رئيسة وزراء بريطانيا تسير على خطى ترامب في إبتزاز السعودية ودول مجلس التعاون الأخرى!

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2476
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كاظم ناصر
بعد أن قرّرت بريطانيا الخروج النهائي من الإتحاد الأوروبي، تبذل تيريزا ماي جهدا كبير لإقناع العالم بأن خروج بلدها من الإتحاد لا يعني عزلتها وانكفائها على ذاتها، أو تخلّيها عن لعب دور مهم على الساحة الدولية، بل إنه كان لمصلحتها لأنه سيمكّنها من التحكّم بقرارها، ويزيدها قوّة، ويعزّز دورها في السياسة الدولية، وفي العولمة الإقتصادية والثقافية .
زيارة السيدة ماي للمملكة العربية السعودية بعد اسبوع واحد من تحديد الآلية البريطانية للخروج النهائي من الإتحاد الأوروبي، تشير إلى أن رئيسة الوزراء ستعطي الأولوية لقضايا إقتصاد بلادها . ولهذا فإنها ستحاول إبتزاز السعودية كما إبتزّها دونالد ترامب عندما زار ولي ولي العهد السعودي واشنطن الشهر الماضي ووقّع إتفاقات تحصل بموجبها أمريكا على 200 مليار دولار خلال الأربع سنوات القادمة.
لقد التقت ماي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمّد بن نايف، وولي ولي العهد محمّد بن سلمان، وعقدت إجتماعا مع ساره السحيمي رئيسة مجلس السوق المالية السعودية ” تداول” قبل مغادرتها الرياض، وقالت في تصريح صحفي قبل بدء زيارتها ” إنها تتطلع إلى الإستفادة من الإمكانات الضخمة للإستثمارات السعودية لإعطاء زخم قوي للإقتصاد البريطاني.”
السيدة ماي تدرك ان الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي قد يلحق ضررا بالإقتصاد البريطاني يؤدي إلى إنخفاض قيمة الجنيه الإسترليني، وهبوط كبير في أسعار العقار، وزيادة البطالة، ويؤثر سلبا على النمو الإقتصادي البريطاني على مدى السنوات الأربع أو الخمس القادمة. ولهذا فإنها قامت بزيارة أكبر دولة خليجية لأنّها تتطلّع إلى توقيع اتفاقات جديدة مع أصدقائها وحلفائها التاريخيين في الخليج لبيعهم أسلحة وتقنية، وزيادة التبادل التجاري والإستثمار في سوق المال والشركات والصناعة والبنوك، وتسهيل سياحة الخليجيين لدعم إقتصاد بلدها.
إنها تعلم جيّدا أن شيوخ الخليج يتميزون بالثراء الفاحش، ودولهم تعتبر موطنا لمجموعة من الإستثمارات الضخمة التي تقودها صناديق الثروات السيادية والشركات العالمية العاملة في دبي ودول المجلس . فقد ذكرت مجلة ” ميدل إيست فوربس ” في عددها الصادر في فبراير 2017 أن الصناديق السيادية وشركات ومؤسسات إستثمار رأس المال في الخليج، لديها على الأقل 165 مليار دولار سيوظف معظمها في صناديق الآستثمار غير الإقليمية، أي في الدول الغربية وخاصّة في أمريكا وبريطانيا.
ماي عينها على تلك المليارات . إنها تدرك أن حكام الخليج مستبدون وفاسدون، ويعيشون في رعب، ويشعروت بأن عروشهم مهددة، ولهذا فإنها ستستخدم مخاوفهم وحالة عدم الإستقرار ، .. وخاصة .. ورقة التصدي للتهديد والنفوذ الإيراني لإبتزاز السعودية ودول الخليج التي ترتبط جميعا بعلاقات عسكرية، وسياسية، واقتصادية مميّزة مع بريطانيا.
بريطانيا تريد من شيوخ الخليج أن يدفعوا ثمن مساهمتها في حماية عروشهم كما دفعوا لأمريكا . ولهذا فإن السيّدة ماي ستضغط عليهم لضخّ المزيد من المليارات في بريطانيا لتستثمر في دعم إقتصادها، وتساعدها في مواجهة الإستحقاقات السيّئة التي قد تنتج عن خروجها من الإتحاد الأوروبي.
لقد غادرت رئيسة الوزراء السعودية ولم تصدر أي معلومات رسميّة محدّدة عن المبالغ التي ستصرفها السعودية لدعم اقتصاد بلدها.الظاهر أن السعودية قرّرت إبقاء الإتفاقات والمبالغ التي ستستثمرها في بريطانيا سرّيّة لتجنّب الإحراج، ومنع حدوث ضجّة إعلامية مشابهة لتلك التي حدثت بعد توقيع ولي ولي العهد لإتفاقات قيمتها 200 مليار دولار خلال زيارته لواشنطن الشهر الماضي .لكن الصحف السعودية ذكرت أن السيّدة ماي في إجتماعاتها مع الملك، وولي العهد، وولي ولي العهد بحثت …” العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مستجدّات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة بين البلدين لتحقيق الأمن والإستقرار فيها وعلى رأسها محاربة الإرهاب…” والسؤال هنا هو كيف ستتطوّرالعلاقات الثنائية في شتى المجالات كما ذكرت الصحف السعودية ؟ هل ستتطوّر عفويّا بدون إتفاقات ومجّانا ؟ ومن الذي سيشتري أسلحة وتقنية من الآخر ويدفع بالجنيه الإسترليني بريطانيا أم السعودية ؟ ومن الذي سيصرف البلايين على شراء السلع الإستهلاكية والعقارات والسياحة السعوديون والخليجيون أم البريطانيون ؟
دول الخليج تدفع المليارات ثمن أسلحة لبريطانيا، بالإضافة إلى ذلك فإن حجم التبادل التجاري … للسلع … بينها وبين بريطانيا بلغ 22 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، لكن هذا لا يكفي والمطلوب هو أن تدفع أكثر . قطر وقعت إتفاقية مع بريطانيا الشهر الماضي لاستثمار 6.23 جنيه إسترليني خلال الأعوام الخمسة القادمة، والسعودية ودول الخليج الأخرى ستوقع على إتفاقات .. وتدفع.. لدعم الإقتصاد البريطاتي والمحافظة على … رفاهيّة الإنجليز … ، وستدفع لدعم الحروب والمؤامرات العربية – العربية التي تموّلها، والمدعومة بريطانيا وأمريكيا وإسرائيليا وذلك خدمة لقضايا …. الأمتين العربية والإسلامية …. كما يقول حكّأم الخليج، وبعض الحكّام العرب، والطبقة الدينيّة المتحالفة معهم !!!