حكام العرب يخافون أمريكا أكثر من خوفهم من الله

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2391
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الكاتب : شمس الدين النقاز
يحبس العالم أنفاسه يوم الثلاثاء القادم منتظرا النتيجة التي ستسفر عنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية إما بفوز هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب.
من الصعب علينا أن نتوقع من سيفوز بهذه الانتخابات الأسوأ على كل المستويات في تاريخ الولايات المتحدة، لكننا في الوقت نفسه متأكدون أن السياسة الاستعمارية التخريبية التي يراهن عليها رؤساء أمريكا المتعاقبون لن تتغير مهما تغيرت الأسماء.
منطقتنا العربية التي عانت لعقود من الهيمنة الأمريكية والاستعمار والتغريب والمؤامرات والانقلابات، لن تنعم بالأمن والأمان والاستقرار مهما كان اسم الفائز وانتماؤه الحزبي، فكلينتون وزيرة خارجية أوباما التي أججت الحروب والطائفية بفضل خبثها السياسي، لن تغير سياستها التي وعدت بتطبيقها أي شيء في منطقة مشتعلة وملتهبة يشوبها التوتر والإفلاس المادي والأخلاقي.
بدوره، أحسن صنعا المرشح الجمهوري دونالد ترامب عندما كشف عن معتقده تجاه العرب والمسلمين قبل أن يتربع على كرسي البيت الأبيض، ولعل هذا المعتقد الذي تراجع عنه نسبيا خلال الأسابيع الماضية كفيل بفهم طبيعة الحرب المباشرة وغير المباشرة التي شنتها وتشنها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
كلينتون أو ترامب، لن يكونا مختلفين عن رؤساء أمريكا السابقين، على غرار كلينتون الزوج وبوش الابن وباراك أوباما، كما أن تعامل الحكام العرب لن يكون هو الآخر مختلفا عما عرفوا به، فالطاعة العمياء لأمريكا والتطبيق الحرفي لسياساتها خوفا من تخليها عنهم سيقى على ما هو عليه، كما أن قمع شعوبهم وإسكات كل صوت معارض سيكون قربانا لكي يرضى عنهم الإله أمريكا.
منطقتنا العربية مقبلة على أيام سوداء وسنين عجاف نتيجة السياسة الأمريكية التخريبية التي سهر على تنفيذها أوباما طوال فترة حكمه، ولن يتغير الأمر نحو الأفضل مع هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب مهما حاول كثيرون إقناع أنفسهم بخلاف ذلك، لأن من تربى على الخوف من أمريكا أكثر من خوفه من الإله في شعبه، لن يغيّر سياسته الداخلية حتى يأتيه الهاتف والخبر اليقين من البيت الأبيض.