السعودية الوارث الذي لا يعمل .. ازمة كفيلة لانهيار امبراطورية.. ” الجزء الخامس “

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2118
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

د. نسرين زريق
هذه الازمة التي طالت مديونية تقارب الـ 50 بالمائة من انتاج السعودية المحلي السنوي، لن تقتصر فقط على القطاع الحكومي فقد بدأت سيوفها تطال القطاع الخاص على حد سواء.
الغرباء الذين يشكلون عمالة تصل الى 80 بالمائة من اجمالي العاملين بالمملكة، هم اكثر المخاوف وهم مقتل الاقتصاد الحقيقي من وجهة نظر محلية سعودية اقتصادية صرفة فما العمل اذاً ؟
عادة ينشط الخبراء الاقتصاديون بتوجيه النصح للوافدين كما يسمى الغرباء في السعودية ، بتقليل نفقاتهم والعديد من النصائح ابرزها :
– التمسك بعملهم قدر الامكان وعدم تركه مهما كانت مغريات الاعمال المعروضة التي تتسم عادة بالمؤقتة مهما بدت طويلة الامد، ففي ظل الازمات تكثر الوعود المزورة.
– عدم التوجه لشراء او تجميد الاموال المكتنزة بأي عقار ولو بالتقسيط او بشراء سيارة جديدة، وبحال التورط بعملية شراء مسبقة وكانت بالتقسيط يرجى ايفاء الاقساط بالسرعة الممكنة لضمان التملك ، فالوقت لا يمضي بصالح العملة المحلية في وقت الازمات ابدا.
– تبديل السيارة المشتراة والتي عادة تستهلك كثيرا من الوقود باخرى اقل استهلاكا على ان تكون اقل ثمنا، تبديل السيارة الفارهة بثانية متواضعة للاحتفاظ باكثر سيولة ممكنة وتخفيف نفقات الصيانة والتصليح الباهظة للسيارات الفارهة واستهلاكها للوقود العالي.
– تبديل قطع الذهب المشتراة للزينة بثانية تحمل صفة الليرات والسبائك ولو تم صنعها على شكل حلي يسهل ارتدائها بحال الترحيل يكون افضل (يتميز الذهب السعودي بأنه من أفضل انواع الذهب في العالم وتوفر نوع 24 قيراط فيه).
– الانتقال من المنزل الكبير الى شقة متواضعة والاقتصار على اعتبارها مكانا للسكن والاقامة المؤقتة كما كان يجب للغرباء ان يعتقدوا منذ البداية.
– تقليص الاستدانة من البطاقات الائتمانية للحد الادنى و الاهتمام بالتأمين الصحي للعائلة وتوسيعه بالمقابل لما لذلك من توقعات بارتفاع اسعار العلاج الصحي لحدود عليا.
– تغيير انواع المدارس للاطفال والجامعات للكبار ، حتى لا تشكل الاقساط المدرسية عبئا وهدرا اضافيا.
– الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من السيولة بعملة اجنبية.
– الابتعاد عن وضع مبالغ كبرى في البنوك المحلية والمحاولة لفتح حسابات ثانية ويفضل ان تكون في وطنك الاصلية بمدخراتك.
– البحث عن عمل اضافي لاتمامه من المنزل بالاضافة الى العمل الاصلي و تفعيل اكبر قدرة للتحمل لديك وان كان بالاستطاعة توظيف باقي افراد العائلة ان امكن.
– التوجه لتسويق ما لديك من منتجات عن طريق الانترنت ، عمل اضافي عن طريق الانترنت ايضا.
– الابتعاد عن الاستثمارات مهما بلغ تواضع رأسمالها الا ما يدخل منها ضمن صناعة الغذاء والمأكولات فهي لا تكسد بل وتزدهر اثناء الازمات.
– استبدال اسهم الشركات المشتراة باسهم عالمية للذهب والفضة و الابتعاد عن المساهمة بالشركات المحلية مهما كانت العروض مغرية والتوجه دوليا.
– تخفيف الرحلات الداخلية والخارجية وشمل كل اجازة سنوية باثنتان كل سنتين فنفقات السفر باهظة مهما تم الاعتقاد انها متواضعة.
– اداء الطقوس الدينية بحال الرغبة خارج مواعيد ذروتها والاعتماد على الطيران الداخلي بذلك لانه اقل اسهلاكا للسيارة واقل خطرا واقل كلفة بالمقارنة مع المبيت لعدة ايام كاستراحة من طريق السفر في حال السفر بالسيارة.
– البدء فعليا بالتخطيط للعودة للوطن وان لم يتم تنفيذ هذه الخطة ولكن تبقى كخطة بديلة بحال الترحيل المفاجىء (تجهيز منزلك البديل في وطنك والسعي لفتح مشروع متواضع به بما يضمن لك استمرار الحصول على دخل لائق بحال العودة).
– حاول دائما ان تتذكر انك مغترب لهدف وهو التأسيس لمستقبل لك في وطنك ولست مغتربا حتى تعيش فقط بشكل جيد وتمضي الايام بلا هدف وبلا احتفاظ بالمال، الاوطان البديلة لن تصبح وطنا مهما كانت مغرية، ذهبت من اجل العمل والحصول على بعض المال مقابله ويجب ان تتذكر هذا دائما.
لا احد يتمنى ان يتم تحجيم رفاهيته او تحجيم استهلاكه من دخله و لا احد ايضا يحب الادخار فهو ليس فكرة محببة للناس بالنهاية فهي تعادل الحرمان، ولكن هناك فرق دائما بين ما نحبه وما نحتاجه ، وتلبية الحاجة وتحقيق التوازن المستقبلي اهم مما نحبه ، خاصة في وقت الازمات و خاصة الاقتصادية منها فهي دائمة الحدوث في كل البلدان ، ولكن يختلف تصرف الناس حيالها ولكن من يختار السعادة المؤقتة والهدر لا يمكن الا ان يحظى بمستقبل تعيس فكل الازمات والاسئلة البشرية تتعلق دائما بثلاث : التوقيت ، المال، الحاجة .