لماذا انفقت الدول الخليجية 40 مليار دولار لشراء أسلحة أمريكية فقط في العام المنصرم؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2471
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ومن هو العدو الذي ستستخدم ضده؟ وما جدواها؟ ولماذا تقدمت قطر على السعودية هذه المرة؟ اكدت تقارير إخبارية جرى نشرها في أوائل العام الميلادي الجديد، ونقلتها وكالة انباء الاناضول التركية، ان وزارة الخارجية الامريكية وافقت على بيع أسلحة لدول الخليج (قطر، السعودية، الكويت، والامارات)، بما قيمته 40 مليار دولار في العام الماضي، وقالت بيانات وزارة الدفاع ان دولة قطر احتلت المرتبة الأولى كأكبر مستورد للأسلحة خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي، حيث وصلت قيمة الصفقات التي عقدتها الى 21 مليار دولار من ضمنها شراء 72 طائرة من طراز اف 15، تليها الكويت (11 مليار) ثم السعودية والامارات. تعزيز الحكومات العربية لقوتها العسكرية، هجومية كانت او دفاعية، امر محمود بالمطلق، لا خلاف عليه، بل يستحق التشجيع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن مصدر الاخطار التي تهدد هذه الدول أولا، وجدوى استخدام هذه الأسلحة في ظل المعاهدات الدفاعية مع دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في ظل القواعد العسكرية والأجنبية الموجودة في معظم هذه الدول ثانيا او ثالثا. من الواضح ان معظم دول الخليج (باستثناء سلطنة عمان) تعتبر ايران خطرا استراتيجيا يهددها، ولمواجهة هذا الخطر المتنامي سياسيا وعسكريا، تنخرط بعضها في مفاوضات سرية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد انتقالها في نظرهم من خانة الأعداء الى خانة الحلفاء المفترضين لمواجهة هذا الخطر. اللافت ان هذا الانفاق الدفاعي الباذخ يأتي في وقت تفرض فيه هذه الدول، او معظمها، إجراءات تقشف غير مسبوقة على مواطنيها، وتثقل كاهلهم بالضرائب غير المباشرة، ورفع الدعم عن العديد من السلع الأساسية والخدمات العامة من صحة وتعليم ومواصلات وكهرباء ومياه. هناك نظريات تقول بأن الخطر الإيراني موجود فعلا، ولكن هناك مبالغة في تضخيمه من قبل أوساط أمريكية واوروبية للضغط على الدول الخليجية لشراء صفقات الأسلحة هذه، لإنقاذ الصناعات العسكرية من الكساد، أي انها بمثابة ضريبة او “جزية” يجب ان تقدمها هذه الحكومات للخزينة الامريكية عموما، ويمكن ان يصبح هذا الوضع اكثر سوءا في ظل وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض. الطريق الأمثل لمواجهة ايران هو الحوار، مثلما فعلت الدول الست العظمى التي توصلت معها الى الاتفاق النووي، واما اذا كان القرار السعودي الخليجي هو المواجهة العسكرية فان تكديس الأسلحة وحده ليس الخيار الأفضل، فلا بد من مشروع عربي متكامل، وهذا المشروع غير موجود في ظل التدخل العسكري في سورية والعراق، وتقديمها، ومصر في الطريق، على طبق من ذهب الى ايران. فاذا كانت هذه الحكومات التي تزدحم ترساناتها بأحدث الأسلحة الامريكية، وأكثرها تطورا، وتنخرط في تحالف عربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، عجزت عن حسم الحرب في اليمن التي تقترب من اكمال عامها الثاني لصالحها، ونحن نعرف ان اليمن افقر دولة عربية وواحدة من افقر عشرين دولة في العالم، ولا تملك أي أسلحة حديثة، بل قديمة صدئة، ولكنها تملك إرادة قتالية عالية، فكيف سيكون الحال لو انخرطت هذه الدول في مواجهة عسكرية مع ايران، صاحبة الترسانة العسكرية الاضخم في المنطقة. نترك السؤال للمسؤولين الخليجيين لتقديم الإجابة عليه ليس لنا، فنحن نعرفها جيدا، ولكن لشعوبها. “راي اليوم”