الكشف عن رسالة من شارون إلى الملك السعوديّ الراحل عبد الله في العام 2005 يدعوه للتعاون وتل أبيب تعتبرها ردًا إسرائيليًا رسميًا على المبادرة السعوديّة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1912
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة -“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، كشفت النقاب عن رسالة بعثها رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون إلى الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2005.
ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها إلى أنّه في الرسالة عبّر شارون عن أمله بأن المملكة العربية السعودية، تحت قيادة جلالتكم القوية، ستمارس سلطتها ونفوذها لتشجيع القوى المعتدلة في المنطقة وتعزيز فرص السلام والاستقرار والازدهار، على حدّ تعبير شارون.
رئيس الوزراء الإسرائيلي مدّ يد الصداقة للملك وأمل أن تتاح له الفرصة للتعاون والعمل معكم شخصياً لدفع هدفنا المشترك للسلام. لكن شارون أصيب بسكتة دماغية بعد ثلاثة أسابيع من إرسال عرضه للملك السعودي.
وجاءت الرسالة بعد نحو ثلاثة أشهر على الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وقال فيها شارون: إننا نعتقد أن فك الارتباط مؤخراً من قطاع غزة وشمال الضفة قدم فرصة جديدة وتاريخية للمضي قدماً في عملية السلام، مضيفاً: كانت هذه فترة حساسة وحرجة في المنطقة، ونحن نكافح للحفاظ على الزخم الذي أوجده فك الارتباط، كما جاء في الرسالة التي تُنشر لأول مرّة. تلك الرسالة، حسب الصحيفة الإسرائيلية، نقلها شخص يهودي مولود في العراق ويعيش في الخارج يدعى موشيه بيريتز وتربطه علاقة مقرّبة بصهر الملك عبد الله.
يُشار إلى أنّ صحيفة “جيروزاليم بوست” وضعت الرسالة في إطار الحديث الدائر حالياً في القدس حول التقاء مصالح فريدة من نوعها بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وذكّرت الصحيفة أيضًا بأن الرسالة كتبت بعد ثلاث سنوات من إطلاق السعودية مبادرة السلام العربية عام 2002، وهي تضع حدّاً لشائعة أن شارون لم يردّ على الخطة السعودية، كما قالت المصادر الإسرائيليّة للصحيفة.
من جهته وصف السفير الإسرائيلي السابق في مصر إسحق ليڤانون الرسالة بأنها وثيقة تاريخية هامة ودليل على أن إسرائيل عملت وراء الكواليس لتحريك عملية السلام إلى الأمام.
وتؤكد أيضاً أن هناك علاقات مع السعوديين، كما نقلت عنه الصحيفة.
على صلة، وتحت عنوان ‘عدو عدوي هو صديقي’، نشر مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، دراسة جديدة عن العلاقات السريّة بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعودية، جاء فيها أنّه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسيّة عادية بين الدولتين، إلا أنّ المصالح المشتركة بينهما، منع إيران من الوصول إلى القنبلة النوويّة ومنع الجمهورية الإسلاميّة من التحوّل لدولة عظمى في المنطقة، وأدّت في الآونة الأخيرة إلى تقارب كبير بين الرياض وتل أبيب.
وعلى الرغم من أنّ السعودية تشترط التقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحسين علاقاتها مع الدولة العبريّة، فإنّ هناك بوناً شاسعًا بين وجود علاقات دبلوماسيّة كاملة وبين القطيعة التامّة بين الدولتين، الأمر الذي يمنحهما الفرصة للعمل سويةً بعيدًا عن الأنظار، كما قالت الدراسة. وبرأي الدراسة فإنّ المبادرة السعودية، التي تحوّلت إلى مبادرة عربيّة، كان هدفها الأساسيّ تحسين صورة المملكة بعد أحداث سبتمبر 2001، ورفضت السعودية جميع المحاولات الأمريكيّة للتقرّب من إسرائيل، كما فعلت في حينه كلّ من قطر وسلطنة عمان، كما أعلنت المملكة في مناسبات عديدة عن أنّها لن تقوم بأيّ خطوة إيجابيّة نحو إسرائيل بعد المبادرة العربيّة، إلا إذا حدث الاختراق في المفاوضات بين تل أبيب ورام الله.
ولكنّ الدراسة لفتت إلى أنّ الاطلاع على وثائق (ويكيليكس) تؤكّد لكلّ من في رأسه عينان على أنّه بين الرياض وتل أبيب جرى حوار سريّ ومتواصل في القضية الإيرانيّة. بالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة، إنّ الوثائق أثبتت أنّ العديد من الشركات الإسرائيليّة تقوم بمساعدة الدول الخليجيّة في الاستشارة الأمنيّة، وفي تدريب القوات الخاصّة وتزويدها لمنظومات تكنولوجيّة متقدّمة، علاوة على لقاءات سريّة ومستمرة بين مسؤولين كبار من الطرفين.
كما تبينّ، زادت الدراسة، أنّ إسرائيل قامت بتليين سياسة تصدير الأسلحة إلى دول الخليج، بالإضافة إلى تخفيف معارضتها لتزويد واشنطن بالسلاح لدول الخليج، وذلك في رسالة واضحة لهذه الدول أنّه بالإمكان التعاون عوضًا عن التهديد، كما أنّ إسرائيل تتمتّع بحريّة في بيع منتجاتها في دول الخليج، شريطة أنْ لا يُكتب عليها أنّها صُنّعت في الدولة العبريّة.
وأشارت الدراسة أيضًا أنّ السعودية والدول الخليجيّة تعرف مدى قوة إسرائيل في أمريكا ومدى تأثيرها على قرارات الكونغرس، وبالتالي فإنّ هذه الدول ترى أنّه من واجبها الحفاظ على علاقات معينّة مع تل أبيب، ولكن العلاقات الطبيعيّة لم تصل حتى الآن إلى موعدها، ذلك أنّه بدون إحداث اختراق في العملية السلميّة مع الفلسطينيين، لا يُمكن التقدّم أكثر في العلاقات.
وأوضحت الدراسة أنّه لا يُمكن من اليوم التنبؤ فيما إذا حدث اختراق في العملية السلميّة، وهل هذا الأمر سيقود إلى ربيع سياسيّ بين إسرائيل والسعودية، وباقي دول الخليج، لافتةً إلى أنّ السعودية اشترطت تنفيذ طلبات الغرب بإجـراء الإصلاحات وتحسين العلاقة مع إسرائيل ولعب دور إيجـابيّ في المنطقـة بالتقـدّم على المسار الفلسطينيّ.