لماذا لم يدع إمام المسجد الحرام للمرة الأولى لولي العهد؟ وهل ستغسل السعودية يدها من دم خاشقجي قريبا؟ وهل اتفقت أمريكا والغرب على البديل؟ ومن يتحكم في ترتيب أوضاع الحكم في المملكة؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1932
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
 من يريد أن يفهم ما يدور في عقل القيادة السياسية السعودية، ما عليه إلا أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام ليسمع إلى خطبة الجمعة، وهناك سيستبين من كل شيء جهارا نهارا.
حدث هذا في أحداث سورية ومصر واليمن وغيرها من القضايا الساخنة، حيث وقف أئمة الحرم وقفة رجل واحد خلف قياداتهم معبرين عن توجهاتهم .
بالأمس القريب وقف الشيخ الأشهر عبد الرحمن السديس على منبر المسجد الحرام (أهم منبر في العالم الاسلامي) داعيا لولي العهد محمد بن سلمان مشيدا به، مثنيا عليه، واصفا إياه بالشاب الطموح الملهم المحدث.
ومن بعده جاء الشيخ ماهر المعيقلي ليدعو لبن سلمان بالتوفيق والسداد.
اليوم خالف الشيخ فيصل غزاوي المعهود ولم يخص ولي العهد بالدعاء كالعادة التي يتبعها أئمة الحرم .
واكتفى غزاوي بالدعاء للملك قائلا: “اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى “.
السؤال الآن: هل تغسل السعودية يدها من دم الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي وتطيح بولي عهدها الحاكم الفعلي للبلاد، اتقاء لفتنة لا تصيبن الذين ظلموا منهم خاصة؟
وهل يمكن النظر إلى عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى المملكة الآن مؤشرا على هذا السيناريو المثير؟
وهل توافقت أمريكا والغرب على هذا الأمر بعد أن فاض كيل العالم من سياسة الحديد والنار التي اتبعها بن سلمان؟
برأي أستاذ العلوم السياسية المخضرم د. حسن نافعة فإن بن سلمان لن يستطيع غسل يده من دم خاشقجي، مشيرا إلى أن المماطلة لن تؤدي إلا إلى زيادة التكلفة السياسية باستمرار، وستجعل من ترامب المتحكم الوحيد في ترتيب أوضاع الحكم فيها لمصلحة أمريكا وحدها وبدون بن سلمان.
وأضاف نافعة أن البديل الأفضل شعبيا أن تتولى الأسرة المالكة إعادة ترتيب أوراقها بعيون عربية فقط.
وفي وقت سابق قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام إن من دلائل نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم إخباره عما سيكون في آخر الزمان من تغير المفاهيم واختلال المبادئ.
وذكر غزاوي في خطبة الجمعة اليوم من بيت الله الحرام بمكة المكرمة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة.
قالوا: من الرويبضة يا رسول الله؟
قال التافه يتكلم في أمر العامة”.
واختتم غزاوي خطبته بالدعاء لولي الأمر بالبر والتقوى.
كما دعا لحماة الحدود بالربط على قلوبهم وبالنصر على عدوهم