يا حكام الخليج أنقذونا وأنفسكم قبل أن يحل غضب الله علينا جميعا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2982
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

محمد صالح المسفر
 يا حكام الخليج أنقذونا وأنفسكم قبل أن يحل غضب الله علينا جميعاً
لماذا الخوف على امن الخليج من إيران بما يستدعي تواجد قوى استعمارية في المنطقة؟
بعدائكم لحزب الاصلاح باليمن بذريعة محاربة الإخوان ترتكبون خطأ استراتيجيًا رهيبًا ستندمون عليه حين لا ينفع ندم.
بيان رسمي سعودي ينسف جهودا وآمالا عاشها أهل الخليج لثلاثة ايام من الاتصالات بين العواصم الخليجية المعنية.
هل تحولت الدولة السعودية من دولة متبوعة إلى تابعة تحركها وتسير سياستها أيد وعقول لا تملك خبرة ومكانة القيادة السعودية؟

* * *

(1)
عاش الشعب العربي في الخليج في مطلع الاسبوع الماضي فترة امل ان ازماته "حصار قطر، وحرب اليمن، والتدخل في ليبيا، وفي تونس والسودان بأموال الخليج وتدافع اساطيل القوى الغربية نحو الخليج تحت شعار حماية أمن الخليج" ستجد حلا مرة والى الابد.
فتأمل اهل الخليج ان حصار قطر من الاشقاء والذي لم يسلم احد من آثاره السلبية حكومات ومؤسسات عامة وخاصة وفردية اوشك على ان يرفع.
ذلك الامل رافق الرسائل الخطية التي تم تداولها بين قادة السعودية والكويت وقطر، استبشر الناس خيرا وقالوا قرب الفرج وعاد العقل والحكمة الى رؤوس قادة الحصار والحرب في اليمن.

(2)
أمير دولة الكويت و"حكيم الخليج" الشيخ صباح، وهو يعد حقائبه للسفر الى أمريكا لمقابلة الرئيس الامريكي استكمالا لمشروعه السلمي في الخليج، خرجت علينا وكالة الانباء السعودية ببيان رسمي ينسف كل الجهود والآمال التي عاشها أهل الخليج لفترة ثلاثة ايام من الاتصالات بين العواصم المعنية في الخليج العربي.
وترد الخارجية القطرية ببيان تفند ما جاء في البيان السعودي من مغالطات وحجج واهية، وهنا ازدادت الهوة بين قطبي الحصار "الرياض وابوظبي" ودولة قطر، وفقد الناس الامل الذي كان يحدوهم نحو الانفراج.
يورد بعض المهتمين بالشأن الخليجي من العرب ان هذا الارتداد السعودي جاء نتيجة لاتصالات سريعة بين القاهرة والرياض وابوظبي ترفض اي تقارب مع قطر او حتى محاولات تخفيف الحصار عنها. في أحد المجالس "الديوانيات" طرح احد رواد المجلس سؤالا استنكاريا مؤداه:
هل تحولت الدولة السعودية التي كانت متبوعة من جميع الدول العربية والاسلامية الى دولة تابعة تحركها وتسير سياستها الخارجية وحتى الداخلية ايد وعقول لا تملك من الخبرة والمكانة ما تملكه القيادة السعودية؟
هل تجمد العقل وانعدمت الحكمة التي كانت تدار بها السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة مرورا بملوكها الخمسة الراحلين؟ والحق، انه امر غريب عجيب ان يتحول المتبوع الى تابع.

(3)
في الخليج العربي بلغ السيل الزبى، فقد تكاثرت اساطيل الدول الاستعمارية برا وبحرا وجوا، برغبة بعض حكام الخليج، ذات الاطماع في ثروات خليجنا العربي، واستغلال مكانته الاستراتيجية، بذريعة حماية أمن الخليج من إيران، وخطوط الملاحة البحرية، وحماية ناقلات النفط من تعرضها لأي مانع يحد من ابحارها.
والسؤال الذي يطرح هنا: أليست ابوظبي والرياض تملكان اقوى واكبر سلاح جوي فتاك كما تقول المعلومات الصادرة من تلك العواصم، وانهم يملكون صواريخ هجومية عالية الدقة كما يملكون صواريخ مضادة للصواريخ الايرانية؟
وراح بعض مشاهير الشاشة في الرياض يبشرون بأنهم يستطيعون تدمير ايران ومحوها من الجغرافيا، اذا كان هذا صحيحا فلماذا الخوف على امن الخليج من ايران او غيرها الامر الذي يستدعي تواجد قوى استعمارية في المنطقة؟.
يقول الرئيس الامريكي ترامب اننا نحميكم من ايران وعليكم ان تسددوا فواتير الحماية، معنى ذلك أن هذه الأساطيل مدفوعة التكاليف من بعض حكام الخليج بينما مواطنوهم يعيشون تحت قهر العُسرة.
فأسعار البترول الاستهلاكي اليومي ارتفعت في معظم دول الخليج بأسعار خيالية، ضرائب فرضت على الناس، أسعار الكهرباء والماء في بعض الدول الخليجية لا تقل ارتفاعا عن اسعار البترول المستهلك لسير المركبات، اسعار تذاكر السفر جوا لا تطاق.
وفي يقيني كل ذلك من اجل توفير اموال لتسد العجز في ميزانية تلك الدول نتيجة الانفاق على التواجد الاجنبي المسلح في المنطقة وعلى استرضاء الرئيس الامريكي ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بخطواته وقراراته السياسية.

(4)
يا حكامنا الميامين، لماذا تزجون بأنفسكم ومواطنيكم واموالكم في نزاعات لن تعود عليكم بالنفع؟، حرب اليمن هدفها استرداد العاصمة صنعاء من الحوثيين الذين بغوا على الحكومة الشرعية كما اعلنتم، والمفروض ان الحرب تدور رحاها في صنعاء وتخومها وتمتد الى صعدة شمالا وما جاورها.
لماذا تنتشر الحرب الى جنوب اليمن بعيدا عن ميدان المعركة مع الحوثيين، وتختلقون حربا وتزرعون عداوات لكم ولمواطنيكم في خاصرتكم الجنوبية.
المجال الحيوي للسعودية امنا واقتصادا وقوة يكمن في اليمن الموحد لا اليمن المفكك اليمن القوي لا اليمن الضعيف. ان الحرب في جنوب اليمن اليوم بقيادات ما يسمى المجلس الانتقالي واجهزته المسلحة من قوات الحزام الامني والنخب وغير ذلك من المليشيات المسلحة تستهدفكم. انها في الجنوب اليمني للتمكن والتطويق واحكام الطوق عليكم من الشرق والجنوب والغرب، البحر الاحمر.
بعدائكم لحزب الاصلاح في اليمن تحت ذريعة محاربة الإخوان المسلمين ترتكبون خطأ استراتيجيا رهيبا ستندمون عليه عندما لا ينفع الندم.
أعترف بأني لست من انصار الإخوان المسلمين او اي حزب ديني اينما كان، ولكنكم تتخلون عن سلاحكم العقائدي الذي يستطيع مواجهة حزب وتنظيم عقائدي اخر كما هو الحال في اليمن "الحوثيين".
فهذا التنظيم "الحوثيين " يجد سندا له يشد من ازره مالا وسلاحا واعلاما وتوجيها، وانتم تمعنون في قتل واضعاف حليفكم العقائدي في اليمن وغيره.
اني لكم ناصح امين شدوا من أزر السلطة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور حليفكم لفرض هيبتها وسلطانها على العاصمة اليمنية الثانية عدن وكل الجنوب من المهرة شرقا وحتى البحر الاحمر غربا. ان الحوار الجاري في جدة الذي فرضتموه على السلطة الشرعية اليمينة مع الانفصاليين لن يجلب لكم الاستقرار.
إذا اردتم الحوار الناجح والمجدي بين مكونات الشعب اليمني فعودوا الى "الحوار الوطني" الذي جمع كل مكونات الشعب اليمني السياسية والقبلية والمذهبية والذي اصبحت مخرجاته مطلبا وطنيا يمنيا لتحقيق العدالة والمساواة بين الناس في اليمن.
آخر القول: النصيحة لأهلنا في الرياض شدوا أزركم بإخوانكم في قطر برفع الحصار أولا، وشدوا أزركم في اليمن بـ"الحوار الوطني" وايقاف الحرب الى جانب التصالح مع الجبهة الداخلية، وبذلك تحققون أمنكم واستقراركم وتستعيدون هيبتكم في المحتمع الدولي التي اهتزت في الأعوام الأخيرة.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر
المصدر | الشرق القطرية