“واشنطن تايمز”: الشكوك تتزايد في السعودية .. فوضى عارمة في الأفق ومستقبل المملكة يبدو مجهولاً
يعتبر قرار منظمة “أوبك” الأسبوع الماضي بخفض الإنتاج من النفط ضارا للمملكة العربية السعودية على المدى الطويل، فالمشاكل بالمملكة أصبحت اليوم أعمق بكثير، وتواجه عجزا كبيرا يتطلب المزيد من الاقتراض وتخفيض الدعم يجلب المزيد من الألم على السكان الذين اعتادوا على حياة سهلة.
وأوضحت صحيفة “واشنطن تايمز” أن السعودية تمكنت من تجاوز غليان الربيع العربي في المنطقة باستخدام احتياطي الربح النفطي، لكن اليوم المملكة في وضع مختلف وهي تواجه الضغوط المتزايدة التي قد تؤدي في النهاية إلى عدم الاستقرار السياسي، خاصة مع خفض الدعم والرواتب للسعوديين الذين اعتادوا على الازدهار بسبب النفط في حين أن الحكومة اليوم تواجه عجزا هائلا لا سيما على مدى العامين الماضيين.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الرواتب تتراجع والتكاليف ترتفع، وهذا الواقع يعزز الإحباط لدى الكثير من الناس العاديين، لاسيما وأنه مؤخرا أحرق عمال البناء الحافلات أثناء المظاهرات في مكة المكرمة لأنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهور. كما أن حالة عدم اليقين السياسي الناجمة عن التنافس على العرش بين ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ونائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جعل المسؤولين الأمريكيين يشعرون بكثير من القلق بشأن احتمال انهيار النظام السعودي، خاصة وأن نجل سلمان متهور وأغرق المملكة في حرب لا معنى لها ومكلفة في اليمن، فضلا عن الأمن الداخلي الذي يعتبر مشكلة أخرى أمام المملكة.
واعتبرت واشنطن تايمز أنه قد تحدث صدمات سياسية عديدة في المملكة خلال الفترة المقبلة منها، حدوث انقلاب هادئ في القصر قبل وصول المنافسة إلى باقي عشيرة آل سعود، أو تحدث الاضطرابات المدنية التي سينتج عنها مجموعة من الأهداف، أي ما يعني فقدان القدرة على الحكم وانتشار الفوضى العارمة.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن انقلاب القصر هو الأقل تأثيرا لأن المملكة ستكون فيه قادرة على الحفاظ على الاستقرار والاستمرارية من خلال هذه العملية، وهذا السيناريو إلى حد ما هو الأكثر احتمالا للوقوع، خاصة وأنه يتبعه عددا أقل من المخاطر التي تهدد الاستقرار السياسي في المملكة العربية السعودية والمصالح الغربية في المملكة.
واختتمت الصحيفة بأن الشباب السعودي العاطل عن العمل بعد عقود من التلقين الإسلامي الأصولي، ربما لن يتبنى القيم الديمقراطية الليبرالية إذا ما أصبحت المملكة في حالة يرثى لها، وقد يطغى على عدد قليل من الليبراليين ويتم الاستيلاء على المملكة من قِبل عناصر معادية للغرب.