السعودية الوارث الذي لا يعمل .. ازمة كفيلة لانهيار امبراطورية.. ” الجزء الثاني “

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2016
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

د. نسرين زريق
الاقتصاد الكلي يحكمه معايير لا يمكن تجاهلها، كاستثمار الموارد البشرية ، تكاسلت المملكة بهذا التوجه اكتفت بصنبور هدر الكفيل بتبديد أي ثروة مهما عظمت..
تتضافر العوامل لحرمان المجتمع السعودي من الرفاه المعتاد وبعجز عن المواجهة، النظام الغريب الذي يشكل 80 بالمائة منه من عمالة غرباء فيه، السعوديون ليسوا كلهم امراء واثرياء، اغلبهم توظفهم الدولة لديها ضمن انظمة السعودة، 20 مليون مواطن سعودي اجمالي عدد السكان ، يعمل منهم تقريبا 2 مليون موظف سعودي فقط، حسب الاحصاءات السعودية عام 2013 لديها 5 مليون سعودي مؤهل للعمل من الرجال في مقابل 11 مليون مؤهلة سعودية للعمل ، نسبة بطالة عالية جدا يمكن لمسها بوضوح وقصور نتيجة الاحكام الدينية المجحفة، تستخدم الوظيفة العامة كمصدر دعم اجتماعي بدون انتاجية حقيقية .. والنتيجة :
ميزانية الحكومة السعودية في العام الجاري (نفقات) وصلت الى : 220 مليار دولار .. بعدما كانت لا تقترب الى 70 مليار دولار عام 2003 ، حينما كان البترول في ذروة اسعاره .
اي انها تحتاج الى تصدير 8 مليون برميل يوميا بسعر 100 دولار للبرميل وليس 40 دولار السعر الحالي ، حتى تستطيع فقط دفع رواتب موظفيها ، مع العلم ان استطاعتها الانتاجية تقارب ال10 مليون فقط يوميا .
مع انخفاض السعر بدأ الانتاج الحكومي للبترول بالهبوط حتى تخفف من الخسائر الحادة من المبيع بسعر منخفض نتيجة ” المصارعة الايرانية” ، وهي بذلك تعجز عن توظيف المزيد من السعوديين لديها الذي يتميز باعلى نسبة نمو ديمغرافي كزيادة سكانية بالنسبة للمنطقة ، وذلك بعد 3 اجيال من ظهور البترول لديها.
مع قصور مستوى التعليم على الرغم من قدرتهم المادية التي تؤهل السعودة ان يكونوا من خريجي هارفرد، ولكن حصر المواطنين باطر تفكير رجعية هو ما تحصد ثماره الان في اقتصارها على دعم اللغة العربية وتحفيظ القرآن والسنة، لا يوجد بدائل عن الغرباء العاملين.
100 مليار دولار سنويا اصبح في العام الحالي قيمة الدعم السعودي لوقودها الرخيص كدعم لها الى القاطنين فيها لشرائه بسعر رخيص ، لا توجد ضرائب على الاستيراد مما يجعل السيارات رخيصة وبالاضافة الى ان السكان يجدون البنزين رخيصا يحرقون منه يوميا بما يقارب 3 مليون برميل من النفط فقط للتجول والتنزه ، باعتبار ان النزهة الوحيدة للسكان هناك هو قيادة السيارة بلا هدف وبشكل غير مباشر بدعم حكومي للفكرة .
من ناحية ثانية وحسب مجلة فورين بوليسي فإن دخول السعودية بحرب اليمن بشكل مباشر وحرب سوريا بشكل غير مباشر يؤدي الى سحبها ما يقارب 12 مليار دولار يوميا وقد تصل الى 14 مليار دولار يوميا ان شملت المعونات المقدمة منهم الى شعوب المنطقة التي تحاربها ، يتم سحب هذه المبالغ من ما يسمى الصندوق السيادي السعودي الخاص بالملك والذي باستمراره على هذا المنوال سيؤدي الى نفاذه بما يقارب ال 3 سنوات فقط .
مع زيادة ثمن التأشيرات عشر اضعاف ، تغيير التقويم لاكتساب 14 يوما اضافيا واختصار نصف راتب شهري، تسريح الموظفين من شركات وزارة النقل من الغرباء لتحجيم الاموال المصدرة للخارج ، زيادة التوظيف غير ممكنة للسعوديين لعدم الكفاءة من جهة ولعدم القدرة على تسديد الرواتب على المدى الطويل في ظل سعر البترول الحالي ، الشعب السعودي الذي سيفسد الحفلة للاثرياء لديهم والذي باغلبه لا يملك منزلا في وطنه بسبب طفرة ارتفاع الاسعار العقارية بشكل مضخم لا معنى له ، اعادة جدولة القروض والتقسيط ما هي الا دوامة جديدة ستدخل بها المواطنين حتى يستطيعوا التوازن في ظل قصور النفقات ، ارتفاع الاسعار للبضائع في ظل اقتصاد نفطي غير نامي اتجاه استثمارات تلطف وتيرة النمو ، كل ذلك يشير الى قسوة في الخلل الاقتصادي الحاصل ، بعيدا عن قانون جاستا للحساب عن الارهاب الذي سنناقشه في الجزء الثالث من هذا المقال

بانوراما الشرق الأوسط