إعلام بريطانيا اسير مال السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2048
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كان المال السعودي العامل الأبرز في التأثير على مهنية وسائل الإعلام، عبر دفعها إلى إظهار السياسات السعودية على غير حقيقتها. تتمثل آخر فصول تلك العلاقة بين المال والإعلام بتغلغل المال السعودي في الإعلام البريطاني، عبر شراكة مع صحيفة “ذا إندبندنت”.
تقرير: محمد البدري
 ضمن مشروع لإطلاق مواقع إلكترونية إخبارية عبر الشرق الأوسط وباكستان، انضم موقع “ذا إندبندنت” الإلكتروني إلى مجموعة إعلامية تربطها صلات وثيقة بالعائلة المالكة في السعودية، في صفقة ستثير تساؤلات حول التأثير المتنامي للتمويل الخليجي في الإعلام البريطاني.
ستشهد الشراكة إطلاق 4 مواقع إلكترونية إخبارية تحت اسم “ذا إندبندنت”، باللغات العربية والأوردو والتركية والفارسية، بحلول نهاية عام 2018، وفقاً لما ذكر موقع “ذا اندبندنت”.
وبرغم أن المواقع الإخبارية ستحمل اسم “ذا إندبندنت”، إلا أن صحافيين سعوديين من “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” مقيمين في لندن وإسلام أباد وإسطنبول ونيويورك سيتولون إنتاج المحتوى. وستنحصر مساهمة “ذا إندبندنت” في المقالات المترجمة والمنشورة في الموقع الإنكليزي. وسيدعمها “موظفو عمليات في الرياض ودبي”.
ستتملك وستدير هذه المواقع “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” التي تولى رئاستها بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود الذي غادر منصبه، في شهر يونيو / حزيران 2018، ليصبح وزيراً للثقافة في المملكة، وهو الذي اشترى لوحة “مخلّص العالم” لليوناردو دي فينشي بـ 450 مليون دولار أميركي، نيابة عن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في ديسمبر / كانون الأول 2017.
وكان رجل الأعمال السعودي، سلطان محمد أبوالجدايل، الذي يشتهر بدوره في إدارة أموال الأسرة الحاكمة السعودية في الخارج تحت اسمه، قد اشترى 30 في المائة من أسهم “ذا إندبندنت”.
على الرغم من تطمينات “ذا إندبندنت” التي تكتفي بموقعها الإلكتروني بعد إيقاف طبعتها الورقية في عام 2016 من أن هذا التوسع “سيوفر أخباراً مستقلة وحرة ذات نوعية عالية، إضافة إلى تحليل مستقل حول الشؤون العالمية والأحداث المحلية”، بحسب زعمها، إلا أن أسئلة عدة تُطرح حول مدى خضوعها للسلطات السعودية في بريطانيا.
توجد خليفات عدة للمخاوف إزاء تغلغل المال السعودي في الإعلام البريطاني، إذ صنفت منظمة “مراسلون بلا حدود” السعودية في المرتبة 169 من بين 180 دولة على مؤشرها العالمي لحرية الصحافة، مؤكدة أن المملكة ليس لديها “إعلام مستقل” و”مستوى الرقابة الذاتية فيها شديد الارتفاع”.