السعودية ودول الخليج تشعر بأن ادارة اوباما تركتها أمام ايران

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1942
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: شاؤول شاي
شهدت سنة 2016 التي ستنتهي بعد يومين تحولات حقيقية في الشرق الاوسط، ستؤثر على السنة القادمة. القرار الاستراتيجي لروسيا في التدخل في الحرب ضد المعارضة السورية أدى الى انتصار التحالف المؤيد للاسد في مدينة حلب. هذا الانتصار يضمن بقاء الاسد وامكانية سيطرته مجددا على مناطق اخرى في الدولة. روسيا ترعى علاقاتها في المنطقة مع دول اخرى، على رأسها مصر التي بسبب ضعف ادارة اوباما تحولت الى عامل اساسي في رسم مستقبل الشرق الاوسط.
سنة 2016 تعكس حسب رأيي بداية نهاية الدولة الاسلامية. ففي العراق فقد داعش اجزاء كبيرة من مناطق سيطرته، وما زال يخوض معركة صعبة في الموصل. وفي سوريا ايضا تعرضت الدولة الاسلامية الى الهزائم على ايدي القوات الكردية وقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا، وهي تستعد للمعركة الحاسمة على عاصمة الخلافة الرقة.
في تركيا نجح الرئيس اردوغان في افشال محاولة الانقلاب، حيث بدأ يعمل بتصميم من اجل القضاء على المعارضة في بلاده وتعزيز مكانته كزعيم مطلق في الدولة. تعزز تركيا مكانتها في الشرق الاوسط كقوة هامة، والقوات التركية تحارب في سوريا والعراق. وقد اقامت تركيا، لاول مرة، مواقع عسكرية خارج حدودها، في قطر والصومال. وهي تستمر في دعم الاخوان المسلمين، لا سيما في مصر وغزة، وبسبب ذلك فانها تعيش حالة صراع كبير مع نظام السيسي.
سيتم تذكر سنة 2016 كاحدى السنين الاكثر نجاحا في تاريخ الجمهورية الاسلامية. ففي اعقاب الاتفاق النووي خرجت ايران من عزلتها الاقتصادية والسياسية، في الوقت الذي يسجل فيه حلفاء ايران في العراق وسوريا نجاحا يخدم مصالحها. وتدير ايران ايضا معركة ضد السعودية في اليمن عن طريق الحوثيين الشيعة الذي تدعمهم. إن النجاح في هذه الساحة قد يمنح ايران السيطرة على مضائق باب المندب الاستراتيجية. ولهذا السبب فان ايران اقرب من أي وقت مضى من تحقيق السيطرة العليا الاقليمية.
المعسكر السني المعتدل برئاسة السعودية ومصر في حالة صراع شديدة سواء أمام طموح ايران للسيطرة الاقليمية أو أمام المنظمات الارهابية مثل داعش والقاعدة. في بداية السنة كانت توجهات لخلق تحالف استراتيجي بين مصر والسعودية. ولكن منذ تشرين الاول نشأت ازمة بين الدولتين على خلفية دعم مصر لروسيا في حربها في سوريا، الامر الذي يناقض موقف السعودية الذي يطالب بطرد الاسد. ونتيجة لهذه الازمة فقد ضعف الخط السني المعتدل الى حد كبير.
السعودية ودول الخليج تشعر أن ادارة اوباما قد تركتهم في الصراع امام ايران، وأنهم لن يتمكنوا من الاعتماد على المظلة الامنية التي قدمتها الولايات المتحدة في السابق. واضافة الى ذلك، الازمة الاقتصادية التي تعيشها مصر والضعف الاقتصادي للسعودية.
يبدو أن سنة 2017 ستكون سنة القضاء الجغرافي على الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا، وكذلك استمرار المواجهة الاقليمية والدولية مع الارهاب الاسلامي لهذه المنظمة. وستكون روسيا هي التي ستفرض الحل المستقبلي في سوريا، وسيتمتع نظام الاسد وايران وحزب الله بالثمار. ويمكن أن يؤثر نجاح الخط الايراني سلبيا على ما يحدث في الحدود الشمالية لاسرائيل، ويستمر المعسكر السني المعتدل في المعاناة من الضعف الاقتصادي والانقسام الداخلي، الامر الذي سيضعف قدرته على مواجهة طموح السيطرة العليا الايرانية.
على خلفية هذا الواقع المعقد الذي يميز الشرق الاوسط والعالم العربي، يبدو أن سنة 2017 لن تكون سنة الاهتمام بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وليس واضحا كيف ستكون سياسة الادارة الامريكية الجديدة برئاسة الرئيس دونالد ترامب تجاه مواضيع الشرق الاوسط. ولكن لا شك أن الولايات المتحدة فقط هي التي يمكنها احداث التغيير المذكور أعلاه، لذلك فان العيون ستشخص في بداية 2017 نحو واشنطن.
اسرائيل اليوم 29/12/2016