MAY 22, 2017 الدكتور محمد بكر: عذراً محمود درويش.. هل مازلت عربياً وعلى رأسك العقال والكوفية
الدكتور محمد بكر
” سأسجل برأس الصفحة الأولى أني تشاطرت ومغتصبي بأكل لحم أبناء بلدي ” هذا هو حال المجتمعين في قمة الرياض، تسقط كل مفردات الحياء والخجل، وتغيب كل مشاهد الأخلاق وخمس وخمسون ” زعيماً ” ومسؤولاً عربياً وإسلامياً يتقاطرون ويهرعون للقاء ضيف الرياض ” الكبير “.
ماحدث في الرياض يتجاوز مسألة التذلل والانصياع والترحيب والتصفيق والتلميع والتملق لترامب، إلى عتبة خطيرة ينتفي فيها ” الحس ” بالمطلق، في مشهد ٍ كان فيه ترامب غاية في الوضوح بينما كان الجميع غاية في السذاجة والوضاعة لجهة ماقاله ترامب أن بلاده تبيعهم الأسلحة لتشغيل اليد العاملة الأميركية وانهاء البطالة، وأن اميركا لن تحارب نيابة عن الدول العربية، فيما البطالة تنخر في جسد البلاد العربية وسياسات التقشف تنهش الجسد السعودي نفسه، ترامب الذي تعامل على قاعدة إن كانت الألفاظ ومكاثرة المفردات ضد طهران ، هو مايثلج صدوركم، ويكون ثمنه مئات المليارات من الدولارات، فلكم ماتشتهون.
ليس من تعاقب على الإدارات الأميركية هو من يمثل الوجه الآخر للكيان الصهيوني بحسب الرد الذي ردت به حماس على ترامب، بل أصبح الكثير من العرب اليوم هم ذلك الوجه، قد ” نتفهم” موقف الرياض وحلفاءها وضيوفها عندما عد ترامب كلاً من إيران وحزب الله ” إرهاباً ” تجب محاربته، لأسباب تتعلق بالكباش الدولي والاقليمي الحاصل وحروب الوكالة، لكن اتهام المقاومة الفلسطينية بالارهاب في عقر الدار العربية والاسلامية هو مايشكل السقوط وتمثيل المجتمعين الوجه الآخر لإسرائيل.
ليست ثمة صورة مرعبة أكثر مما جسدتها قمة الرياض، التي تمضي في القضاء على ماتبقى من هويتنا وارثنا ومخزوننا، وليس ثمة من مشهد يجسد حالة الذل أكثر من المشهد الحاصل اليوم.
السؤال اليوم؟ من يخدم كل هذا الدفع باتجاه المواجهة مع إيران، والأهم ماهي النتائج المترتبة على هكذا مواجهة؟
لانعرف إلى أين تمضي السعودية في سياستها الحالية، وماهو شكل الكارثة وحجم المصائب المخبأ لهذه الأجيال، كل الذي أعرفه أنني سأسجل برأس الصفحة الأولى ليس كما تسجلون، سأسجل أنني رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم لكني مارأيت العرب، سأسجل بريشة القدس، وبوح الحجر، وقلم سميح ” حرامكم محلَّلٌ وحلالكم محرّمُ.
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.