بوتين وترامب.. معا ضد الوهابية التكفيرية وأممية الإخوان الإرهابية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2200
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أحمد الشرقاوي
لاستشراف آفاق المرحلة المقبلة، لا بد من معرفة شخصية بوتين وترامب التي على أساسها يمكن قراءة ما سيسفر عنه تعاونهما مستقبلا من نتائج ستنعكس حتما على مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لتطال جغرافية العالم، لأن التغيير في أمريكي يعني الجميع ويمس بنية النظام الدولي بكل مفاصلها، وهنا تكمن التحديات الكبرى التي تواجه الرجلين ما بعد أوباما..
هناك قواسم مشتركة تجمع بين شخصية بوتين وشخصية ترامب، فالرجلان يتميزان بكونهما قويين وعنيدين وصريحين، ويمتلكان إرادة تصدر عن قناعة ثابتة يصعب زحزحتها أو حرفها عن بوصلتها الرئيسية التي يمكن وضعها تحت عنوان “التغيير من أجل عالم أكثر أمنا واستقرارا”، هذا بالإضافة إلى أنهما يتمتعان بمواهب قيادية خطيرة لا يمكن توقع ما قد تسفر عنه من مفاجآت بسبب إصرارهما على تحدي القوى المناهضة للتغيير وتدليل العقبات التي قد تقف في طريق تحقيق رؤيتهما الطموحة..
فبوتين قد اختبر بنجاح على مستوى القوة السياسية والعسكرية وأثبت قدرته الفائقة على إعادة بناء وتنظيم مؤسسات الدولة الروسية المنبعثة من ركام الاتحاد السوفياتي السابق، وأعاد إحياء الإديولوجية الدينية والنزعة القومية لتحشيد الشعب وتحفيزه على الانخراط في مشروعه، ونجح إلى حد بعيد في نقل بلاده إلى مصاف القوى العظمى في ظرف قياسي أثار إعجاب العالم وأكسبه الكثير من التقدير والاحترام..
أما ترامب المعجب بشخصية بوتين والذي بنى حملته الانتخابية على شعار “أمريكا أولا”، فيريد أن يسير على نهجه لإعادة بلاده إلى موقعها القديم كقوة اقتصادية عظمى من خلال الانكفاء سياسيا في المرحلة الأولى نحو الداخل بسبب حجم المديونية الداخلية والخارجية التي بلغت أكثر من 80 تريليون دولار وتهدد الولايات المتحدة بالتفكك والانهيار إذا لم يتم تداركها بثورة اقتصادية تطال البنية والنهج معا، وفي نفس الوقت التعاون مع بوتين في قضايا السياسة الخارجية التي يؤمن ترامب بصوابية مقاربة بوتين لملفاتها، ويتعاطف مع روسيا التي خدعت من قبل أمريكا حين وعدتها بعدم تمدد حلف الناتو لحدودها فأخلفت الوعد، وطبخت بمعية ألمانيا أحداث أوكرانيا التي ركبتها كذريعة لعزل روسيا سياسيا ومحاصرتها اقتصاديا حد الاستنزاف..
صحيح أن ترامب لا يمتلك خبرة سياسية كما يعيب عليه خصومه، لكنه استطاع تحقيق معجزة سياسية كبيرة بوصوله إلى سدة البيت الأبيض بالرغم من دعم مؤسسات الظل في الدولة العميقة وامبراطوريات إعلامها التقليدي لمنافسته هيلاري كلينتون، فجاءت النتيجة مخيبة لآمال المراهنين على الوهم، وهو ما دفع بالرئيس أوباما للاعتراف بأن “ترامب استطاع بمواهبه تحقيق أكبر مفاجأة سياسية في التاريخ”، ونصح المجتمع الأمريكي والدولي بالعمل على تغيير تفكير ترامب كي لا تشكل مرحلة حكمه القادمة انقلابا جذريا على مستوى السياسة الداخلية والخارجية.. وهنا تكمن المعضلة.
لأن مخاوف أوباما من أفكار الرجل “الثورية” إن صح التعبير، تهدد بهدم المعبد على رؤوس المرابين في واشنطن، والذين هم أشد حرصا للحفاظ على عقيدة الاستكبار الأمريكية التي لا يمكن أن تستمر من دون منطق الحق في استعمال القوة ضد منطق قوة الحق ولو كان ذلك على حساب مصالح الشعوب، ما يدعو دائما وأبدا إلى خلق الصراعات وإدارتها من الخلف لتغذية اقتصاد الحرب الذي يصب أساس في مصلحة المجمعات الصناعية العسكرية وبيوت المال وغيرها من لوبيات المصالح وقوى الهيمنة التي تشكل ركائز نظام العولمة الحالي على مستوى العالم، وهي نظرية يهودية قديمة تعود لعهد الفرعون ‘نبوخذ نصر’ الذي حارب اليهود المرابين وطردهم من دكاكين الصيارفة على نهر النيل واستولى على أموالهم، فهرب اليهود نحو الشرق فأوروبا ومن ثم إلى العالم الجديد حيث بنوا ناطحات السحاب في مانهاتن على أنقاض خيام الهنود الحمر، إيمانا منهم بأن رأس المال لكي ينمو ويزدهر يحتاج إلى قوة عسكرية جبارة تحميه، وعلى هذا المبدأ قامت امبراطورية روما الجديدة، وهذا القاسم المشترك الذي تقوم عليه الثقافة اليهودية المسيحية وتحديدا البروتستانتية المتطرفة.
غير أن ترامب المتمرد على النظام الأمريكي القائم، يلتقي مع بوتين في أنه رجل يتمتع بمواهب خطيرة تجعل منه رجل المفاجآت غير المتوقعة بامتياز، وله رؤية بقواسم مشتركة مع رؤية بوتين للنظام العالمي ومسألة الحرب والسلام والنهج العقلاني لإدارة الأزمات وحل الصراعات الإقليمية والدولية.
لذلك، حرص أوباما في نهاية عهده، وخوفا على إرثه الفاشل من الاندثار، على القول للأمريكيين والعالم أن لا حل مع رجل من نوع ترامب إلا بالعمل على تغيير تفكيره.. لكن معضلة هذه المقاربة أنها قد تنجح في بعض الجوانب التفصيلية والعملية، لكنها حتما ستفشل في جوانب عديدة مفصلية وأساسية، لأن التفكير هو نتاج قناعات راسخة يصعب تغييرها ما لم يغيرها امتحان الواقع.
*** / ***
ومهما يكن من أمر، فإن اتصال بوتين بترامب مطلع هذا الأسبوع قبل إعلان انطلاق حملته العسكرية لسحق الإرهاب في سورية لا يمكن قراءتها إلا في إطار منحى التوجه الجديد في مجال التنسيق بين الرجلين فيما يعتبرانه معا أولوية الأولويات، أي الحرب على الجماعات التكفيرية المتطرفة، باعتبار أنه من دون توفير مناخ من الأمن والاستقرار لا يمكن الحديث عن تنمية اقتصادية ومصالح مشتركة في إطار سياسة التعاون والتكامل الجديدة بين واشنطن وموسكو.
وقد كان لافتا إعلام موسكو بالمناسبة أن الحرب على الإرهاب لن تقتصر على سورية فقط، بل قد تتوسع لتشمل مناطق أخرى.. وهذا دليل واضح على أن الرئيس بوتين توصل إلى اتفاق مبدئي مع ترامب على استراتيجية محاربة الإرهاب في المنطقة وليس في سورية فحسب، وأخذ تفويضا منه للبدء بالعمل فورا بدل انتظار تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة.
ويعتبر قرار بوتين بدء العمليات العسكرية لسحق الإرهاب في سورية رسالة قوية للأمريكيين وللعالم أجمع، مفادها أن موسكو تستطيع تولي الجانب العسكري من الموضوع بلعب دور “البولدوزير” المنظف لرجس الإرهاب، في ما تستطيع واشنطن في العهد الجديد تولي الجانب السياسي المتمثل في الضغط على أدواتها للكف عن تمويل الإرهاب ودعمه تحت شعار “دعم المعارضة المعتدلة” الزائف والمضلل.
ما يؤكد هذه القراءة، هو ما أعلنه ترامب بوضوح حين انتقد أوباما وكلينتون متهما إياهما صراحة بخلق “داعش” وإشاعة الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، وطالبهما بالتخلي عن دعم المعارضة التي “تقتل المسيحيين” والمسلمين والناس أجمعين، وأفصح عن نيته في إعادة نظر بلاده بموضوع دعم “المعارضة” وتسليحها..
أما بوتين، فقد أعلن من جهته أن بلاده هي من ستتولى الدفاع عن المسيحيين المشرقيين الذين يحرص ترامب على أمنهم وسلامتهم وحقهم في العيش بأمن وسلام في أوطانهم بالإقليم، وقد تابعنا تصريحات الجماعات التكفيرية والقوات الانفصالية وعلى رأسها أكراد ‘صالح مسلم’ حين عبروا عن قلقهم العميق من التحولات المرتقبة في عهد ترامب وما ينوي فعله الرجل بهم، خصوصا بعد أن أفصح عن معارضته لإسقاط الرئيس الأسد الذي قال عنه أنه “رجل شجاع يحارب الإرهاب”، فجاء الرد من الرئيس السوري خلال مقابلته مع مندوب تلفزيون البرتغال، ليعرب عن استعداد بلاده التنسيق مع الرئيس الأمريكي الجديد في محاربة الإرهاب في حال لم تؤثر على رؤيته الجديد القوى المناهضة للتغيير والداعمة للإرهاب في الظل.
هذا التحول قرأته القوى التقليدية الحليفة لواشنطن في الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا بغضب كبير خوفا من انعكاسات سياسات ترامب الجديدة على منظوماتها السياسية والأمنية والاقتصادية العتيقة، فطالبوا بعقد اجتماع خاص معه في أقرب فرصة ممكنة لإقناعه أن الحل في سورية يكون برحيل الأسد كشرط لمحاربة الإرهاب بفعالية، وأن حلف الناتو ضرورة للأمن القومي الأوروبي والأمريكي في مواجهة الخطر الذي أصبحت تمثله روسيا، وأنه لا يمكن الوثوق بالرئيس بوتين واتخاذه كصديق وحليف في مكافحة الإرهاب.
أما الدول العربية، وخاصة أيتام كلينتون وعلى رأسهم المهلكة “السعودية”، فقد رأينا كيف أنها قرأت التحولات القادمة بخوف بلغ حد الرعب، فسارعت إلى طلب الوساطة الإماراتية للتصالح مع القاهرة بعد أن فقدت كامل نفوذها الجيوسياسي في المنطقة (لبنان نموذجا)، وطالبت بالوساطة العمانية لوضع حد للحرب في اليمن بعد أن وصل رهانها إلى حائط مسدود ومرّغ أنفها في التراب، ورأينا كيف ترك جون كيري مكتبه في مرحلة يفترض أن ينكب فيها على انتقال السلطة وتمرير ملفات الخارجية إلى الوافد الجديد وسافر مسرعا إلى سلطنة عمان في محاولة لإنقاذ المهلكة الوهابية وإخراجها من مستنقع اليمن، حيث أعلن عن مبادرة جديدة طبخت على عجل تقول بوقف إطلاق النار الجمعة والعمل على تشكيل حكومة وطنية في صنعاء دون التشاور مع حكومة الطرطور هادي الذي قال وزير خارجيته المخلافي أن لا علم لحكومته بالمبادرة..
وهذا يعني أن “السعودية” التي كانت تقول أنها تدعم الشرعية حينا وتعمل على عدم تحويل خاصرتها الجنوبية إلى معقل لـ”المليشيات” الإيرانية أحيانا، في حان كان هدفها الأساس السيطرة على نفط اليمن لنهبه لحساب أمريكا، تنازلت مهزومة عن كل أهدافها وتحولت إلى طرف أصيل في السلام كما كانت طرفا أصيلا في الحرب، وتسعى جاهدة اليوم للخروج من طاحونة اليمن قبل مقدم الرئيس ترامب.. أما أوباما، فيسعى لتسجيل نقطة إيجابية بيضاء في سجله التاريخي الأسود، ويبدو أن أنصار الله والمؤتمر الشعب قبلوا بالمبادرة الجديدة التي اعتبروها انتصارا لهم، وقبلوا بالتفاوض على التفاصيل حيث تكمن الشياطين.
*** / ***
ويفهم من سياق تصريحات ترامب الكثيرة، أن أهم وأخطر تحدي يواجهه خلال المرحلة المقبلة يتمثل في عدوين خطيرين لا يمكن لمسيرة التغيير أن تنجح من دون تقويض نفوذهما داخل المؤسسات الأمريكية: الأول، يمثله المحافظون الجدد الذين يمتحون من الإديولوجية البروتستانتية المتشبعة بالثقافة الاستعلائية اليهودية – المسيحية.. والثاني أممية الإخوان الذين يمتحون من الفكر الظاهري التكفيري ولهم نفوذ كبير في الولايات المتحدة وداخل مراكز القرار في واشنطن..
والمفارقة أن الإديولوجيتان تشكلان الركيزة الأساسية التي تقوم عليها السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، وتتماها معهما الإدارات الأمريكية المتعاقبة خصوصا في عهد أوباما وكلينتون وفق ما كشفت برقيات ويكيليكس الأخيرة، وكان أوباما قد اجتمع مع قيادات الإخوان في المنطقة سرا على هامش زيارته الشهيرة إلى القاهرة، حيث تم التخطيط هناك لإطلاق يد الإخوان بدعم من تركيا وقطر للسيطرة على السلطة في العالم العربي.
وتعتبر كلينتون من أكبر الداعمين لهذه الحركة الماسونية التي أسستها المخابرات البريطانية وتولتها الولايات المتحدة بعد ذلك بالدعم والرعاية، وكان لها الدور الأبرز في التخريب الممنهج للمنطقة العربية زمن أوباما، خصوصا في سورية بعد أن سقطت في مصر وتونس، ومثلت بالنسبة للسلطان أردوغان حصان طروادة لتحقيق حلمه الامبراطوري العثماني للسيطرة على العالم العربي من مدخل الوازع الديني الشعبي وإخضاعه لسياسات الغرب الأطلسي.
وتركيز ترامب خلال حملته الانتخابية على برقيات كلينتون كان الهدف منه تنبيه الشعب الأمريكي لقوى التخريب التي عليه مواجهتها إذا أراد فعلا بناء أمريكا قوية يحظى فيها المواطن بالأولوية في السياسة والأمن والاقتصاد، والاحتجاجات التي عمت بعض المدن الأمريكية عقب انتخاب ترامب تبيّن أنها كانت منظمة من قبل القوى المناهضة للتغيير خوفا على مواقعها ومصالحها ولا علاقة لها بحقوق الأقليات وطرد المهاجرين، لأن ترامب تحدث عن المهاجرين غير الشرعيين، هذا في ما تؤكد إحصائيات أمريكية رسمية أن أوباما طرد في عهده أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر غير شرعي من دون أن ينبس الإعلام التقليدي الكاذب والمنافق ببت شفة.
والمفاجأة جاءت هذا الأسبوع من مجلس النواب الأمريكي الذي تبنى قرارا بتجديد العقوبات على إيران لعشر سنوات ضدا في روح ومقتضيات الاتفاقية النووية الدولية، وفرض عقوبات جديدة على سورية وعلى من يدعم سورية، في إشارة ضمنية إلى روسيا والصين، وهو القرار الذي صوت عليه مجلس النواب بالأغلبية الساحقة ومعارضة صوت واحد فقط، ما يؤكد أن القوى المناهضة للتغيير بدأت بوضع العصي في عجلة ترامب قبل حتى أن ينطلق قطار التغيير لتكبيله وعرقلة مساعيه.
وإذا كان الصراع سيكون على أشده بين فريق ترامب الجديد والقوى المناهضة للتغيير الأمر الذي سيتطلب الكثير من الوقت والصبر والتحدي، فإن أول قرار يعتزم ترامب اتخاذه هو وضع “جماعة الإخوان المسلمين” على قائمة الإرهاب الدولي، خصوصا وأن برقيات ويكيليكس التي استند عليها الصحفي الباحث تيري ميسان مكنته من تحديد بعض الرؤوس المتنفذة في واشنطن ذات العلاقة مع الجماعة وتشكل العمود الفقري للأممية الإخونجية في العالم..
وفي هذا الصدد وعلى مستوى رأس الهرم، أشار السيد ميسان إلى’هوما عابدين’ مديرة مكتب هيلاري كلينتون التي ترعرعت في المملكة العربية السعودية وتشبعت بالثقافة الوهابية، وكان والدها مديرا لمجلة أكاديمية شغلت فيها لسنوات عديدة وظيفة أمينة التحرير، وكانت تنشر فيها آراء الإخوان المسلمين بشكل منتظم، في ما والدتها ترأس الجمعية السعودية للنساء الأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وكانت تعمل مع زوج الرئيس المصري السابق محمد مرسي..
وهناك أيضا ‘أبونغو مالك أوباما’، الأخ غير الشقيق للرئيس باراك أوباما، العضو الناشط في الجماعة الأممية وأمين صندوق العمل الدعوي للإخوان في السودان. وهناك إخونجي آخر هو مهدي الحسني عضو في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وهو أعلى هيئة تنفيذية في الولايات المتحدة، هذا علاوة على إخونجي ثالث يدعى رشاد حسين، سفير الولايات المتحدة إلى المؤتمر الإسلامي، أما بقية القادة فيشغلون وظائف أقل أهمية من سابقيهم في الإدارة الأميركية ومن بينهم السوري ‘لؤي صافي’ العضو في “التحالف الوطني السوري” الذي كان مستشاراً في وزارة الدفاع الأميركية.
هذه الغدة السرطانية الخبيثة التي ساعدت الإدارة الأمريكية على زرع الفوضى في المنطقة بالتنسيق مع أردوغان هي من يعتزم الرئيس ترامب مواجهتها في المرحلة الأولى لاقتلاعها من جذورها قبل مواجهة القوى المناهضة للتغيير من المحافظين الجدد..
*** / ***
وفي هذا الإطار يفهم خطاب الرجل المناهض للإسلام السياسي بقوة وليس للإسلام كدين، لأن لدى ترامب كما بوتين قناعة بأن جماعة الإخونج هي الأب الشرعي للإرهاب التكفيري في العالم، في ما الوهابية هي الأم الساقطة التي غذت المتطرفين بزبالة ثقافة التكفير والقتل والإلغاء ولا تتمتع بنفوذ يذكر في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي دفع بترامب لتوجيه خطاب حاد لـ’آل سعود’ اتهمهم فيه بتغذية التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم، وحذرهم من أن الذين يسفكون الدماء ويقطعون الرؤوس ويزرعون الرعب في المنطقة والعالم سينتهي بهم المطاف إلى الانقلاب على رعاتهم في آخر المطاف لا محالة.
فهل ينجح ترامب في الحرب على الإرهاب من المدخل السياسي والثقافي كما يسعى بوتين لسحقه من المدخل العسكري؟..
هذا ما ستجيب عنه الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، لأنه ليس هناك من خطر على العالم العربي والإسلامي خصوصا والعالم عموما أكبر من خطر السلفية الإخونجية الإرهابية وشقيقتها من الرضاعة السلفية التكفيرية الوهابية، لأن الاثنان رضعا معا من نفس الفكر الظهري المتطرف والمنحرف الذي حول الله إلى عاشق للقتل والإسلام إلى ديم كراهية وشوه سمعة المسلمين في الأرض..
والمفارقة العجيبة الغريبة أن الإديولوجيا المسيحية البروتستانتية والإديولوجيا السلفية الإخونجية وشقيقتها الوهابية يمتحون جميعا من نفس منبع العقيدة اليهودية الخبيثة وينسبونها إلى سنة النبي والنبي منها براء.. فيا للغرابة..(!!؟؟).

 

بانوراما الشرق الأوسط