امة تدعو الى الفضيلة والرحمة والتآخي والسلام، انها امة محمد عليه الصلاة والسلام وقبلتها مكة المكرمة الواقعة بواد غير ذي زرع يأتيها الخير من كل فج عميق.
* * *
المأزق العربي والاسلامي يزداد شدة وعذابا في فلسطين المحتلة وحول ارض معراج رسولنا الكريم، وليس في الافق من يعين اهلنا هناك على الصمود والتصدي لكل من يريد العبث بمقدسات وحقوق امتنا العربية والاسلامية في تلك البقعة الطاهرة.
أهلنا في غزة تعتصرهم ازمة الحصار الظالم الذي يفرضه اخوة اشقاء شركاء في المستقبل والمصير، قطاع غزة ومواطنوه المقدرون بأكثر من مليوني نسمة يعانون من شدة الحصار المضروب عليهم من أهلنا في مصر وسلطة عباس في رام الله الى جانب الكيان الصهيوني.
وليس من شفيع ولا معين لأهل قطاع غزة بعد الله الا دولة قطر وما تجود به من حين الى اخر رغم صعوبة التواصل بين الدوحة وغزة، ورغم الضغوط التي تمارسها أنظمة عربية وغربية وخاصة امريكية كي لا تقدم قطر اي عون لأهل غزة ولو قطرة ماء غير ملوثة.
في غزة هذه الايام يحيي اهلها العزّل "يوم الارض" بمسيرات العودة وتجمعات سلمية اشترك فيها كل اهل غزة فواجه جيش العدو الاسرائيلي تلك المسيرة بالقوة المسلحة وسقط 27 شهيدا واكثر من 1500 جريح والحبل على الجرار.
ولم يسمع اهلنا في فلسطين من عواصم العرب المأزومة اي كلمة تدعّم مسيرتهم وتحتج على الممارسات الصهيونية وجيش الاحتلال الاسرائيلي ضد تلك المسيرة، والغريب ان ابواق سلطة عباس ما انفكت تناشد اهل غزة الخنوع والاذعان لكل مطالب سلطة عباس ولم تسمح لاهلنا في الضفة الغربية بالتضامن مع اخوانهم في غزة عبر مسيرات واضرابات سلمية في مواجهة الطغيان الاسرائيلي.
* * *
الدولة العربية الوحيدة التي رفعت صوتها احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على المظاهرات والمسيرات السلمية في قطاع غزة هي دولة قطر المحاصرة من الاشقاء العرب (السعودية والامارات) منذ الخامس من يونيو/ حزيران العام المنصرم.
لقد اصدر مجلس الوزراء القطري "إدانة لقيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باطلاق النار على مسيرات العودة السلمية الفلسطينية بمناسبة يوم الارض". وطالب المجلس في بيانه بتحرك عاجل لحماية الشعب الفلسطيني، كما أقام طلاب جامعة قطر يوما تضامنيا مع الشعب الفلسطيني.
وألقى السفير الفلسطيني بيانا في هذا اللقاء مشيدا بدور دولة قطر في مناصرتها لقضايا الشعب الفلسطيني الى جانب عدد من المتحدثين من اعضاء هيئة التدريس في الجامعة.
الكويت ايضا، العضو غير الدائم في مجلس الامن، طلبت انعقاد مجلس الامن الدولي للنظر في الممارسات الاسرائيلية ضد المسيرات السلمية واعتقال الاطفال، وهو موقف كويتي نشيد به، لكن كم دولة عربية تحدثت امام المجلس في هذا الشأن. انها مأساة، وخذلان عربي لا نظير له.
* * *
في هذا السياق وفي هذه الظروف الصعبة على امتنا العربية تخرج علينا شخصية عربية وإسلامية موعودة بمستقبل قيادي كبير لتقول قولا لم يقل به اي زعيم عربي او شخصية عربية مرموقة ذلك القول هو "حق اليهود في أرض أجدادهم في فلسطين، وحقهم في إقامة دولة مستقلة على هذه الأراضي"، ومن منطلق الحق في ارض الاجداد "لاي يهودي، فهل ممكن قبول عودة اليهود الى ارض اجدادهم كما يزعمون في يثرب ونجران وبيشة؟
هل يمكن تعويض اليهود الذين خرجوا أو أخرجوا من اكثر من دولة عربية عن السنين التي ابتعدوا فيها عن ارض الاجداد كما يدعون؟ انه امر جلل!!.
ألم تطلعوا على وصية بن جامين فرانكلن عام 1789 احد ابطال التحرير في امريكا وما قال به عن خطورة اليهود على الامن والثقافة والاقتصاد والاخلاق وسلامة البلاد والعباد؟ اقرؤوا يا قادتنا الميامين التاريخ واستخلصوا الدروس والعبر في سيرة الامم.
ان اخطر ما يهدد ذكاء الانسان، وكرامته في الواقع العربي الجديد هو طغيان زعامات صاعدة بلا ثقافة او اتزان او جدارة، هذه الزعامات الجديدة التي لا تعرف من التاريخ الا يوم مولدها، ولا تلتفت الى تاريخ العرب لتستشرف المستقبل.
إن الزعامة التي تعتمد او تستمد قوتها وجبروتها وحصانتها من قوى خارج حدودها الجغرافية لا مستقبل لها، قد تنجح فيما تنوي الوصول اليه، لكنها سرعان ما تنهار ولن يطول بها الزمن.
آخر القول: العراق وسورية ومصر واليمن وليبيا وفلسطين والخليج العربي في مآزق لا حدود لها، ولا أستثني المغرب والجزائر وموريتانيا، إن الطغاة يتسيدون على الشعوب في هذا الجزء من العالم، ويعتقدون أن قوة أخرى تحميهم من غضب الشعوب، أقول مؤكدا إنهم غافلون، وإنهم الأخسرون.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.
المصدر | الشرق القطرية