رسائل مسربة تكشف خطط الإمارات للانتقام من «تيلرسون» بعد فشل الحصار

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2054
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير بهاء العوفي
 كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، عن حصولها على رسائل بريد إلكتروني، تظهر ممارسة الإمارات ضغوطا على إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، لإقالة وزير الخارجية، «ريكس تيلرسون»، بسبب موقفه من الأزمة الخليجية وعدم دعمه موقف أبوظبي ضد قطر.
وتكشف الرسائل التي حصلت عليها «بي بي سي»، أن الملياردير الأمريكي المرتبط بعلاقات واسعة مع الإمارات والممول الرئيسي للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي، «إليوت برويدي»، التقى بـ«ترامب»، في أكتوبر/تشرين أول 2017، وحثه على إقالة «تيلرسون».
ووفق الهيئة، فإن «برويدي»، اتهم قطر باختراق رسائله الإلكترونية، وقال المتحدث باسمه: «لدينا سببا للاعتقاد بأن هذا الاختراق رعاه ونفذه عملاء مسجلون وغير مسجلين في قطر يسعون لمعاقبة برويدي بسبب معارضته القوية للإرهاب»، مشيرا إلى أن بعض رسائل البريد الإلكترونى «ربما تكون قد غُيرت»، دون توضيح.
وفي المقابل، نفى المسؤولون القطريون، هذه التصريحات، في بيان، وصل هيئة الاذاعة البريطانية.
وقال مكتب الاتصال التابع للخارجية القطرية: «تود قطر أن تعلن بشكل قاطع أنها لم تشارك أو ارتكبت أيا من الاتهامات المزعومة التي قدمها برويدي زورا، كما أنها لم تشرك أو تدفع أي شخص للقيام بذلك».
وأضاف المكتب: «نحن نعتقد أن الاتهامات التي لا أساس لها من السيد برويدي هي مجرد تكتيكات لتشتيت الانتباه عن الادعاءات الخطيرة ضد نفسه وموكله حكومة الإمارات العربية المتحدة».
وتابع: «تحتفظ حكومة قطر بحقها في اتخاذ أي إجراء قانوني ضروري ضد مزاعم كاذبة من قبل برويدي أو غيره».
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها «إجراءات عقابية»، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية، حصلت شركة «سيركينوس» التي يملكها «برويدي»، في وقت سابق على عقود تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان «برويدي»، قد عاد للتو من دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما التقى «ترامب» في البيت الأبيض في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وطالبه بإقالة «تيلرسون».
ووفقا لمذكرة أعدها «برويدي» لهذا الاجتماع، وكشفت عنها التسريبات، فإنه حث «ترامب» على مواصلة دعم حلفاء الولايات المتحدة في الإمارات والسعودية، ونصح الرئيس الأمريكي بالوقوف في صف دول الحصار ضد قطر.
ووصف «برويدي» قطر بأنها «قناة تلفزيونية لها دولة»، في إشارة إلى فضائية «الجزيرة»، كما اقتراح أن يجلس الرئيس الأمريكي مع ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان».
وقال «برويدي» في إحدى رسائله البريدية: «لقد عرضت أن يزور محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الولايات المتحدة قريبا جدا، ويفضل عقد اجتماع هادئ في نيويورك أو نيو جيرسي، ووافق الرئيس ترامب على أن لقاءه مع بن سلمان فكرة جيدة».
وأضاف أنه نصح الرئيس الأمريكي بأن «تيلرسون ضعيف ويجب إقالته في وقت مناسب سياسيا».
يشار إلى أن «تيلرسون» انتقد سابقا الحصار المفروض على قطر، ودعا إلى تخفيفه، في تصريحات تناقضت مع دعم «ترامب» في بداية الأزمة لمواقف دول الحصار، قبل أن يعدل موقفه مؤخرا، تحت ضغوط من وزارتي الدفاع والخارجية.
ووفق «بي بي سي»، كشفت التسريبات عن رسائل بين «برويدي»، و«جورج نادر» رجل الأعمال اللبناني الأمريكي، الذي قد حلق في سماء الدبلوماسية الدولية لمدة 3 عقود، فقد كان مفاوضا لقناة خلفية مع سوريا خلال إدارة «كلينتون»، وقد أعاد إنتاج نفسه كمستشار لحاكم دولة الإمارات العربية المتحدة بحكم الأمر الواقع، وكان في العام الماضي زائرا متكررا إلى البيت الأبيض للرئيس «ترامب».
وبعد أن اجتمع «برويدي» مع مستشار الرئيس الأمريكي وصهره «غاريد كوشنر»، كتب إلى «نادر» رسالة قال فيها: «كان سلوك غاريد سلبيا، وبدا أنه لا يريد المشاركة في هذه القضية (الأزمة الخليجية)».
وكان سفير الإمارات لدى واشنطن «يوسف العتيبة»، الذي كان يعرف في سائر الأوساط الدبلوماسية كأكثر السفراء فاعلية وتأثيرا في واشنطن، ضحية حديثة لقرصنة البريد الإلكتروني.
وجاء نشر التسريبات الخاصة بـ«تيلرسون»، بعد يوم من كشف صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الإمارات استخدمت المال للتأثير على إدارة «ترامب» وسعت لإقالة «تيلرسون».

المصدر | الخليج الجديد