السعودية من تقتلكم..السعودية التى تذبحكم

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2144
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أحمد الحباسى
لعل الجميع يتذكر ان الرئيس الاسد قد ذكر قادة الدول الغربية بان ما يحصل فى سوريا ليس ثورة و أن محاولتهم تضليل الشعوب بذلك هى محاولة فاشلة لان الثورات لا تحمل السلاح لتقتل الابرياء و تستبيح الاعراض و تدمر الحضارة البشرية و تباشر سياسة الميز العنصرى ضد الاقليات و تنفذ سياسة التهجير الوحشية ضد الطوائف الاخرى ، كان نداء الرئيس الاسد لهذه الدول و دقه ناقوس الخطر و تحذيره من مغبة مواصلة سياسة غض الطرف عن جرائم الكيان الارهابى التكفيرى الوهابى السعودى و تهديده المباشر للسلم الدولية بل كانت هناك دعوة صريحة من الرئيس السورى لتشكيل جبهة عالمية موحدة للتصدى للإرهاب السعودى ، كانت هناك أيضا دعوة صريحة بعدم السماح ببيع الاسلحة و ارسالها الى هذا النظام الدموى لان وبال تلك الصفقات المغرية ماليا سيعود عليها ، كانت هناك عدة مؤشرات و دلائل و تحذيرات واضحة و مع ذلك لم تتحرك ألمانيا و لا فرنسا بالذات و بقيت على دعمها الموصول للمجاميع الارهابية حتى فوجئت بما حدث بما حدث فى برلين و من قبل فى مدينة نيس من عمليات دهس بشعة للمواطنين الابرياء .
لا شك اليوم و هذا ما تنقله وسائل الاعلام العالمية و ما كرسه قانون جاستا الامريكى الذى وصف السعودية بكونها دولة داعمة للإرهاب تتحمل بمفردها المسؤولية القانونية و السياسية و الاخلاقية فى احداث 11 سبتمبر 2001 و بالتبعية واجب التعويض الخيالى المالى لعائلات الضحايا الذين يعدون بالآلاف فيما سمى لدى الصحافة العالمية ” بالمجزرة المالية ” التى سيتحمل وزرها ملك المافيا السعودى و بطانته الفاسدة رغم ما يدور الحديث عنه من عجز الخزانة المالية السعودية نتيجة تكلفة الحرب الدموية الفاشلة على اليمن و ما تتطلبه نفقات تمويل و تسليح الجماعات الارهابية فى سوريا و العراق و اليمن و بقية دول العالم الاخرى التى تتعرض بين الفينة و الاخرى الى هجمات ارهابية يعلم الجميع أنها من تدبير المخابرات السعودية ، قلت لا شك اليوم أن النظام السعودى يعيش فترة عصيبة خاصة و أن تصريحات الرئيس الامريكى الجديد لا تبشر بأى خير و تزيد من ارباك العقل السياسى الضحل للقيادة السعودية و يدفعها دفعا الى محاولة الاستكانة قدر الامكان حتى تتضح الرؤية و ينخفض منسوب العداء العالمى الشعبى و الرسمى للقيادة السعودية ، بطبيعة الحال يستمر الارهاب السعودى فى تركيا و تستمر التهديدات الارهابية فى العواصم الغربية و يستمر العداء الشعبى للملكة .
تدرك القيادات السياسية الغربية اليوم و تفضح ذلك كبريات وسائل الاعلام الغربية أن المملكة هى من تقف وراء التفجيرات الدموية المتنقلة التى تضرب اكثر من دولة غربية بما فيها تركيا الحليفة ، المملكة هى الحاضن للإرهاب المدمر للعالم و للتنظيمات الارهابية التى لا تفرق بين الضحايا ، بل هناك أطراف قد بدأت تسأل نفسها بإلحاح هل ان المملكة قد جعلت من الارهاب قوة ضغط تمارسها ضد بعض الدول لاستنزاف مواردها و اضعاف أمنها و هل أن النظام السعودى الصديق قد تأبط شرا و أصبح يريد الانقضاض على هذه الدول تحت ضغط المؤسسة الدينية السعودية ، بل لعل النظام و بعد أن رأى تخلى هذه الدول و على رأسها الولايات المتحدة و اسرائيل عن مبارك و بن على قد استشعر خطر التخلى عنه قريبا و بات عليه التعويل على الارهاب كقوة ضاغطة على الدول الغربية حتى لا تميل الى مثل هذه الافكار المزعجة و تبقى على مساندتها لبقاء النظام السعودى ، بطبيعة الحال التفجيرات الدموية المرعبة التى تحصل فى تركيا تدخل ضمن هذا الاطار و حتى لا يخرج الاسلام السياسى التركى منتصرا خاصة بعد التقارب الروسى التركى الباحث عن مخرج يحفظ ماء وجه تركيا و يبعد الوجود السعودى السياسى من هذه المفاوضات تماما كما يحدث للإدارة الامريكية التى اكتفت بإعلان ارسال “مراقب ” لجلسات التفاوض فى مدينة الاستانة .
تعدد الضربات الارهابية داخل الدول الغربية بما فيها تركيا يؤكد أن هناك ايعازا سعوديا و أمرا عملياتيا سياسيا بالقتل لان هذه المجموعات هى نتاج حواضن الفكر الوهابى التكفيرى الذى تمول وجوده و انتشاره المؤسسة الدينية السعودية ، هذه المجموعات الارهابية تستمد أفكارها المحرضة على الارهاب من شيوخ التكفير السعوديين و لكن اوامر ضرب المصالح الغربية تأتى مباشرة من رأس الهرم السعودى و بعض أجهزة المخابرات السعودية المتعاملة مع هذه الجماعات فى كل بلدان العالم ، هذا ما تعلمه مخابرات الدول الغربية و ما تطفح به كل التقارير المرفوعة الى القيادات الغربية ، فالنظام يبحث بكل الطرق على أمرين الاول ان لا يخرج منهزما من سوريا و الثانى على ان يبقى متحكما على الاقل فى المجموعات الارهابية و قادرا على ضرب المصالح الغربية و تهديد السلم فى هذه الدول بحيث لن يقع التفكير فى ازالته او اسقاطه كفاتورة تقدمها هذه الدول للنظام السورى لاستعادة مواقعها السابقة و الحصول على نصيبها من كعكة اعادة اعمار هذا البلد المنكوب ، المثير للانتباه اليوم تصاعد وتيرة الضربات الارهابية السعودية و قدرة هذه المجموعات على التحرك بحرية و بفاعلية داخل اوروبا المختلة أمنيا كما كشفته الابحاث فى تفجيرات نيس و برلين و لعل هذا ما يصمت و يخرس السنة المستشارة الالمانية و الرئيس الفرنسى اللذان تحولا الى مجرد عدادين لأرقام القتلى دون التجرؤ على اتهام النظام السعودى بالقول لشعوبهم : هذا من يقتلنا ، هذا النظام هو من يذبحنا .

بانوراما الشرق الأوسط