أصبح النظام الرسمي العربي في نزعه الأخير وطلبت الولايات المتحدة من نواطيرها التعامل معها عن طريق الكيان الصهيوني

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2322
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

فتهافتت الأنظمة المنهارة بطلب ود الأعداء.. هزلت وهزلوا
د. عبد الحي زلوم
 قال الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد آفي بنياهو ، الذي كان ناطقًا بلسان جيش الاحتلال في صحيفة (معاريف) العبريّة، ، إنّ رئيس اكبر دولة عربية هو “هدية شعبه لإسرائيل”، لافتًا إلى أنّ تصدّي ذلك الرئيس للديمقراطية في بلده ضمن استقرار المنطقة، وهذه مصلحة إستراتيجيّة للدولة العبريّة. كما أنه تمكن من خنق اهل غزة وتدمير انفاقها والتضييق عليها بطريقة لم يتمكن حتى الكيان الصهيوني من تحقيقه.
كذلك كتب مركز بيغن للسادات انه لم يعد السلام مع الفلسطينيين شرطاً لتحسين التعاون الاسرائيلي الخليجي . وكذلك استقبل وزير الاتصالات الاسرائيلي اميراً من احدى العائلات الحاكمة في الخليج و كبير هيئة علماء احدى الدول العربية يفتي بان قتل الصهاينة حرام. وملك عربي يقول أن المقاطعه الاقتصادية العربية هي خطأ كبير ودولة عربية اخرى تشتري اسلحه من الكيان الصهيوني مدفوع السعر من دولة خليجية لارساله إلى خليفة حفتر لمساعدته في حربه الأهلية. هذا يعني أن النظام العربي الرسمي قد إنهار فعلاً وأن أصحابه يعانون سكرات الموت وأن استنجادهم بالكيان الصهيوني لانقاذهم من غرف الانعاش سيكون لعباً في زمنهم الضائع حيث لا يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ سوى رب العالمين.
أكثر هذه الدول تماماً كالكيان الصهيوني هي دول وظيفية انشأها الاستعمار وتنتهي صلاحيتها بإنتهاء وظيفتها. كما انشأ الاستعمار دولاً افتراضية ليس لها اي مقومات الدول تنقرض متى انتهت وظيفتها في حين أن تلك الدول الوظيفية التي انتهت وظيفتها تبقى الدولة ويختفي النظام .
ما يهمنا هنا بيان نقطتان : اولاهما أن الدول الوظيفية لا تعطي شرعيةً للكيان الصهيوني لانها فاقدة الشرعية اصلاً وثانيهما لان الارتماء في احضان الصهيونية لن يفيد لان المنطقة يعاد تخطيط حدود ووظائف تلك الدول وتحتاج الى رؤس انظمة بمؤهلات جديدة ووصف وظيفي جديد. عيّن الاستعمار وأهل من ارادهم قادةً لهذه الدول .
في بعض هذه الدول الافتراضية تمّ استيراد الحجر والبشر .شاءت الاقدار أن أواكب تصنيع هيكلية دولة اساسها قبيلة فأصبحت دولاً تعداد بعضها لم يزد عن عشرين ألف مواطن وثلاثة اضعافهم من جنوب وشرق آسيا . عندما ارسلتُ منتصف السبعينات من القرن الماضي أحد المهندسين من شركتي الى هناك و سألته عند رجوعه عن امور تلك الدولة فأجاب: ” وجدت ما بين الهندي والهندي في هندي.” عين الاستعمار قادة تلك الدول فأصبح هو مرجعيتهم لتنفيذ اجندته وصاروا في واد وشعوبهم في واد سحيق اخر . والكيان الاسرائيلي ليس استثناء كونه دولة وظيفية .
احسن الدكتور عبد الوهاب المسيري في وصفها حينما كتب : “أسست إسرائيل ككيان وظيفي لتحقيق مصالح الغرب في وطننا خاصة والعالم عامة … وحل المسألة اليهودية في أوروبا وذلك من خلال تدعيمها بمرجعيات دينية لإقناع الشعوب الغربية بضرورة قيام إسرائيل باعتبارها حقاً تاريخياً ودينياً لليهود … مع إن زعماء الحركة الصهيونية كانوا من الملاحدة الذين لا ينتمون إلى الدين اليهودي إلا بالاسم “.
عند تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين سنة 1948 كانت نسبة اليهود من عدد السكان 31% وكان عددهم 650000 . ولو علمنا أن عدد موظفي شركة وول مارت Wal Mart يساوي حوالي 2,100,000 اي اكثر بــ 320% من عدد سكان الكيان الصهيوني عند ولادته ودخل تلك الشركة العابرة للقارات يزيد عن الناتج المحلي كدولة مثل السعودية لتبين تفاهة كلفة انشاء كيان كهذا اوكلت اليه مهمة استراتيجية ليفصل ما بين دول آسيا وافريقيا العربية ولمنع تحقيق الوحدة العربية واستنزاف الموارد الطبيعية للدول العربية. ولا يغُرنَك اليوم ناطحات سحاب تلك الدول الوظيفية والافتراضية ولا جيوشهم ولا بترودولاراتهم حتى لو اصبح بعضهم اليوم امبراطوريات افتراضية لان تلك الكيانات سيتخلى عنها مشغليها بعد أخذ غرضهم منها ..
تقوم الدول الافتراضية في وطننا العربي على أسس قبلية أو عائلية أو اثنية أو دينية وهي منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الاولى تقوم بوظائفها في خدمة من انشأها خير قيام محققة مصالح الاستعمار لا شعوبها فخدمة شعوبها ليس من وصفها الوظيفي. وهذه الدول الافتراضية بعضها لبعض ظهير بالرغم من إختلاف دينها أو اثنيتها أو قوميتها لأن اجندتها وتعليمات مشغلييها هي الجامع بينها . لذلك لا عجب أن نرى دولة عربية اسلامية تنسجم مع دولة يهودية وتجعل من دولة اسلامية أو حتى دولة جوارها العربية عدواً .
يتخلى الاستعمار عن (وكلائه ) متى استنفذ غرضه منهم . ليس للأباطرة أصدقاء ولا صداقات. مات ماركوس في منفاه، وضاقت الأرض بما رحبت لقبرٍ يـُوارى به جثمان شاه إيران والتي رفضت الولايات المتحدة بالسماح بدفنه هناك . جنـّدت الولايات المتحدة ألوف المتطوعين البسطاء ليجاهدوا معها ضد الكفار السوفييت في أفغانستان أو في سوريا . وبعد أن قـُضي الأمر، أين أصبح هؤلاء؟ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر في غوانتنامو! ثم أين هو سوهارتو؟ وأمـّا مانويل نورييغا فلقد بدأ حياته مخبراً ثم عميلاً من الدرجة الممتازة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية حيث أوصلته إلى حكم جمهورية بنما. وعندما استوفت غرضها منه خلعته واخذته سجيناً رقمه 41586 في أحد سجون ميامي الفيدرالية بولاية فلوريدا الى أن توفي في منفاه… لكن يبدوا ان زعماء النظام العربي يعملون وفق ما قاله العرب : اليوم خمر وغدا أمر .
هدف الغرب كان وما زال من وكلائه هو منع قيام وحدة عربية بأي شكل من الاشكال. والغرب محقٌ في خشيته. أفضل ما يعبر عن نتائج الفرقة العربية الكارثية هو ما جاءني في فيديو لو اعتمدنا ارقامه يتبين كم هي خسارتنا نتيجة فرقتنا وعدم وحدتنا ودعني آخذ بعض الارقام كما جاءت في هذا الفيديو وعنوانه (ماذا لو إتحد العرب؟)
سيكون :
اجمالي الناتج المحلي 5 تريليون و 999 مليون دولار سنويا ما يجعل الدولة العربية الموحدة في المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة الامريكية والصين والاتحاد الاوروبي
المساحة الاجمالية بالمرتبة التالية بعد روسيا الاتحادية.
عدد السكان سيحتل العرب المرتبة الثالثة في عدد السكان بعد الصين والهند.
الجيش العربي بناء على الاحصائيات الحالية سيكون من 4 ملايين جندي و9 الاف طائرة حربية و 4 الاف طائرة هليكوبتر و19 الف دبابة و51 الف سيارة حربية .
الاراضي السودانية ستنتج 760 مليون طن من القمح و370 مليون راس ماشية و410 مليون راس من الخراف و 850 مليون دجاجة في العام الواحد .
ليبيا :اذا غطينا ب 80% من صحراء ليبيا لخلايا شمسية فإن هذا سيكفي انتاج20 مليون ساعة جيجا وات يكفي احتياج الكرة الارضية بالكامل من الكهرباء .
انتاج اتحاد الدول العربية من النفط سيكون 24 مليون برميل يومياً وهو ما يعادل 32 بالمئة من الانتاج العالمي .
قيمة الزكاة وهي 2.5%على الامول المحفوظة دون تشغيل بتطلع 29مليار دولار سنوياً وهذا يكفي لبناء 25 مدينة يقطن بها25 مليون انسان عربي .
أخيراً :
الحضارة العربية الاسلامية كانت حضارةً توحد ولا تفرق وكانت ملكاً لمنتسبيها لانها حضارة جامعة . هل يا ترى هذا هو السبب الذي يقوم الغرب بحملة مجنونة ضد هذه الحضارة تحت مسميات مختلفة باسم الحرب على الارهاب مع أن استعمارهم قام على الارهاب وما زال ؟
مستشار ومؤلف وباحث