ظريف في مقالة بـ”نيويورك تايمز”: المعدّات العسكرية الجميلة لن تجلب السلام للشرق الأوسط

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2085
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كتب وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف مقالة الجمع (26 مايو 2017) في صحيفة “نيويورك تايمز” بعنوان: “المعدات العسكرية الجميلة لن تجلب السلام للشرق الأوسط”، تطرق خلالها إلى عقود التسلح التي أبرمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع السعودية خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض.

وقال ظريف في معرض تعليقه على تلك العقود “إن 110 مليارات دولار أخرى للسلاح لن تخفف عبئا من النفقات الإضافية عن كاهل واشنطن، ولن تساعد في توفير الأمن طويل الأمد للسعودية “.

وأوضح ظريف بأن آخر مرة أنفق فيها السعوديون مبلغا بهذه الضخامة، كان بدفعهم أكثر من 70 مليار دولار لصدام حسين لتسليحه في عدوانه على إيران خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، مضيفا “ولكن انظروا ماذا كانت نتيجة هذا الإجراء للعالم ولهم”.

ورأى ظريف أن ترامب وفي أفضل الحالات “مشغول بابتزاز وحلب جيراننا السعوديين وشفط أموالهم، وذلك في الواقع من الأموال التي لا يمكنهم دفعها حقا”.

وأردف “وفي أسوأ الحالات ايضا، فإنها ستحول أميركا إلى عميل للسعوديين في الشرق الأوسط، وسيتضح قبح هذه الحال عندما نعلم أن 15 من مختطفي الطائرة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر كانوا من الرعايا السعوديين”.

واعتبر ظريف أن الحكام المستبدين في المنطقة “تسلموا شيكا على بياض من ترامب ليقمعوا جميع ما تبقى من احتجاجات سلميه”، مشيرا إلى هجوم القوات السعودية على بلدة العوامية، وهجوم القوات الخليفية على معتصمي بلدة الدراز في البحرين.

ودعا ظريف قادة العالم إلى اتخاذ خطوات فورية لمكافحة الإرهاب بدلا من من الرقص بالسيوف وحضور الولائم.

وأشار ظريف إلى أن السعودية تحارب حركة أنصار الله اليمنية والذين يحاربون الجماعات الإرهابية في اليمن، وكذلك الأمر في سوريا، فإن القوى التي تحارب الإرهاب يتم تهديدها بين فترة وأخرى.

وأكّد ظريف على أن “الكم الهائل من المعدات العسكرية الجميلة لن تتمكن من شفط الماء الآسن للإرهاب والتطرف العدواني الذي أوجدوه”، وأضاف “لا السلاسل الذهبية ولا البلورات المضيئة يمكنها أن تقدم حلا سحريا للتحركات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تشكل جذور الإرهاب”، مؤكدا على أهمية التعايش السلمي في المنطقة، كما أوضح ظريف أن السعودية تنفق المليارات للترويج لما أسماه “ايرانوفوبيا” وذلك لصرف الأنظار عن صادراتها العالمية، وهي الوهابية، “التي تعتبر الأيديولوجية المتطرفة والأم للقاعدة وداعش وأي تنظيم ارهابي آخر مدمر بدءا من كراتشي ووصولا الي مانشستر”.

واختتم ظريف مقالته بالإشارة إلى أن هناك خيارين أمام الولايات المتحدة وحلفائها اليوم وأولهما “أنهم قادرون على مواصلة دعمهم المادي المعنوي وتحريضهم للمسببين بالحرب، ليستمروا في تصعيد الحرب، وقد ثبت عدم جدوي ذلك لأنه لا ينتج سوى المزيد من الموت والدمار، ويعقّد التوصل إلى حل دائم”. وأما الخيار الثاني فهو “مثلما قالت إيران منذ اليوم الاول، أن تركز هذه الدول على حل سياسي شامل بمشاركة جميع المكونات السياسية”.

وأكّد ظريف على أن شراء الأسلحة سيعيدنا إلى المربع الأول، محذّرا من أن عدم كسر هذه السلسلة “سيترك هذه المسؤولية الخطيرة لأبنائنا وأحفادنا، وعلينا أن نكون جيلا يتعلم من التاريخ لا الجيل المحكوم بتكراره”.