هل تعتقد السعودية أنها تقود حروب ردة مقدسة وجديدة في اليمن والمنطقة؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2000
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

التوحش الفطري والفتاوى سيدمّران أصحابهما.. أما “صالح – الحوثي” فهدفهما ومهمتهما مختلفان
عبدالكريم المدي
أقنعت السعودية الإدارة الأميركية والرئيس أوباما شخصيا إن حربها على اليمن ستكون خاطفة ولن تتعدى الشهر، أو الشهرين في أسوأ الأحوال، وافق أوباما ، على مضض وسماسرة الشركات وعلى رأسها شركات بيع الأسلحة لم يقصروا في ذلك ،حيثُ ضغطوا بكل قوة في إتجاهين الأول : إقناع البيت الأبيض بإعطاء الضوء الأخضر لشن الحرب على اليمن ، مثلما سبق وأن أُعطي نفس هذا الضوء لخصوم صالح والدولة اليمنية في 3 يونيو2011 عندما نفذوا محاولة إغتياله في المسجد هو وكبار قيادات الدولة وفشلوا في إغتيال الشخص،لكنهم نجحوا إلى حد ما في إغتيال الدولة ، أما الإتجاه الثاني : فتمثل بممارسة ضغوطات أشد وأوسع – أيضا – على الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين وربما الروس لاستصدار القرار الأممي (2216) الذي يفتقد للمنطق والمعايير المضوعية والإمكانية في تطبيقه ، وصار بمثابة قاتل، سفاح لليمنيين ،وسيفا مسلطا على أي تفاهمات ومساعي لحل الأزمة.
وبما أن السعودية لا يهمها قتل هذا الشعب ومطّ أزمته إلى ما لانهاية، فإنها تحاول استغلال ذلك القرار حتى النفس الأخير منه، متخذة له كمحلل وغطاء يمنحها صك ومشروعية شن الحرب وفرض الحصار على اليمن ، وإن كان نصه لا يُعطيها هذا التفويض أبدا..
اليوم وبعد عام ونص العام فشلت عاصفة ( الشقيقة الكبرى ) في تحقيق أي نصر على الميدان، أوحتى إضعاف وتفكيك التحالف (الصالحي – الحوثي ) ، ونُقدّر جيدا إن هذه تُعتبر نكسة سياسية وعسكرية كبيرة منيت بها، لكن الإستمرار فيها يعني تهديد حقيقي لوجود وتماسك الدولة السعودية ومعها ما بقي من أمن وبصيص أمل في المنطقة.
يؤسفنا القول إن السعوديين لم يغيروا حتى خططهم ويطوروا من حيل الكذب والمغالطات حينما يحاولون التبرير للعالم إن (صالح -الحوثي) المتحالفين – وفق قناعة ورؤية هيئة كبار العلماءلديها – مع إيران والصفويين والفرس والمجوس وعبدة النار، وهذا التحالف ( الوهم ) يُمثّل، بالنسبة لها، خطرا وجوديا ، ليس عليها فحسب ، بل على العرب كافة ،وربما على البشرية.
المهم ،وبما أنهم بالفعل ،فشلوا على كل المستويات، فقد رددوا نفس الإسطوانة المشروخة مؤخرا ، عندما وجهو إعلامهم والإعلام الغربي الذي يدفعون له،كي يردد نفس المفردات والعبارات التي نسمعها منذُ عام ونصف،وزادت في الآونة الأخيرة خاصة بعد توقيع المؤتمر وأنصار الله على اتفاقية تشكيل مجلس سياسي أعلى يدير شؤن البلاد ..وفي هذه الجزئية تحديدا نريد من أشخاص ضالعين في عِلم النفس والسياسة والهذيان أن يوضحوا لنا أين يكمن الجديد في قولهم: إن صالح متحالف مع الحوثي ، وإنهما إنقلابيان ، فلعالم كله قد ملّ من هذا الكلام والتباكي ..والعالم كله – أيضا – يعلم أن هذان الطرفان متحالفان بقوة في مواجهة عدوان وجبروت السعودية.
لعل اللافت في الأمرهنا هو إصرار( سموّه ) على كسب المعركة التي يخسرها كل يوم ، اضافة لمحاولته في الاستثمار العبثي للاتفاق الأخيربين المؤتمر وأنصار الله والقول للعالم إن هذين الحليفين ، تحالفا من جديد للانقلاب على الهواء.
لقد صرنا أكثر قناعة من أي وقت مضى بأن وضع المملكة صعب جدا، وأن ما تقوم به في اليمن ، انسب توصيف له هو التوهان والتخبط والمكابرة في الاعتراف بأنها غارقة تماما في رمال هذا البلد ولا تستطيع أقدامها التحرك يمنة ويسرة أو للأمام والخلف،مستمرة في تغذية الجحيم الذي تمنحه لنفسها ولليمن، ومتمسكة بفتاوى ( مشائخ وأعلام الأمة ) التي توجب عليها فتح اليمن وسوريا وإعادتهما لأمتهما، من خلال إدارتها لحروب جديدة في المنطقة، هناك من يعتقد ويصور لهم بانها بأنها حروب مقدسة ولا تختلف عن حروب الردة التي خاضها الخلفاء بعد موت الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
لكن أيا يكن الأمر ومهما طال هذا الجنون والتفرعن،فإن العالم لن يظل على طول الخط حبيس المال والنفوذ السعودي / الخليجي ، وقد أخذت الحقائق تتكشف والمواقف تتغير والأصوات تتعالى ، وهذه – كما يرى المسؤل والقيادي اليمني البارز المهندس هشام شرف عبدالله – نتائج طبيعة للكذب والظلم الذي يمارسه النظام السعودي، الذي يمعن في خداع الذات،جاهلا، أو متجاهلا بإن علم إدارة الوقت والعمل وحتى الصراع يقول إذا لم تخطط بشكل صحيح كيف تسير وإلى أين فإنك ستفشل ولن تصل أبدا .
اليمن عصية جدا رغم فقرها ولن تستطيع الحرب وأطواق الحصار المفروضة عليه منع الذات اليمنية الحرّة من التعبيروالدفاع عن نفسها وإعادة تشكلها وفق شروط وقناعات ومتغيرات ومعادلات جديدة، وهذا ما نتمنى مخلصين أن يستوعبه الإخوة في السعودية ويبادرون إلى لملمة ما بعثروه ويبعثرونه ويتجهون لحل الأزمة اليمنية والسورية وغيرها، وينسحبون بما تبقّى لهم من ماء وجه ،رغم يقيننا بأنهم لن يقدموا على هذه الخطوة الشجاعة ، إلى في حال قاموا بكبح جماح الفتوى الدينية والتوحش الفطري الذي يسكنهم .. وهذا وعلى الله قصد السبيل،، وهو نعم المولى ونعم النصير.
كاتب يمني