سلمان..انتهى الدرس يا غبي
أحمد الحباسى
يمكن لبعض اعلام الجزيرة أن يزيف و يضلل و يكذب على الحقيقة و لكن لا يمكنه تغييرها مهما فعل، اليوم نحن نعيش فى فضاء و تحت سماء ” مفتوحة ” كما يقال، لا أحد يقدر أن يكذب دائما و أن يواصل مسيرة كذب دون أن تنكشف الخبايا و تفضح الامور، نحن نقر ان قناة العربية و ربيبتها قناة الجزيرة و من لف لفهم قد تفوقت هذه المرة و بلا منازع فى فن التضليل و الفوتوشوب و التعتيم على الحقيقة لكن من حقنا اليوم ان نقول ان كل القنوات السورية المتواضعة من حيث الامكانيات قد استطاعت أن تكسب معركة الحقيقة و أن تعيد للمتابع العربى ثقته فى اعلام السلطة، بطبيعة الحال خسر النظام السعودى معارك كثيرة متعددة الوجوه و من بينها المعركة الاعلامية و من يخسر هذه المعركة يخسر بقية المعارك الاخرى خاصة و أن كل المؤامرة على سوريا مرتبطة وثيق الارتباط بنجاح عملية التنويم المغناطيسى التضليلى لقنوات الدعارة الاعلامية الخليجية ، نعم ، كان هناك تركيز على دور الاعلام المضلل لإرباك الساحة السورية و بث الشك و الفوضى حتى يتسنى ادخال المجموعات الارهابية المسلحة الى الداخل السورى بالتوازى مع ” إخراج ” ما سمى بالمنشقين الى الخارج لاستعمالهم كأدوات دعاية ضد النظام .
نحن نتذكر تلك الزيطة التى تكفلت بها قناة الجزيرة و العربية لنقل ” وقائع ” فرار الخونة رياض حجاب و أحد عائلة مصطفى طلاس و نتذكر كيف خصصت قناة العربية مساحة زمنية كبيرة لتصريحات نابليون الخيانة عبد الحليم خدام ، نتذكر طبعا الاستضافات المتلاحقة من قناة الجزيرة لبعض الفارين من الجندية و من بعض المواقع فى الدولة السورية و طرحهم كشواهد على انهيار النظام و تآكله من الداخل ، لكن مع الوقت تبين أن النظام هو المنتفع الاول من هروب هذه الزواحف السامة التى كانت تنشط كطابور خامس لفائدة المشروع الصهيونى الخليجى لإسقاط الرئيس الاسد و القضاء على نظام الممانعة ، لنقل بمنتهى الصراحة أن عدم تركيز جوقة الخيانة و ما سمى بمجموعة أصدقاء سوريا على تكوين ائتلاف جدى معارض يمكن طرحه كبديل للرئيس السورى و الاقتصار على طرح نفايات ” معارضة ” تم جلبها من العلب و الحانات الليلية قد أضر بمشروع المؤامرة القذرة على سوريا و أعطى للنظام فرصا متعددة لكشف هوية هؤلاء العملاء و الخونة الذين جاءت بهم قطر و تركيا و السعودية جون أن يكون لهم تمثيل حقيقى داخل سوريا .
لم يكن هناك حدود للنفاق السياسى للنظام السعودى و لم يكن هناك سقف للمصاريف الخيالية التى بذلها النظام لإشعال الحرب الارهابية فى سوريا مما جعله يقع فى عجز مزعج لم يحصل منذ طفرة أموال النفط منذ عشرات السنوات ، كان هناك استعجال مفرط لإسقاط الرئيس السورى و كان هناك على الجانب الاخر فى تركيا من وعد نفسه و وعد جمهوره العثمانى بالصلاة فى المسجد الاموى فبات اليوم يصلى يوميا على جثث مواطنيه الذين استهدفهم الارهاب نفسه الذى ادخلوه الى سوريا لينشطر و يتمزق و ينهزم و يعود لضرب المصالح التركية ، كان هناك فى اعلام العربية من يصر على تزييف التاريخ و الواقع و القول ان الملك عبد الله و من بعده الملك سلمان هما حمامتا سلام جاءتا لتبيضا فى سوريا بيضة تقتل المعادين للشعب السورى من الطوائف الاخرى التى طالما تعايشت و تناسلت و تصاهرت فى هذا الوطن دون منغصات ، لم يكن صعبا فى البداية استغلال فورة غضب الشعب السورى على قيادته كما يحدث فى كل دول العالم بسبب التردى الاقتصادى و سوء المعاملة الامنية بل لم يكن صعبا على خوارج التكفير الوهابيين ارتكاب جرائمهم و تلبيسها للنظام من طرف قناة الجزيرة خاصة و ان المسالة لم تكن تخضع الى أى تحقيق من ” مصادر أخرى ” للخبر ، كان من السهل خلال دقائق فبركة مجزرة و “بثها ” للمتابعين و اجهزة التواصل كانت جاهزة لنقل أى كلمة او صورة لذلك الجيش المخصص للتشويه و صب النار على الهشيم و بطبيعة الحال لم يتمكن نظام الرئيس السورى من سرعة التفاعل و الرد بسبب البيروقراطية الزائدة التى تميز كل الانظمة العربية دون استثناء .
لقد وفر نظام الملك سلمان كل الوسائل لجماعاته التكفيرية التى تمارس الارهاب على الشعب السورى ، حرقت مدن و أجساد و سالت دماء كثيرة و انتهكت حرمات و مقدسات باسم ” الدين ” السعودى الجديد الذى تنشره المؤسسة الدينية السعودية فى كل انحاء العالم ، كانت هناك اشرطة دموية عن حفلات الذبح و الابادة التى مارستها جماعات التكفير السعودية و كان النظام يرعى حرب الابادة الجماعية فى سوريا ، كانت قناة العربية تبرر حجم الجريمة الفظيع بحيث اصبح موت الشعب السورى و ابادته و تشريده مسألة غير مهمة فى بلاد الحرمين الشريفين بعد أن رعى الملك سلمان بنفسه هذه الابادة الجماعية بإرسال مزيد من قطع الغيار الارهابية و كثير من الاسلحة المتطورة و كثير من المال النفطى لشد عزائم قواته الارهابية العاملة فى سوريا ، لم يكن للملك سلمان اخلاق اهل البادية و لا شهامتهم الغريزية الطبيعية بل كان سليلا للورانس العرب و لكيم فيلبى تجار العمالة الشهيرين ، لم يكن ملكا على الحجاز بل كان عميلا مرتدا عن الاسلام و خادما للصهيونية كما كان والداه منذ أن مكنهما الاستعمار الانكليزى من حكم السعودية .
لقد استحضر ملك السعودية الفاسد كل رموز التكفير فى العالم الاسلامى لخدمة ما سمى بمشروع الجهاد لنصرة الشعب السورى ضد رئيسه المتهم بالكفر و الارتداد عن الاسلام ، اتلم المتعس على خائب الرجاء كما يقال ، لذلك رأينا هرولة سعودية للتحالف مع اخوان تركيا اعداء الامس و رأينا هرولة نحو روسيا الشيوعية عدوة الامس لتصبح صديقة اليوم بفعل ما قدمه بندر بن سلطان من مغريات مالية و حوافز اقتصادية و رأينا وقفة مع قاهر الاخوان فى مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى و رأينا كيف عطل الملك سلمان انتخاب الرئيس ميشال عون نكاية فى الرئيس السورى لينحنى فى نهاية الامر بعد ان خرجت كل الامور من يديه بعد الضربات القاصمة التى تلقتها عناصره الارهابية فى حلب و فى كثير من المدن السورية ، انحت السعودية و هزلت و سامها كل مفلس و صارت محل تهديد مباشر من الرئيس الامريكى القادم بعد أن قرر سلفه الراحل أن المملكة هى من ترعى الارهاب فى العالم بقرار تاريخى للكونغرس الامريكى فيما شكل صفعة لعملاء النظام السعودى و جائزة غير متوقعة بعد كل الخدمات السافلة التى قدمت لهذه الادارة الراحلة تحت وابل من الهزيمة المذلة و كثير من الاندحار الاستراتيجى امام العملاق الروسى ، يقول وليد جنبلاط ان بشار الاسد قد انتصر بل هذا ما يقوله العالم بأسره ، يقول الراحل محمد حسنين هيكل عن الملك سلمان انه غبى ، انتهى الدرس يا غبى .