لقاء عباس بالسيدة رجوي في باريس.. لماذا الآن؟ وهل انضمت السلطة الى المحور السعودي ضد ايران؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1814
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وما هو الثمن الذي سيحصل عليه الرئيس الفلسطيني؟
التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء امس السبت في مقر اقامته في العاصمة الفرنسية باريس زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي في لقاء نادر من نوعه “بهدف اطلاعها على تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط”، وتحديدا ما يخص القضية الفلسطينية، حسب ما نقلته اوساط مقربة منه.
لا نعرف ما اذا كان السيد عباس قد اتخذ هذه الخطوة بقناعة من جانبه، ام انها جاءت بإيعاز المملكة العربية السعودية التي اوفدت الامير تركي الفيصل، رئيس جهاز مخابراتها الاسبق، للمشاركة في مؤتمر المعارضة قبل ايام معدودة، وهتف مع الهاتفين، اي الامير الفيصل، بسقوط النظام الايراني، منتقدا في كلمته التي القاها امام المؤتمر التدخلات الايرانية في الشؤون العربية والفلسطينية، ودعم منظمات “ارهابية” مثل حركتي حماس والجهاد، وحظيت كلمته بحفاوة بالغة من قبل الجمهور الكبير الذي حضر المناسبة.
من المفارقة ان منظمة التحرير الفلسطينية التي يترأسها الرئيس عباس الى جانب العديد من المناصب الاخرى، نفت انباء ترددت قبل ثلاثة اسابيع عن مشاركة وفد فلسطين برئاسة السيد محمد اللحام في مؤتمر المعارضة الايرانية نفسه، وجاء هذا النفي في بيان رسمي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية “وفا”، مما يؤكد مجددا ان هذا النفي، مثل الكثير غيره، كان لذر الرماد في العيون.
لقاء الرئيس عباس مع السيدة رجوي لا يقدم دعما معنويا وسياسيا كبيرا للمعارضة الايرانية فقط، وانما يؤكد ان السلطة الفلسطينية وحركة “فتح” اللتين يتزعمهما، قد اختارت الوقوف في خندق المحور السعودي في مواجهة ايران، اي انها انحازت الى معسكر ضد معسكر آخر، مما يتعارض مع مبدأ “الحياد”، ووضع القضية الفلسطينية فوق كل الخلافات والمحاور.
الصراع الدائر حاليا بين ايران والمملكة العربية السعودية، الذي ينعكس في حروب بالنيابة في كل من سورية واليمن والعراق، يأخذ طابعا طائفيا في معظمه، فهل من مصلحة القضية الفلسطينية الانزلاق الى عملية الاستقطاب الطائفي هذه، وهل هذا هو التوقيت الملائم، وهل رجع الرئيس عباس الى اي مرجعية فلسطينية قبل التفرد بهذا القرار، خاصة انه يقول انه يتحدث باسم الشعب الفلسطيني، ويتخذ السياسات المواقف التي تخدم قضيته؟
لم يبق لدينا في هذه الصحيفة “راي اليوم” كلمة نقد يمكن ان نضيفها في حق الرئيس عباس وسياساته ومواقفه طوال السنوات الماضية، ومع ذلك يظل يكرر مسلسل اخطائه الكارثية التي اوصلت الشعب الفلسطيني وقضيته الى هذه الدرجة من الانحدار، حتى تجاوز قاع القاع.
لا نستغرب اي شيء من الرئيس عباس هذه الايام، فمن ينسق امنيا مع الاسرائيليين ضد مقاومي الاحتلال من ابناء شعبه، ويرسل قواته لاعتقالهم، او تقديم اكهزته معلومات عنهم لاجهزة الامن الاسرائيلية لقتلهم او اعتقالهم، لن يتردد في عمل اي شيء آخر، فهذا الرجل يتخذ قراراته من عنرياته، ويتبنى سياسات تتناقض كليا مع مصالح الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، ويتخصص في خلق عداوات، هذا الشعب في غنى عنها.
الرئيس عباس يذهب الى الحج والناس راجعة.. ولا جديد في هذ السلوك.
“راي اليوم”