إعلام عبري: إسرائيل كانت على علم بقرار السعودية تعيين سفيرا لدى السلطة الفلسطينية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 473
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

"تعيين سفير سعودي لدى السلطة الفلسطينية لم يكن مفاجئا فقد أبلغت إسرائيل مسبقا بالخطوة".. هكذا كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، تفاصيل قيام السعودية ولأول مرة بتعيين سفير لها لدى السلطة الفلسطينية، وهي الخطوة التي تأتي بالتزامن مع تكثيف المحادثات حول التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب بواسطة واشنطن.

ومنذ السبت، تصدر اسم نايف السديري، الساحة السعودية الفلسطينية الإسرائيلية، عقب إعلان تعيينه سفيرا سعوديا فوق العادة مفوضا وغير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلا عاما في القدس.

ويعد السديري، أول سفير للسعودية لدى السلطة الفلسطينية، وذلك بعدما سلم السبت، نسخة من أوراق اعتماده إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.

وجرت مراسم تسليم نسخة من أوراق الاعتماد في مقر سفارة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمّان، بحضور سفير فلسطين لدى الأردن السيد عطاالله خيري.

وقالت "معاريف"، إن هذا التعيين جاء على خلفية الاتصالات المكثفة للترويج لاتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وعشية رحلة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى واشنطن.

وأشارت الصحيفة إلى أن "المسؤولين في إسرائيل امتنعوا حتى الآن عن التعليق على التعيين"، لكن "تل أبيب أبلغت مسبقا بالخطوة، وأن تعيين السفير السعودي لدى السلطة لم يكن مفاجئا".

وأضافت: "مع ذلك وفي المحادثات غير الرسمية، فقد تحدث بعض الدبلوماسيين في إسرائيل عن عدة نقاط وراء هذه الخطوة. وبحسبهم، فإن سياق تعيين السفير السعودي، يأتي من بين أمور أخرى، كرد على تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن المصلحة السعودية في اتفاق التطبيع المحتمل مع إسرائيل، وزعمه أن القضية الفلسطينية ليست أولوية قصوى للسعودية، وأن ملف إيران هو ما يهم السعودية".

والأكثر من ذلك، حسب "معاريف"، فإن "تعيين سفير سعودي في رام الله، والذي سيكون أيضا قنصلًا في القدس، يشير إلى أن القضية الفلسطينية لم تسقط من الأجندة السعودية وستظهر على الأرجح في قائمة مطالبهم في أي اتفاق محتمل مع إسرائيل".

وحسب مصادر دبلوماسية إسرائيلية، فإن "خطوة التعيين، قد تحمل أيضا إشارة سعودية للفلسطينيين، مفادها أننا نسير في اتجاه التطبيع مع إسرائيل".

ورأت الصحيفة، أن "تعيين السفير السعودي لدى السلطة الفلسطينية، زاد من التعقيدات الناتجة عن الرسائل المتضاربة حول تقدم المفاوضات عبر الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية".

وأشارت إلى أن "التعيين التاريخي لسفير سعودي لدى السلطة، قد يكون رسالة إلى الأردن، الذي يتولى ملكه عبدالله الثاني مسؤولية الوصاية على الأماكن في مدينة القدس".

وأكدت الصحيفة، أن "السعودية مهتمة بإثبات وجودها في تلك الأماكن (القدس والمسجد الأقصى) بل وزيادة وجودها، مهما يكن الأمر، فمن المقدر في إسرائيل أن تعيين السفير تم في توقيت مقصود، استعدادا للمحادثات التي يتوقع أن يعقدها الوزير ديرمر في واشنطن في وقت لاحق من هذا الأسبوع".

يشار إلى أن وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، قال الأحد، لمحطة "103 إف إم" الإذاعية في تل أبيب: "ربما يكون (السديري) موفدا سيلتقي بممثلين في السلطة الفلسطينية".

وأضاف: "هل سيكون هناك مسؤول متمركز فعليا في القدس؟ هذا ما لن نسمح به".

وهوَّنت حكومة الاحتلال اليمينية المتشددة من احتمال منح أي تنازلات كبيرة للفلسطينيين في إطار اتفاق للتطبيع مع السعودية.

وقال كوهين: "ما وراء هذا التطور (تعيين السديري)، هو أنه على خلفية التقدم في المحادثات الأمريكية مع السعودية وإسرائيل، فإن السعوديين يريدون إيصال رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم".

فيما لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن تعيين المملكة سفيرا لها لدى السلطة الفلسطينية "خطوة تاريخية، ورسالة قوية إلى إسرائيل تجدد من خلالها التأكيد أن الرياض تريد خطوات مهمة لصالح الشعب الفلسطيني مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

ووفق الصحيفة، فإن هذا التعيين ينفي بدوره ما ردده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن السعوديين لن يطالبوا بتسويات كبيرة للفلسطينيين، مضيفة: "خطوة تعيين السديري تؤكد رغبة الرياض في دفع تل أبيب نحو تقديم تنازلات إسرائيلية إلى الشعب الفلسطيني".

ولا يُستبعد وفق مراقبين، أن يحدث القرار السعودي تقدماً في تحقيق تسوية سياسية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، علاوة على أنه يعتبر التزاماً من المملكة بدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه، إضافة إلى الدور المستدام للسعودية في الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والاستقرار.

فيما أكد الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان يسرائيل" العبرية، أن تعيين السديري، هو رسالة واضحة للأنباء المتواترة حول إجراء محادثات تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وذلك ضمن اتفاق أوسع مع واشنطن والرياض.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم إلى "اتفاقيات أبراهام" المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة والتي أرست بمقتضاها الدولة العبرية علاقات رسمية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تهافتاً إسرائيلياً ملحوظاً على التطبيع مع السعودية، من خلال تصريحات مستمرة من أعلى الهرم السياسي داخل دولة الاحتلال، والتي تدعو إلى إقامة علاقات مع الرياض.

وسبق أن نشرت وسائل إعلام عبرية، تقارير تشير إلى رغبة قوية لدى نتنياهو، في السعي للتطبيع مع المملكة، لافتة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى أن التطبيع مع السعودية أهم من تحقيق السلام مع مصر، وتنفيذ وعد بلفور، وحتى إعلان إقامة إسرائيل.

والأسبوع الماضي، قال وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين، إن التطبيع مع السعودية "مسألة وقت وحسب".

إلا أن السعودية تريد حل الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، وفق مبادرة السلام العربية التي طرحها العاهل االسعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، عام 2002، ووافقت عليها الدول العربية بالإجماع.

 

المصدر | الخليج الجديد