تفجيرات عدن… هل انقلبت القاعدة على السعوديين!؟
هشام الهبيشان
هاهي الحرب السعودية على اليمن، تُقارب نهاية النصف الأول من عامها الثاني، دون تحقيق أيّاً من نتائجها ،سوى تسليم أجزاء واسعة من الجنوب اليمني لـ”لقاعدة وداعش “،ومايجري اليوم بعدن بالتحديد من تفجيرات هو دليل على فشل العدوان السعودي ،فالقاعدة وداعش تتمدد بشكل كبير وسط صمت وعجز من محور العدوان على تمدد هذه المنظمات المتطرفة .
أن ما جرى باليمن خلال عام ونصف العام ،شكل علامة فارقة بتاريخ الدولة اليمنية وبتاريخ الدولة السعودية ، فالحرب السعودية على اليمن إخذت أنماطاً عدّة، وأهدافاً خبيثة سوف ترتد اجلآ أو عاجلآ على الداخل السعودي كما يقرأ ويتحدث معظم المتابعين، فاليوم هنالك معلومات موثّقة تقول إنّ هناك تمدد كبير للمجاميع المتطرفة بالداخل اليمني “داعش أو القاعدة وغيرها ” وتشير هذه المعلومات إلى إن هنالك ما بين 23 إلى 27 ألف مُسلّح متطرف، يقاتلون في شكل كيانات مستقلة مثل “القاعدة وداعش”، وتفيد المعلومات عينها، بأنّ هنالك مخططاً ما، تحضّرهُ بعض القوى بمحور العدوان على اليمن، يستهدفُ إدخال الدولة اليمنية بكلّ أركانها بحرب طويلة عن طريق الزج بآلاف المقاتلين “المتطرفين” إلى ساحات المعارك، ولكن هذه الإستراتيجية التي تتبعها بعض قوى محور العدوان على اليمن ،من المؤكد أنها سترتد عليهم اجلآ أم عاجلآ كما تحدثنا ،وهناك تجارب كثيرة بالتاريخ أثبتت عقم المخطط السعودي باليمن لا وبل أثبتت أن هذه المخططات سترتد على صانعيها مهما طال الوقت أو قصر .
وهنا لا يمكن أنكار حقيقة إنّ هذه القوى المتطرفة المذكورة،ساهمت إلى حد كبير بدعم عدوان قوى محور العدوان على اليمن بشكل مباشر أو غير مباشر وخاصة بمعارك الجنوب اليمني ،ولكن الذي حصل بعد ذلك هو سقوط الجنوب اليمني في الفوضى العارمة نتيجة تمدد المجاميع المسلحة المتطرفة في عدن ومحيطها بالتحديد، ولولا يقظة القوى الوطنية اليمنية منذُ اللحظة الأولى لانطلاق العدوان بمرحلته الثانية على شمال اليمن لكانت كل اليمن سقطت تحت رحمة المجاميع المسلحة المتطرفة ، فقد أدركت هذه القوى الوطنية حجم خطورة الحرب مبكراً، وتنبهت لخطورة ما هو قادم، ورغم ماجرى بجنوب اليمن وبعض مناطق شماله، ورغم تمدد المجاميع المسلحة المتطرفة “داعش والقاعدة وغيرها ” بعد ما يُقارب العام على هذه الحرب العدوانية ، مازال واضحاً، إنّ اليمنيين يملكون القدرة على التصدي للعدوانان المتكاملين من السعودية ومحورها ومن داعش والقاعدة ومن معهما ، ومايدلل على كلّ ذلك، هو صمود اليمنيين بشمال اليمن، والعمل على إستعادة جنوبه والتعمق والسيطرة على مناطقٍ بالجنوب السعودي.
ومع استمرار فصول الصمود اليمني أمام موجات الزحف المُسلّح بمحيط العاصمة “صنعاء “من قبل هذه القوى، وانكسار معظم هذه الموجات سابقاً على مشارف مدينتيّ تعز ومأرب، فاليوم تسعى الدول الشريكة في الحرب على اليمن إلى الانتقال إلى استراتيجية نشر المجاميع المتطرفة في شمال اليمن لادخال الدولة اليمنية بحرب استنزاف، لكل موارد وقطاعات الجيش اليمني وحلفائه،في محاولة أخيرة لإسقاطهم، ورغم ذلك فما زال الجيش اليمني وحلفائه، ممثلين بالقوى الوطنية، قادرين على أن يبرهنوا للجميع، أنهم قادرين على الصمود، والدليل على ذلك قوّة وحجم التضحيات والانتصارات التي يُقدّمها الجيش اليمني وحلفائه “أنصار الله” ، والتي انعكست مؤخراً بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يُسمّى بـ “داعش والقاعدة ومن معهم ” في مناطقٍ واسعة، شمال وشمال غرب وشمال جنوب اليمن.
ومن هنا نستطيع أن نقرأ ومن خلال ماجرى مؤخراً من تمدد لـ”داعش والقاعدة ومن معهم ” في جنوب اليمن ،إن الأدوار والخطط المرسومة، بشنّ الحرب على اليمن، قد تغيرت وخصوصآ مع تمدد هذه القوى المتطرفة وانقلابها بشكل أو بآخر على السعوديين ومن معهم من اليمنيين بجنوب اليمن وما يجري بعدن اليوم هو خير شاهد عل مانتحدث به .
ختاماً، أن ما يجري بجنوب اليمن وبمدينة عدن بالتحديد من تمدد للمجاميع المسلحة المتطرفة ،يؤكد أن السعودية ومن معها بحربها على اليمن قد أرتكبت اخطاء جسيمة كبرى وسيكون لها ارتدادت كارثية كبرى على السعودية بشكل خاص وعلى معظم دول الخليج بشكل عام ،وهذا يُحتّمُ على القوى الوطنية اليمنية وبكلّ أركانها، التحرك الفوري لإعادة تمتين الجبهة الداخلية أكثر وأكثر، حتى وإن كان ذلك على حساب تنازلات مجتمعية ومصالحات وطنية كبرى وعقلانية، تقومُ بها هذه القوى الوطنية، للتخفيف من وطأة وآثار تمدد هذه المجاميع المسلحة المتطرفة ،لأن استمرار تمدد فكر ونهج هذه القوى المتطرفة سيكون لها تداعيات كارثية على مستقبل الداخل اليمني ،الذي تتحمل السعودية ومن معها مسؤولية تفتيت هذا الداخل اليمني من خلال حربها العدوانية الظالمة على اليمن كل اليمن ،والتي بدأت أثار ونتائج هذه الحرب العدوانية الظالمة ترتد بشكل أو بآخر على السعودية نفسها .
كاتب وناشط سياسي – الأردن