لماذا أشاد لافروف بجهود السعودية بتوحيد المعارضة السورية.. وهل باتت دير الزور فعلاً آخر المعارك الكبرى والباقي تفاصيل؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2809
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الدكتور محمد بكر
من الرياض أشاد وزير الخارجية الروسي بجهود المملكة في توحيد المعارضة السورية من أجل دفع العملية السياسية، بدوره وبعيداً من نغمة إسقاط الأسد أكد الجبير أن بلاده تدعم الحل السياسي في سورية على أساس بيان جنيف 1 والقرار 2254، مشدداً في تصريحاته الأخيرة من لندن على أن إيران هي مصدر زعزعة الاستقرار في المنطقة، وأن قياديين من القاعدة موجودين في طهران، وتعطيهم الأخيرة الأوامر لشن هجمات على بلاده بحسب تعبيره.
في توصيف السلوك السعودي ولاسيما في عودة ” الود” وإن كان في حدوده الدنيا بين طهران والرياض على خلفية تسهيل أمور الحجيج الإيرانيين، وصدور أوامر ملكية للكتاب السعوديين بعدم الإساءة لإيران، وكذلك احتمالية تبادل الوفود، إذ منحت طهران تأشيرات للوفد السعودي، يمكن توصيف ذلك من نقطتين : واحدة إيجابية والأخرى سلبية تصعيدية.
النقطة الإيجابية تكمن في إدراك المملكة عقم المحاولات التي دعمت فيها سابقا المعارضة السورية بكل معاني الدعم المادي والعسكري، والفشل في تحقيق إنجازات نوعية في الميدان السوري، وكذلك فشل عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها في اليمن، وتحول الأخير لكابوس يقض مضجعها، وهو مانُقل مؤخراً عن الأمير محمد بن سلمان لجهة رغبة بلاده بالخروج من حرب اليمن، ومن هنا تأتي ربما زيارة لافروف لتقديم ” العروض” ولعب الدور الذي يحقق الرغبة السعودية، وبما يكرس بطبيعة الحال ” نقلة إيجابية” في الملف السوري.
النقطة التصعيدية يمكن استدلالها من خلال مانشره موقع ستراتفورد الأميركي عن نية إسرائيل وتحركها لجهة القيام بعمل عسكري قبل نهاية الحرب السورية، وربما ضد حزب الله في لبنان،
لذا تأتي البرودة والتحول السعوديين كمقدمة لتسخين مرتقب، تكون السعودية لاعباً رئيساً فيه وضمن حلف أو ناتو شرق أوسطي ” سني”، اشار الموقع له بوضوح، هذه الجزئية التي يدعمها مانقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي نقلاً عن مصار رفيعة، بأن أميراً من البلاط الملكي السعودي زار إسرائيل سراً لدفع ماسمته المصادر السلام الإقليمي في المنطقة، وبطبيعة الحال فإن الزيارة تتجاوز أبعادها في اعتقادنا عملية دفع السلام، وصولاً لتفعيل الناتو العربي.
لانعرف إن كانت معركة دير الزور هي آخر المعارك الكبرى في سورية، وأن الباقي تفاصيل، بحسب تعبير السيد فيصل المقداد في لقاء عبر الميادين،في إشارة ربما إلى ان جبهتي الرقة وإدلب قد تنتهيان بموحب اتفاقات يجري إعدادها، ولانعرف إن كنا سنشهد باكورة معركة كبرى تكون إسرائيل رأس حربتها وبدعم خليجي وتحديداً سعودي. اجتماع استنة المقبل وكذلك محادثات جنيف، ربما تجيب وتفسر كثيراً ماهية المرحلة المقبلة، وإن كان عصر المعارك الكبرى قد ولّى، أم لأزيز الرصاص جزء ثاني لم يبدأ بعد.
*كاتب صحفي فلسطيني
روستوك – ألمانيا