السعوديون لا يعرفون “تاريخ” توحيد بلادهم ويحتفلون باليوم الوطني!..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1984
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وما مدى صحة سرقة قناة “العربية” احد التقارير الإخبارية من منافستها “الجزيرة”
خالد الجيوسي
كان لافتاً، بل ومُستغرباً بالأحرى عندما لم يعرف “الشعب” السعودي تاريخ توحيد بلاده، أو “اليوم الوطني” الذي احتفلت به العربية السعودية مؤخراً، مقدم برنامج “يوتيوبي” سعودي حاول على قناة “صاحي”، أن يأخذ عينة عشوائية من مُواطني بلاده، ووجّه لهم سؤال “متى يُصادف ذكرى اليوم الوطني؟”، أو ما هو التاريخ تحديداً الذي يجب أن يحتفل به أبناء بلاد الحرمين، وهنا جاءت المفاجأة أن لا أحد منهم عرف تاريخ اليوم الوطني، الذي من المفروض أن البلاد تحتفل فيه، وتكسو الأعلام الخضراء، الشوارع والمباني، احتفالاً بهذا “اليوم التاريخي”، كما يحب أن يصفه إعلام المملكة.
ربما يحتاج المواطن السعودي، إلى “تثقيف” حول التواريخ الوطنية التي يحتفل بها، أكثر مما يحتاج إلى المناسبات “الوطنية” ذاتها، وهو لا يدري متى حدثت من الأساس، فليس من المعقول أن “يُدفع″ الناس للاحتفال، وهم لا يعلمون أي أمر عن تلك المناسبة، سوى أنهم سيتوجهون للشوارع العامة، ويحملون “الخفاق الأخضر”، يحتفلون، ويُعبّرون عن فرحتهم بيوم تاريخي لم يعرفوا عنه إلا أنه يُصادف يوم من أيام الأسبوع، وعليه توحّدت بلادهم في يوم من أيام الأسبوع كما أجاب أحد المواطنين الذي ظهروا في المقطع، أو أنه يُصادف ذلك اليوم، لأنه بالأساس منحته الدولة فيه إجازة!
فضيحة “العربية”!
تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، والتقارير التي تتحدث عن سرقة قناة “العربية” تقريراً من قناة “الجزيرة” بثّته منذ مدة، تتحدث فيه عن شباب مدينة عدن اليمنية، وكي تكتمل “الفضيحة” اكتفى معد التقرير في “العربية” بتغيير المشاهد التي ظهرت في تقريره، وتطابقت إلى حد كبير الجمل المُستخدمة في كلا التقريرين!
وبحسب الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرت قناة الجزيرة في 3 يناير/كانون الثاني 2016، تقريراً عن فلم وثائقي بعنوان “نهوض مدينة عدن”، ويتحدث عن شبان في المدينة يمارسون رياضة الباركور على أنقاض المنازل التي تسبب القصف بدمارها.
وحسب التقارير قامت قناة العربية في 16 سبتمبر/أيلول 2016 بنشر تقريراً بعنوان “شبان عدن يتحدون الانقلابيين برياضة الباركور”، على موقعها.
لا ندري كيف ستبرر قناة “العربية” المملوكة للسعودية تلك “السرقة”، ولا ندري إن كان هذا سيؤثر على احتفالات مجموعة “إم بي سي” 25 عاماً، لكننا نعلم أن هذه “سقطة” مدوية لا تمت للمهنية والمصداقية بصلة، تُضاف إلى قائمة طويلة من سقطات، قدمتها “العربية” في تاريخها الإعلامي الحافل، والتي لن يغفرها المشاهد العربي، الذي وعدته القناة المذكورة ذات يوم أن “يعرف أكثر”!
حين غاب “العدل”.. وحضرت “الشماتة”!
لا يُمكن للإنسان “العاقل” إلا أن يتأثر بمقطع فيديو، يُوثّق اللحظات الأخيرة من حياة الكاتب الأردني ناهض حتر، والذي قُتل أمام قصر العدل في “المملكة الهاشمية”، وبغض النظر عن توجّهات الكاتب الراحل، أو تصنيف درجات إيمانه، وديانته، التي نتركها لحساب الخالق، وحده “جل جلاله” المُخوّل” أن يُحاسبه، أما نحن فليس بيدنا حيلة إلا أن نتعاطف مع “الإنسان” الغارق في دمه، حيث غاب “العدل” أمام قصر “العدل”، ووقف “القوم” مُتفرّجين على الرجل، وكأنما ماتت الإنسانية في قلوبهم!
هذه “الشماتة” التي أظهرها بعض “القوم” في الأردن، بالتأكيد لا تُعبّر عن طيف واسع من المجتمع، لكنها أخذت حيّزاً واسعاً من أفكارنا، وعقولنا، ووجب التنويه لها، فنحن الذين أو بعضنا الذين أصابتنا الحمية للدين الإسلامي، وشكرنا الله أن جاء أحدهم لقتل من أساء الأدب مع الله ذاته، لا بد أن نُراجع أحكامنا، ومعتقداتنا قليلاً، ونتذكر أن بشماتتنا هذه، نضغط على الزناد مع القاتل، بحجة أننا ندافع عن ديننا، دين التسامح والمحبة، من أعطانا الحق لأن نتربّع على عرش “الخالق”؟ ومن قال أننا عباده “المُختارين” لكي نقيّم هذا، ونُنهي حياة ذاك؟ نحن بأفعالنا أو مشاعرنا “المتطرفة” تلك، حولنا الكاتب حتر من ظالم إلى مظلوم إن كان ظلم، ومن مُجرّد مُسيء إن أساء إلى بطل!
كاتب وصحافي فلسطيني