لماذا يُطالب السعوديون بترحيل “الأجانب” عن أراضي بلادهم؟ أليس هؤلاء من ساهموا في “النهضة والتطور”؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2091
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

خالد الجيوسي
أحد “نجوم” الإعلام الجديد في العربية السعودية، طالب عبر حسابه على موقع التواصل “السناب شات”، بترحيل الأجانب عن بلاده، لأنهم برأيه يأخذون الفرص الوظيفية من شباب بلاده، كما يتقاسمون “الرزق”، ويتربّعون على الوظائف “الفخمة” كما أسماها، لا بل حتى يشاركون في فقر العائلات السعودية “الكريمة”، فلا بد برأي “النجم” أن يتم ترحيل الأجانب بقرار حكومي رسمي!
على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” هناك حملة يبدو أيضاً، انها تطالب الحكومة السعودية ترحيل الأجانب عن أراضيهم، حيث دشن النشطاء وسماً “هاشتاق” تحت عنوان “ترحيل الأجانب مطلب وطني”، وتباينت الآراء حول الأسباب التي تدعوهم لذلك “المطلب”، لكن معظم المُغرّدين أجمعوا على البطالة، والفقر كأحد أهم أسباب مطالبتهم تلك، مع قلّة منهم أكدوا أن الوسم لا يُمثلهم.
هذه الحملة، لا تستطيع السعودية تلبية مطالب شعبها فيها، فحكومة بلاد الحرمين تعتمد بشكل شبه كُلّي على الأجانب الوافدين، ونحن لا نتحدث فقط عن مهنتي الطب والهندسة، بل نتحدث عن المهن الصعبة التي لا يستطيع المواطن السعودي “المُرفّه” القيام بها، وتقوم بها العمالة الوافدة، كمهنتي عامل النظافة، وعامل البناء، الأولى بالطبع لعُرف مجتمعه القبائلي، والثانية لعدم تمتّع قواه الجسدية بقدرات كافية تحتمل درجات الحرارة المُرتفعة، والشمس الحارقة في بلاد تتعدى درجة الحرارة فيها الخمسين، فكيف هو الحال بلا هؤلاء؟
“الأجانب” العاملين على الأراضي السعودية من مختلف الجنسيات العربية وغيرها، ولا يحملون جنسيتها كما يُسميهم القانون السعودي للتمييز بينهم وبين مواطنيه، كانوا الأساس على مر التاريخ في بناء ونهضة العربية السعودية، وهؤلاء لولا جهودهم التي يعترف بها “العاقلون” لكانت المملكة في ظروف “نهضوية” أخرى، لكن بالتأكيد لا تتشابه مع هذا “التطور” الذي يتباهى به أبناء المملكة، ذاتهم الذين يطالبون بترحيل من ساهم، وشاركهم هذا التطور!
نعلم أن هذه الدعوة لا تمثل الشعب السعودي “الشقيق” كله، لكنها حملة مُعيبة بحق الأشقاء من جميع الجنسيات، وتحتاج لحملة مضادة، هؤلاء الذين تركوا بلادهم، وعملوا، وخدموا تلك البلاد، ولم ينتظروا منيّة أحد، أفبهذا يُقابل معروفهم؟!