سطوة آل شيخ: إعتقالات وتعذيب خلف كواليس سمعة الترفيه

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 177
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تكشف الشهادات عن صورة مزدوجة لرجل يظهر كمنظم فعاليات براق على الساحة العالمية، بينما يتبوأ تركي آل شيخ في الوقت نفسه موقعًا محوريًا في نظام حكم يمارس قبضته الحديدية في الداخل. وقد كشف العديد من الأشخاص لصحيفة “ذا أثلتيك” عن تفاصيل صادمة، إما عايشوها بأنفسهم أو كانوا على اطلاع عليها، تظهر الأسلوب الذي يعتمده واحد من أكثر الرجالات قربا من محمد بن سلمان. الوجه الخفي لعرّاب الحلبة ذكرت صحيفة “ذا أثلاتيك” نقاطاً أظهرت تنوّع المجالات التي يبرع بها تركي آل شيخ، عدا ابتكار أساليب “الترفيه”: -“جناح توتو”: بلغ عدد المعتقلين بسبب تغريدات انتقدت آل الشيخ حدًا جعل نزلاء أحد سجون الرياض يطلقون على قسم كامل اسم “جناح توتو”، في إشارة إلى لقبه الشهير – صداقة الألعاب الإلكترونية: تربط آل الشيخ علاقة بمحمد بن سلمان، نشأت في أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة خلال فترة مراهقة الأمير، حيث جمعتهما ألعاب الفيديو مثل “ليغ أوف ليجيندز” و”أساسنز كريد”. – مهندس صعود ابن سلمان: لعب آل الشيخ دورًا تنفيذيًا بارزًا على الأرض خلال مراحل صعود محمد بن سلمان إلى السلطة. – نوبات غضب في الأوساط المخملية: اكتسب آل الشيخ سمعة في الأوساط الاجتماعية الرفيعة في السعودية بسبب نوبات غضبه المحرجة. – مرافق مطلوب للـ FBI بتهمة التجسس: ظهر أحد أفراد حاشية آل الشيخ خلال التحضيرات لبطولة عالمية حديثة في الوزن الثقيل، وتبين أنه رجل مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بتهمة التجسس. – مدبّر اختفاء شخصية فنية: اختفت الفنانة المصرية آمال ماهر عن الأنظار لمدة عامين كاملين بعد أن ترددت أنباء عن تقديمها بلاغًا للشرطة تتهم فيه آل الشيخ بالاعتداء عليها. ورغم هذه الاتهامات، لم تُوجه أي تهم رسمية إلى آل شيخ. سجناء آل شيخ “يُقال إن الذهاب إلى سجن الحائر أشبه بالدخول خلف الشمس”، وكما يروي أحد السجناء السابقين الذي سمع هذه المقولة منذ صغره: “بمجرد أن تطأ قدمك هناك، تعتبر في عداد المفقودين”. يقع هذا السجن في قلب الصحراء على بعد 25 ميلاً جنوب الرياض، ولا يُكشف الكثير عن تفاصيله الداخلية، لكن يُعتقد أنه يأوي نحو 5000 سجين. وبين نزلاء ينتمون إلى تنظيم القاعدة ومجرمين عاديين وشخصيات من داخل عائلة آل سعود، اكتسب هذا المعتقل سمعة مظلمة، جحال كل سجون “المملكة”. يوضح سجين سابق، قضى فترة عقوبته بسبب انتقاده للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه كان هناك مجموعة من الأشخاص يطلقون عليهم لقب “ضحايا تركي”، فإذا سألت أحدهم عن قضيته، يجيب ببساطة: “أوه، أنا أحد ضحايا تركي آل الشيخ، لقد انتقدت تركي آل الشيخ.” ونظرًا لأن لقب تركي هو “توتو”، فقد أطلقوا على هذا القسم اسم “جناح توتو”. ويكشف عن واقعة أخرى قائلاً: “عرفت رجلاً رد على إحدى تغريدات تركي يشكو فيها من خسارة فريقه. لم يكن له أي اهتمام بالسياسة، كان مجرد مشجع لكرة القدم. وقد ذكر لي أنه سُجن بسبب تلك التغريدة وحدها.” عمل عبد الله العودة، المدير البارز لمكافحة الاستبداد في مركز الديمقراطية للشرق الأوسط (MEDC)، وهي منظمة غير ربحية للدفاع عن الحقوق مقرها الولايات المتحدة، على مدى العقد الماضي على التحقق من ادعاءات أولئك الذين سُجنوا لانتقادهم آل الشيخ. وصرح العودة لـ “ذا أثليتك” قائلاً: “لقد تحققنا شخصيًا من التهم الموجهة أو الأحكام الصادرة في أكثر من عشر قضايا لأشخاص احتُجزوا في السعودية بسبب انتقاد تركي آل الشيخ”، موضحًا أن ادعاءاتهم قُورنت بسجلات المحاكم الرسمية. وأضاف: “معظم الضحايا كانوا أشخاصًا لم ينتقدوا الحكومة حتى، بل انتقدوا قرارات اتخذها آل الشيخ فيما يتعلق بالترفيه أو الرياضة خلال فترة عمله في كلا الهيئتين.” تواصلت “ذا أثليتك” عبر وسيط مع رجل يزعم أنه تلقى مكالمة من رقم مجهول. عرّف المتصل عن نفسه بأنه من أمن الدولة، وأمر الرجل بمقابلتهم في مكان عام. وبعد ذلك، أُجبر على الصعود إلى سيارة دفع رباعي سوداء من قبل ملثمين، قبل أن يُعصب عينيه ويُقيد يديه ويُنقل إلى الرياض. ويؤكد الرجل أنه عندما وصل إلى وجهته، أُزيلت عصابة عينيه ليكشف عن غرفة فخمة، قبل أن يدخل آل الشيخ، ويسأل الرجل عن سبب انتقاده له على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي وقت سابق من ذلك اليوم، كان الرجل الذي يملك عددا قليلا جدا من المتابعين، قد اتهم آل الشيخ، بصفته رئيسًا لوزارة الرياضة السعودية آنذاك، بالتحيز. ويضيف الرجل أنه تعرض للصفع على وجهه ثلاث مرات من قبل آل الشيخ، الذي أمره بحذف المنشور أو السجن. وتوسل الرجل ووافق على الفور؛ ليُطلق سراحه في منتصف الطريق السريع ويُترك لتدبر أمر عودته إلى المنزل بمفرده. يرى عبد الله العودة أن “آل الشيخ يتصرف بهذه الطريقة لأنه يملك السلطة”، مشيرًا إلى أن والده سلمان، معتقل في “السعودية” منذ عام 2017 لانتقاده الحكومة. ويضيف: “لا يوجد حكم قانون – إنها ملكية مطلقة مستبدة لا تخضع لرقابة من القضاء أو من المشرعين.” ويتابع العودة: “هناك قضيتان أُبلغنا بهما يُقال إنه عرض فيهما آلاف الريالات السعودية كمدفوعات، أو قام بدفعها بالفعل، لإبقاء هؤلاء الأشخاص صامتين عما حدث لهم، وعدم ذكره لأي شخص أو أي منظمة.” هاجس السلطة وتداعيات الانتقاد يقول أحد المطلعين على شؤون “الديوان الملكي”: “قد يبدو آل الشيخ في موقع آمن، لكنه يدرك مدى سرعة تغيّر رأي شخص مثل محمد بن سلمان. لذلك هناك شعور دائم بالحاجة إلى قمع أي انتقاد شخصي حتى لا يتفاقم الأمر ويعتقد ولي العهد أنهم غير أكفاء أو يسببون مشاكل.” أُلقي القبض على أحمد محمد عمر، وهو مشجع للنادي المصري الأهلي الذي استثمر فيه آل الشيخ، عندما انتقل إلى السعودية للعمل في عام 2021 بسبب تغريدات أرسلها قبل 18 شهرًا انتقد فيها قرارات آل الشيخ. ووفقًا لمركز الديمقراطية للشرق الأوسط، والذي أكدته أيضًا منظمات حقوقية أخرى، حُكم على عمر بالسجن لمدة 19 عامًا. وتقول عائلته إنها استنفدت جميع الخيارات القانونية المتاحة. ويضيف العودة: “الأوضاع في السجون السعودية سيئة بشكل عام. أولئك الذين يُحتجزون لفترة قصيرة عادة ما يتعرضون لأذى جسدي أكبر. يتراوح العنف بين الضرب على أيدي حراس السجن، إلى صفعة على الوجه، وفي الحالات القصوى، إلى التعليق رأسًا على عقب من الكعبين. وقد تم توثيق كل هذه الحالات (من قبل مركز الديمقراطية للشرق الأوسط) في قضايا احتُجز فيها سجناء بسبب انتقاد تركي آل الشيخ.” دور آل الشيخ في حملة الريتز-كارلتون وفقًا لمصادر متعددة مطلعة على ما حدث، لعب آل الشيخ دورًا في هذه الحملة. وقد قدمت منشورات رئيسية أخرى، مثل صحيفة نيويورك تايمز، ادعاءات مماثلة حول حضور آل الشيخ. يزعم أحد الأشخاص، الذي أُطلع على الإجراءات من قبل بعض المحتجزين: “الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب في الريتز-كارلتون تعرفوا عليه. في بعض الجلسات، كانوا يسمعونه ورجلًا آخر في الخلفية يدخنان الشيشة. كانوا يسمعون صوت الفقاعات والموسيقى الخلفية التي كانت تُشغل أثناء الجلسات.” تحول الدور وتوسيع النفوذ في الترفيه والرياضة مع ترسيخ موقع محمد بن سلمان، بدأ دور آل الشيخ في التغير. ففي عام 2018، انتقل من الهيئة العامة للرياضة إلى الهيئة العامة للترفيه، بعد إقالة الرئيس السابق. يقول أحد المعارضين للهيئة العامة للترفيه: “إنها سياسة الخبز والترفيه. على الحكام توفير الغذاء للشعب وتقديم الترفيه لهم لإخفاء حقيقة أنهم أصبحوا أكثر استبدادًا من ذي قبل، وقمع أي شكل من أشكال المعارضة.” وبعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 في تركيا بأمر من محمد بن سلمان، كتب آل الشيخ ونشر علنًا أغنية تعلن براءة سعود القحطاني، مستشار محمد بن سلمان الذي حمّلته تحقيقات أجرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات البريطاني MI6 والسلطات التركية مسؤولية الجريمة. وكان خاشقجي في أحاديث خاصة في الأشهر التي سبقت وفاته، ونقلتها لاحقًا مجلة نيوزويك، قال أن آل الشيخ والقحطاني كانا المستشارين السياسيين الوحيدين لمحمد بن سلمان. ونقلت نيوزويك عنه قوله: “إنهما بلطجيان للغاية. الناس يخشونهما. إذا تحديتهما، فقد ينتهي بك الأمر في السجن”، قبل أن يتم قتله وتقطيع جثته!