هل تحسم اعتقالات الرياض كرسي الحكم؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2304
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 محمد الحبيب

نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر سعودية أن القصر الملكي السعودي أصبح يأمل في الحصول على عشرات المليارات من خلال تسويات مع أفراد معتقلين من الأسرة الحاكمة، ومن المسؤولين السابقين ورجال الأعمال، فيما يقول القصر إن الاعتقالات تجيء في إطار حملة لمحاربة الفساد.

وقد طالت الاعتقالات حتى الآن أكثر من عشرة أمراء من أسرة آل سعود، وشملت حملة الاعتقالات عشرات المسؤولين السابقين، والحاليين، وبينهم وزراء، ومدير الديوان الملكي السابق، ورجال أعمال نافذين.

وأعادت الحملة إلى واجهة الأحداث الصراع على العرش بين أفرع الأسرة الحاكمة في السعودية، وهو صراع كان غائبا عن التجاذب الإعلامي طيلة عقود.

 

صراع على العرش

ظل عرش آل سعود منذ تأسيس المملكة العربية السعودية قبل نحو 120 عاما محط صراع بين أفرع العائلة، وشخصياتها النافذة، حتى إنه يمكن التأريخ للملكة من خلال التأريخ للصراع على عرشها؛ فقد خلّف الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (توفي عام 1953) نحو 36 من الأبناء الذكور دون دستور مكتوب ينظم توارثهم كرسي الحكم.

وقد تولى السلطة بعد عبد العزيز ابنه سعود الذي أزيح من المنصب بعد 11 عاما (1964)، من قبل أخيه غير الشقيق الملك فيصل بن عبد العزيز. وقد احتج فيصل بأن أخاه سعود عاجز عن ممارسة الحكم بسبب المرض. وبقي فيصل في الحكم نفس المدة تقريبا؛ إذ غادر السلطة مقتولا سنة 1975 في عملية غامضة؛ فقد ادعى قاتله ابن أخيه فيصل بن مساعد أن الملك فيصل هو المسؤول عن قتل شقيقه خالد بن مساعد بن عبد العزيز، بينما توجد فرضيات أخرى لتفسير حادثة القتل.

توالى على العرش بعد مقتل الملك فيصل بن عبد العزيز إخوته؛ خالد (توفي 1982) وفهد (توفي 2005) وعبد الله (توفي 2015) وسلمان (82 عاما) الذي ما زال يقود البلاد ويتوقع أن يسلم العرش إلى ولي عهده ابنه غير البكر محمد (32 عاما).

 

إزاحة وليي العهد

لم يكن تسلم محمد سلمان ولاية عهد أبيه، وإعداده لتسلم حكم المملكة عملية سهلة؛ فقد استدعت إزاحة اثنين من ولاة العهد هما مقرن بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف، وكان ينظر إلى أحدهما (ابن نايف) على أنه من أقوى رجال الأسرة الحاكمة.

وكان ضمن قائمة المستبعدين من بقي من أبناء الملك عبد العزيز، الأمير أحمد بن عبد العزيز (75 عاما) شقيق الملك سلمان.

كما اضطر الملك سلمان إلى تغيير النظام الأساسي للحكم الذي أقر في عهد الملك فهد، ليفرض خروج الملك من أبنائه بعد تولي محمد؛ فقد نص تعديل الفقرة الثانية من المادة الخامسة من النظام على ألا يكون، "بعد أبناء الملك المؤسس ملك وولي عهده من فرع واحد من العائلة"، وهو ما يبدو طمأنة للأسرة بعدم توارث أبناء سلمان أو أحفاده الملك بعد ابنه محمد.

 

حملة اعتقالات

قبل نحو أسبوعين شنت قوات الأمن السعودية حملة اعتقالات شملت 11 أميرا من مختلف فروع العائلة الحاكمة، يتقدمهم ابنا الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز متعب وتركي إضافة إلى الملياردير الوليد بن طلال، وعشرات المسؤولين، وضباط الجيش، ولم يستبعد مراقبون أن يكون من بين أهداف الحملة القضاء على أي معارضة من داخل الأسرة، لتولي ولي العهد محمد بن سلمان السلطة.

وكانت تحقيقات صحفية كشفت عن اعتقال ثلاثة من أمراء آل سعود بتهمة معارضة النظام، فيما يقيم أمير آخر من الأسرة الحاكمة هو خالد بن فرحان في ألمانيا، بعد حصوله على جنسيتها.

وكان الأمير عبد العزيز بن فهد قد اختفى هو الآخر إثر زيارة قام بها إلى الرياض، منتصف العام الحالي، ولم يظهر إلى الآن.

تزامن مع حملة الاعتقالات سقوط طائرة نائب أمير منطقة عسير، الأمير منصور بن مقرن (43 عاما) ومقتل كل ركابها، في حادث قالت السلطات السعودية إنه عرضي، فيما قالت الصحافة الإسرائيلية إن طائرة مقاتلة سعودية أسقطت طائرة الأمير الذي كان ينوي البحث عن اللجوء خارج المملكة العربية السعودية خوفا من ملاحقة ولي العهد.

يعتبر كثير من المراقبين أن الجديد في صراع آل سعود هو خروجه إلى العلن فقط، وليس وجوده في الأصل.