عدوان ثنائي اسرائيلي سعودي على سوريا
حسين الديراني
شن العدو الصهيوني عدوانا ارهابيا سافراً على مطار ” المزة ” العسكري بالقرب من العاصمة السورية دمشق بواسطة الطائرات الحربية الحديثة اف 35 التي اخترقت الاجواء اللبنانية ثم اطلقت الصواريخ العدوانية من شمال بحيرة طبريا مما ادى الى نشوب حريق في محيط مطار المزة العسكري غرب العاصمة دمشق, كما ادى الى اضرار مادية دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين حسب المصادر العسكرية السورية, هذا العدوان جاء متزاماً مع هجوم ارهابي انتحاري مزدوج في منطقة كفرسوسة داخل العاصمة دمشق مما ادى الى إستشهاد ثمانية اشخاص بينهم 4 من العسكريين وجرح 14 شخصاً.
اعلن العدو الصهيوني عن الغارة ليكون عدوانه واضحاً على غير عادته لايصال رسائل عدة بشكل مباشر .
اولاً : يريد إستدراج القيادة السورية لحرب إقليمية لا امكانية لسوريا كدولة خوضها حاليا بعد ان أُستنزفت قواها العسكرية في حرب ارهابية كونية لاكثر من خمس سنوات متواصلة, هذا العدوان الذي تم التصدي اليه والانتصار عليه هو اكبر من دولة ” الكيان الصهيوني “.
ثانياً : تعود هذا الكيان الصهيوني في كل مرة يحرز الجيش العربي السوري وحلفاؤه تقدماً ونصراً على اي جبهة من جبهات القتال يقوم بعدوان ارهابي إستفزازي تعويضاً عن الخسارة التي لحقت بمرتزقته من الارهابيين الذين يستخدمهم نيابة عنه في استنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية السورية لتكون في اضعف حالاتها.
ثالثاً : هي رسالة الى المرتزقة الارهابيين بأنه لن يتركهم دون الانتقام من هزيمتهم وهو حاضر لمساندتهم لوجستياً وإستخباراتياً وعسكرياً, ولرفع معنوياتهم المنهارة وهذا ما يمكن ملاحظته في التغريدات والمنشورات التابعة للجماعات الارهابية المسلحة التي رحبت وهللت لتلك الغارات ودعت الى تكثيفها وإعتبرتها من ” الخيرات “!!!!, واصابتهم النشوة بعد الغارات العدوانية !!!.
رابعاً : يريد ان يؤكد للادراة الامريكية الجديدة انه كيان حرب وعدوان وارهاب يمكن الاعتماد عليه في اي مغامرة عسكرية عدوانية في المنطقة قد يفكر بها الرئيس الجديد دونالد ترامب.
العدوان على مطار ” المزة ” والاعتداء الارهابي الانتحاري المزدوج على كفرسوسة في العاصمة دمشق في يوم واحد ووقت متقارب لم يكن من باب الصدفة بل يؤكد على التنسيق العسكري واللوجستي بين الكيان الصهيوني والكيان السعودي الذي يدير الانتحاريين في المنطقة ويغذيهم فكرياً ومادياً وعسكرياً.
التحالف العسكري الاستراتيجي بين الكيان الصهيوني والكيان السعودي اعرب عنه رئيس وزراء الكيان نتنياهو خلال لقاء متلفز مع قناة سي ان ان الامريكية قائلا : ” انه تحالف قائم ومميز “, بناءأ عليه فإن العدوان الصهيوني الارهابي الاستفزازي السافر على مطار ” المزة ” وكل الاعتداءات العدوانية على المواقع العسكرية السورية تأتي بالتنسيق مع الكيان البدوي السعودي الذي يمول تلك الهجمات ويدفع ثمنها ويثني عليها تعويضاً عن هزائمه الماحقة التي تلحق به في سوريا والعراق واليمن.
الكثير من الذين ينددون بالهجمات الارهابية الصهيونية والسعودية يطالبون القيادة السورية بالرد المباشر والسريع لشعورهم واحساسهم الوطني, بينما عليهم ترك الامور العسكرية والرد على العدوان الى اصحاب الشان والقيادة العسكرية والسياسية التي اظهرت كفاءتها في ادارة المعركة المتعددة الاتجاهات, والتي صمدت و إنتصرت بفضل حكمتها وإدارتها, إن أي تقدم ميداني وإنتصار في سوريا على الجماعات التكفيرية المرتزقة هو عبارة عن رد اقسى وامر من الرد المباشر, لان العدو يعلم بأن اظافره تُقتلع من جزورها وإياديه تقطع وتفصل عن جسده, لذلك يتألم ويصرخ أكثر, ولذلك القيادة السورية ومعها المقاومة مصممين على مواصلة ملاحقة الجماعات التكفيرية الارهابية المرتزقة لتطهير كامل الاراضي السورية من ارهابهم ورجسهم الذي هو رجس وارهاب الكيان الصهيوني والسعودي.
كلما واصل الكيان الصهيوني عدوانه كلما اصبح ضرورياً تعزيز قدرة المقاومة في الجنوب السوري لتصبح قوة ردع مستقبلية رديفة للجيش العربي السوري كما هي المقاومة في لبنان التي وضعت حداً للغطرسة الصهيونية, وباتت اصابعها على ازرار قواعد الصورايخ لردع اي عدوان يحلم او يفكر به هذا الكيان الارهابي الغاصب.
اصبح خبر العدوان الصهيوني على سوريا يمر مرور الكرام عبر وسائل الاعلام العربية وكانه حدثٌ في موزنبيق, بل اصبح مُرحبا به ويُصفق له لان الامة العربية وجامعتها فقدت شرفها وكرامتها وعزريتها وباتت متحالفة مع العدوان الصهيوني, وهذا ما حصل اليوم في العدوان الثناني الاسرائيلي الصهيوني والسعودي الوهابي على سوريا.
بانوراما الشرق الأوسط