السعودية تحتاج السلطنة: تاريخ الحياد الإيجابي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2313
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

منى صفوان
اضافة “سلطنة عُمان” الى الرباعية، خطوة ضرورية لانجاح المسار السياسي، في المفاوضات اليمنية
فدور سلطنة عُمان يستند على تاريخ الثقة والاستقلال ، فقد التزمت الحياد الإيجابي برفض الاشتراك في الحملة العسكرية على اليمن، ودعمت الخيار السياسي، ولديها قدرة على التواصل مع كل الاطراف وهذا مهم، واثبتت خلال هذه الفترة انها حكيم المنطقة.
وهذا الموقف ليس جديدا على السلطنة ، فهي مستقلة بقرارها السياسي من السبعينيات “الدولة الوحيدة التي لم تقاطع مصر” وكذلك موقفها بعد ذلك في العراق، وسوريا
“الحياد الإيجابي” لا يعني النأي بالنفس، وعدم التدخل ، وعُمان تترجمه حرفيا برفض الحرب، و بتدخلها السياسي الناعم، الذي يكسب ثقة كل الاطراف، والذي تحتاجه كل الاطراف
فالسعودية التي تورطت في اليمن، بحسب تصريحاتها الاخيرة التي تبحث عن خروج مشرف ، تحتاج الى تدخل جارتها ، لان السعودية تفتقد “قارب نجاة” من ورطتها في مستنقع اليمن
وكذلك مهما صعدت مع طهران فإنها تحتاج الى قارب عودة، والى خيط تواصل مع ايران، فالطاولة العُمانية هي من بدأت استضافة المفاوضات بين الخليج وإيران وثم الخليج والغرب
ويمكن التعويل عليها في اي مفاوضات او وسلطات، لتاريخها المرسوم بعناية في مجال السياسة الخارجية غير المعادية لأحد، وبنفس الوقت للثقة الآي جنتها خلال هذه الفترة
فمسقط ، بحسب المسودة الأولية لاتفاق كيري الذي وقع عليه الحوثيون ، ستكون هي الضامن لهم لتنفيذ الالتزام، وخاصة فيما يتعلق بالحدود السعودية – اليمنية والانسحاب 30 كيلو متر من الحدود
فليس الحوثيون وحدهم من يحتاجون مسقط ويثقون بها، بل ايضا السعودية، برغم ما يبدو ان صراع خفيف بينهما بسبب الاستقلال العُماني بالقرار عن العباءة السعودية ، بشكل يختلف تماما مع بقية دول الخليج، الا ان السعودية ستحتاج لهذه الدولة صاحبة الاستقلال التام ، لانجاح اي مساعي مفاوضات ، لانها اولا غير محسوبة على السعودية وسينظر لها كدولة مستقلة، ولأنها دولة خليجية بلا اطماع عسكرية وسياسية
فهي ليست التابعة ، وليست المنافسة على الصراع، عُمان استطاعت الظهور بلباقة وبادرة وبندرة الدول المستقلة، وبذلك عملت على ان تحمي نفسها، من شرور الجماعات الإرهابية، قبل ان تكون مفيدة لغيرها.
ان دولة مثل سلطنة عُمان في منطقة تتوسطها السعودية وتبرز في خاصرتها قطر، بكل ما يعنيه من ذلك من حقيقة وشبهة دعم جماعات ارهابية وعنيفة ، هي منطقة تحتاج الى حنكة وذكاء واستقلالية عُمان
السلطنة تندرج فعليا تحت بند الدول المستقلة بالفعل لا بالاسم، وتستند في ذلك على تاريخ حضاري كبير، لانها عاصرت تكون الدويلات والسلطنات القديمة، ولها تاريخ يضرب بجذوره الارض السياسية ، ولأنها مستقلة اقتصاديا ، لذلك فهي تجد انها اكبر من ان تنقاد لدولة حديثة العهد كالسعودية او قطر
والى جانب السبب الحضاري هناك التجربة العُمانية الخالصة “في تاريخها الحديث في السبيعنيات” والتي ذاقت مرارة التدخل الخارجي لتفجير مشكلات داخلية، وذاقت حلاوة الوساطات الخارجية لتهدئة الوضع
ويمكن القول انها تعلمت من تجربة ” ثورة طفار” ومن هنا بدأت علاقتها مع ايران
وبدأت سياستها الخارجية الايجابية ، وكذلك الداخلية الحاسمة، التي قد يؤخذ عليها بعض الملاحظات في ملف حقوق الانسان، لكنها في الاخير وفرت لمواطنيها الامن والرخاء، والاهم أبعدتهم عن الجحيم الذي اصاب المنطقة ، بعد تفشي الجماعات الإرهابية والطائفية.
اللجنة الرباعية الان حول اليمن تضم عُمان، وهو خبر مطمئن ، ذلك الذي يوحي بالاستناد على التجربة العمانية ، في ارضية جافة بلا خارطة وبلا مشروع وطني .
كاتبة يمنية