مُحاربة إيران شرط بقاء السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1740
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

هل بدأ الترويج لإسقاط “النظام الإيراني” في بلاد الحرمين إعلامياً كما هو الحال سياسياً؟.. “الميادين” في ليلة “الانقلاب على السلطان”: لم “تُنكر” كالجزيرة ولم “تتأسف” كالعربية.. وما هو هدف صديقي السعودي من إرسال مقطع فيديو لمركز نسائي في بلاده؟!
خالد الجيوسي
يقول أحد المُحللين السياسيين على شاشة قناة “سعودي 24″ أن “الانقلاب” التركي الذي فشل، هو صناعة إيرانية بامتياز، ويؤكد المحلل أن “ولاية الفقيه” تحضر اليوم لانقلاب في العربية السعودية، ويُطالب المحلل قيادته إلى المُسارعة لإسقاط النظام الإيراني، بدعم المعارضة الإيرانية، فلا مجال للانتظار بحسب “المحلل”، فإما بقاء السعودية، أو سقوطها، إذا فكر أحد بالتخاذل عن دعم “ثوار إيران”، وشكر المحلل الذي يكتب في إحدى الصحف المحلية أيضاً، الله على فشل انقلاب تركيا، فالله بحسبه لن ينصر “الشيعة” على “السنة” أبداً!
يبدو أن الإعلام السعودي المحلي بدأ يسير باتجاه الترويج لنظرية المؤامرة على نظامه الملكي، من قبل نظام “الجمهورية الإسلامية”، ويبدو أنه سيُغنّي على ليلى انقلاب تركيا، وسيزعم بعضه أن إيران هي المسؤولة عن كل كوارث العالم الإسلامي “السني”، وأن كل “قلاع″ السنة باتت مهددة أمام أطماع مشروع “ولاية الفقيه”، وحديث المحلل على الشاشة السعودية، واحد من تلك الألحان، الذي سيبدأ عزفها على شاشات إعلام بلاد الحرمين في القادم من الأيام.
لا ندري ما هو حجم التصعيد الذي أمرت بها التعليمات العليا السعودية ضد إيران عبر الإعلام “المليونير”، خاصة تلك الدعوات غير المألوفة باتهام النظام الإيراني “الشيعي” مباشرة بكل ما هب ودب، عبر الشاشات السعودية، هناك من يريد إعطاء انطباع برأينا أن إيران ليست فقط خصماً، بل هي أفعى سامة، تريد “لدغ” النظام السعودي العربي الإسلامي لدغة قاتلة، تؤدي إلى موته نهائياً، وفي السعودية “النمل” لا يتحرك إلا بأمر القيادة، وبوتقة الإعلام ستعمل إلى جانب بوتقة السياسة بالتأكيد، والهدف العمل على إسقاط النظام الإيراني مهما كانت الأثمان!
“الميادين” ليست كالجزيرة والعربية
صحيح أن شاشة قناة “الميادين” مؤيدة لمحور “المقاومة والممانعة”، وهي تسمي الجيش السوري باسمه الرسمي، وتصف قتلى “عاصفة الحزم” بالشهداء، وتُطلق على حسن نصرالله أمين عام حزب الله لقب “السيد”، وتدور في فلك الجمهورية الإسلامية وهذا حقها كما غيرها، لكنها كانت أيضاً على قدر عال من المهنية، والحياد، والمصداقية، وذلك خلال تغطيتها لانقلاب تركيا “الفاشل”، وكانت المصدر الوحيد لي على الأقل، خلال ساعات ليلة الجمعة الغامضة، والتي رافقت ليلة “سقوط” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفاشلة.
“الميادين” القناة البرتقالية، لم تُقلّل من شأن الانقلاب، كما فعلت “الجزيرة”، ولم “تتأسف” على فشله كما قناة “العربية”، كانت مع تغطية الحدث أول بأول، ولم “تُطبّل” على أنغام “شماتة” الممانعين والمقاومين، الذين فرحوا بقرب سقوط أردوغان الذي لم يتحقق لانتصار سورية النهائي، وأحدهم كان ضيفاً على شاسة “الميادين” ذاتها، وذهب بنا إلى أبعد من الخيال في تحليله بصفته “خبيراً عسكرياً”، صحيح أن “الواقع كما هو” نسبي، لكن على الأقل يجب أن يخلو من الادعاء والكذب الصارخ، وهذا ما حققته “الميادين” على الأقل في ليلة أحلام “سقوط السلطان”، فشكراً للميادين.
صديقي السعودي.. والمركز النسائي!
أرسل لي صديقٌ سعودي مؤخراً، مقطع فيديو قام بالتقاطه بنفسه، ويظهر في المقطع مبنى “مركز نسائي” أي صالون حلاقة نسائي، في الحقيقة لم أفهم المغزى من المقطع، وراسلت الصديق، مُستفسراً عن هدفه من إرسال المقطع الذي لا يظهر فيه إلا المركز النسائي من الخارج، ولا علامة فارقة قد توصلني لغاية “الشاعر” ألا وهو صديقي، الذي بالتأكيد أرسله لغاية في نفسه.
أجاب الصديق على استفساري سريعاً، وقال “لقد سمحت لنا السلطات أخيراً، أو للنساء تحديداً بتسمية المراكز النسائية، بأسمائهن، أي يصبح المركز مثلاً باسم مركز هيفاء للتجميل كما ظهر في المقطع بالفعل، ويضيف الصديق، إنه عصر الانفتاح يا صديقي، إننا في عصر “الرؤية المحمدية”، سنرى التغييرات، الواحدة تلو الأخرى، ستقود النساء قريباً، وربما يبدأ الحديث عن انفراط عقد القوانين الصارمة حول ارتداء النقاب، والحجاب “العباءة”، سنضرب بسلطات المؤسسة الدينية عرض الحائط قريباً جداً، ومن يقول عكس ذلك، فهو واهم.
كان صديقي فرحاً جداً بذلك التغير الذي وجدته بسيطاً، فماذا يعني أن تستطيع المرأة أن تسمي اسم صالونها على اسمها، نعم إنه يعني الكثير للسعوديات، اللواتي بات يطالبن بإسقاط ولاية الرجل عنهن، فهناك في بلاد الحرمين، كل أمور المرأة بيد والدها، وحينما تتزوج تنتقل الولاية إلى زوجها، لا بد أن الوقت قد حان للتغير، كما يقول صديقي، لكن يبقى السؤال الذي أطرحه دائماً على مسامع الأصدقاء السعوديين، ولا أجد له إجابة، “ما هي ردة فعل المؤسسة الدينية على كل هذا، هل سيكون صبرها كصبر أيوب على القيادة الشابة”؟ يجيب الأصدقاء كما العادة، “لا صوت يعلو فوق صوت القيادة”!
كاتب وصحافي فلسطيني