ترامب يؤكد انه لا أحد يعلم إذا كان التقرير الإعلامي عن مقتل خاشقجي رسميا ويعتبر أن “عناصر غير منضبطين” قد يكونوا مسؤولين ويطالب بتحقيق عاجل ومفتوح..
ويوفد وزير خارجيته للقاء العاهل السعودي في الرياض وبعدها الى تركيا
ماكون (جورجيا) ـ اسطنبول ـ (ا ف ب) : قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين إنه اطلع على تقرير إعلامي أفاد بأن المسؤولين السعوديين ربما يقولون إن الصحفي البارز المختفي جمال خاشقجي قتل خلال استجواب جرى دون إذن لكن “لا أحد يعلم” إذا كان تقريرا رسميا.
وأدلى ترامب بهذه التصريحات ردا على أسئلة من الصحفيين خلال زيارة لولاية جورجيا لتفقد آثار الدمار الذي أحدثه الإعصار مايكل.
ورأى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين أنّ “عناصر غير منضبطين” قد يكونون قتلوا الصحافي السعودي جمال خاشقجي، معلنًا في الوقت ذاته توجّه وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الرياض.
وبدأت الشرطة التركية مساء الإثنين تفتيش مقرّ القنصلية السعودية في اسطنبول التي كانت آخر مكان شوهد فيه خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، قبل اختفائه، بحسب مراسلة وكالة فرانس برس في المكان.
ووصل الشرطيّون، بعضهم في زيّ عسكري وآخرون في زيّ مدني، إلى القنصلية في ست سيارات ودخلوا المبنى على الفور. وكانت الفِرَق لا تزال داخل القنصليّة بعد ثلاث ساعات من بدء التفتيش وقد صعد أحد الخبراء إلى سطح المبنى.
وبعد مكالمة هاتفية مع الملك سلمان بن عبد العزيز، صرّح ترامب من حدائق البيت الأبيض “لقد نفى الملك (السعودي) بشكل حازم أن يكون على علم بأي شيء (…) لا أريد التكهّن بمكانه (خاشقجي)، إلا أنه بدا لي أنّ الأمر قد يكون حصل على أيدي عناصر غير منضبطين. من يعلم؟”.
وأكّد ترامب أنّ بومبيو في طريقه إلى الرياض لبحث قضية خاشقجي الذي لا يزال مفقودًا منذ دخوله القنصلية السعودية لإتمام خطوات إدارية بهدف زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
وكتب ترامب على تويتر “تحدّثت للتو إلى ملك السعودية الذي قال إنه يجهل تمامًا ما يُمكن أن يكون قد حصل مع +مواطننا السعودي+”.
ونقل عن العاهل السعودي أنّ السعوديّين “يعملون في شكل وثيق مع تركيا” لكشف ملابسات القضية.
وبحسب وكالة الأناضول التركية فإنّ بومبيو يتوجّه الأربعاء إلى تركيا للقاء نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
في الرياض، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنّ الرئيس الأميركي “أثنى” خلال الاتصال الهاتفي، “على سير التعاون السعودي التركي المشترك في التحقيق في قضية اختفاء المواطن جمال بن أحمد خاشقجي وحرص قيادة المملكة على استجلاء كافة الحقائق المتعلقة بذلك”.
وكان ترامب توعّد في نهاية الأسبوع الفائت بـ”عقاب شديد” إذا ثبُت تورّط الرياض في مقتل خاشقجي، وفق ما أفادت تقارير.
وتؤكّد الرياض أنّ خاشقجي غادر القنصلية في ذلك اليوم، لكنّ بعض المسؤولين الأتراك تحدّثوا عن مقتله في القنصلية بأيدي مجموعة أُرسلت خصيصًا لهذا الغرض.
وحضّ إردوغان السعودية على كشف لقطات للفيديو تُظهر مغادرة خاشقجي مقر القنصلية.
-“تداعيات سيئة”-
وذكرت وسائل إعلام تركية أنّ السعوديين سمحوا الأسبوع الماضي بعملية التفتيش لكن هناك خلافات حول شروطها.
ويتمركز عشرات الصحافيين أمام القنصلية السعودية منذ اختفاء خاشقجي، بحثًا عن معلومات أو أيّ دخول أو خروج من القنصلية.
كان خاشقجي يكتب مقالات ناقدة لوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان في صحيفة “واشنطن بوست”. وهو يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2017.
ووجدت السعودية نفسها في موقع دفاعي منذ اختفاء خاشقجي، مع توالي التحذيرات لها بإمكان تعرّضها لعقوبات إذا ثبُت مقتل الصحافي.
ودعت وزيرة الخارجيّة الكنديّة الإثنين إلى إجراء تحقيق معمّق وشفّاف حول اختفاء الصحافي، وذلك خلال محادثة هاتفيّة مع نظيرها السعودي.
وأبلغت كريستيا فريلاند البرلمان الفدرالي بأنّ كندا “قلقة للغاية” بشأن اختفاء خاشقجي، وبأنها أبلغت ذلك إلى نظيرها عادل الجبير.
وأصدرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الأحد بياناً مشتركاً يُطالب السعودية بكشف ملابسات اختفاء خاشقجي.
وأفاد البيان بأنه “يجب أن يُسلّط الضوء على اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي”. وطالب الوزراء بإجراء “تحقيق يحظى بالصدقية” وذلك “ليتمّ تحديد المسؤولين” و”ضمان محاسبتهم”.
ودفعت تهديدات ترامب السبت بإمكان فرض عقوبات على السعودية إذا ثبُت الاتهام، وتزايد مطالب دول كبرى أوروبية لها بالكشف عن كلّ خيوط القضية، السلطات السعودية الى إطلاق هجوم مضاد.
فقد تعهّدت المملكة، وهي أكبر مصدّر للنفط في العالم، الأحد الردّ على أيّ إجراء يُتّخذ ضدها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول أنّ الرياض تؤكّد “رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية”.
وأكّد المسؤول أنّ السعودية “إذا تلقّت أيّ إجراء فسوف تردّ عليه بإجراء أكبر”.
– مقاطعة مؤتمر اقتصادي-
أفادت شبكة “سي أن بي سي” التلفزيونية الأميركية الأحد أنّ الرئيس التنفيذي لمصرف “جي بي مورغان” جيمس ديمون ورئيس مجموعة “فورد” بيل فورد عَدَلا عن المشاركة في منتدى اقتصادي ضخم مقرّر عقده بعد أسبوع في الرياض.
وبذلك تنضمّ هاتان الشخصيتان الكبيرتان في مجال المال والأعمال إلى لائحة تضمّ رجال أعمال ومؤسّسات قرّروا مقاطعة مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” للعام 2018 المزمع عقده من 23 حتى 25 الجاري وأطلق عليه اسم “دافوس في الصحراء” تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وكانت وكالة “بلومبرغ” وصحيفتا “فايننشال تايمز″ و”نيويورك تايمز” قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط تساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “أوبر” لخدمات النقل دارا خوسروشاهي إنّه لن يشارك في المؤتمر “إلاّ بعد أن تظهر مجموعة مختلفة تماماً من الحقائق”، مؤكداً أنّه “منزعج للغاية من التقارير”.
كما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسّس مجموعة فيرجين، أنّه علّق اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية بسبب اختفاء خاشقجي.
الا ان مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد اعلنت انها ستشارك في مؤتمر الرياض وكذلك وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين.