صحف عبرية تقترح دورا للسعودية بعد “نصرٍ واهمٍ” لكيان الاحتلال

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 111
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الموقف السعودي اليوم من ما يجري في لبنان ومن الحرب التي أتمّت قرابة العام في غزة؛ يجعلها في الذهن العربي أكثر اصطفافاً الى جانب خيار “الموافقة والتصديق” على خيارات أميركا في المنطقة مهما كلّفت هذه الخيارات من دماء “سنّيّة” كانت أم “شيعية”. وفيما ورقة التطبيع بين الكيان الاسرائيلي والسعودية وُضعت جانبا -إعلاميا في الحد الأدنى-، إلا أن فكرة التطببع ما تزال موضوعةً كخطوة لا بد من استكمالها كتتمة لما تصبو اليه “إسرائيل” من اوهام نصر إقليمي. تتنكّر شريحة واسعة من الداخل الصهيوني لحقيقة سبق أن أكد عليها الامين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصر الله عن أن مسار المقاومة وخط حزب الله بالتحديد غير منوط بشخص واحد أو بقيادات، وهذا يأتي خلافاً لبنية الكيان الصهيوني. وعلى هذا الأساس ما تزال فئات “نخبوية” في الداخل الإسرائيلي تظن بأن اغتيال السيد نصرالله جلب لها نهاية الصراع الطويل مع الجبهة اللبنانية المُقاومة. فكتب أوري هالبرين في “جيروزاليم بوست” العبرية، مقالا أعاد فيه ووفق مخيلته رسم مشهد للمنطقة على خلفية الاغتيالات الاخيرة التي نفذتها آلة القتل الصهيو -أميركية على الأراضي اللبنانية. اعتبر هالبرين أنه “حان الوقت المناسب للتوصل الى اتفاق سياسي استراتيجي” يُعيد وفق مقاله ” خلق واقع أمني جديد قادر على تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط في المستقبل”. ووفقا له فإن الخطوة الأهم في هذا المسار تكون من خلال “حلف إسرائيلي- سنّي” بقيادة السعودية. وعلى حد المشهدية التي رسمها فإن “الاستراتيجية الجديدة يجب أن تنفذ على مراحل. ففي الأمد القريب، يجب تحقيق أهداف الحرب ـ إعادة المختطفين، وتدمير القدرات العسكرية لحماس، وعودة سكان الشمال إلى ديارهم بسلام”. ويُكمل: “وفي الأمد المتوسط، لا بد من إقامة تحالف إقليمي استراتيجي قائم على المصالح المشتركة مع العالم السني بقيادة السعودية. وهذا من شأنه أن يحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. ولابد أيضاً من إقامة حكومات سنية معتدلة في الساحات الفلسطينية واللبنانية والسورية”. يتابع مقال “جيروزاليم بوست”: “على المدى البعيد، لابد من التوصل إلى ترتيب دولي مع إيران، لتقليص نفوذها في الدول التابعة لها مثل اليمن والعراق في مقابل تخفيف العبء الاقتصادي على الشعب الإيراني”. معتبراً “أن انتخاب رئيس معتدل في إيران مؤخراً يمنحنا الأمل في إعادة النظر في المصالح الإيرانية في المنطقة”. وبمزيد من “الخيال الخصب” للكاتب، يرسم -كما سبق ان رسموا بدعة الأسبوعين للقضاء على حماس- سيناريو تدمير “القوة العسكرية الاستراتيجية المتبقية في لبنان”. وبعد هذا “وبمساعدة الولايات المتحدة، يتعين علينا أن نتحرك لاستغلال القوة السعودية والدولية لإعادة إعمار لبنان، وخلق الظروف لإجراء انتخابات وتشكيل حكومة لبنانية تتحمل المسؤولية المتجددة عن بلدها. ويتعين على لبنان أن يتخلى عن القوى الأجنبية التي تدخلت في مصالحه لعقود من الزمن”. سيناريو متطابق مع سيناريو غزة، لكنه لا يتواءم بواحد بالمئة مع واقع اختلاف الواقع بين لبنان وغزة. تماشيا مع أطروحة التطبيع، اعتبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحاول استغلال حدث الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ عام من أجل التحوُّل من شخص منبوذ إلى حليف”، موضحة أنّ بن سلمان “ينتظر الخطوة الإسرائيلية لإتمام التطبيع العلني”. ونقلت عن كبير الباحثين ورئيس قسم الخليج في “معهد دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي، يوئيل جوزانسكي، قوله: “بن سلمان يحمل إلى حد كبير مفاتيح السلام في المنطقة، وهو زعيم دولة مهمة جداً لإسرائيل الإقليمية، خاصة فيما يتعلَّق بإيران”. وأشار إلى أنّ “بن سلمان يريد إدخال المملكة إلى حقبة جديدة، ويرى أنّ الاتفاق مع إسرائيل جزء من هذه العملية، ليس بسبب إسرائيل، بل بسبب ما سيحصل عليه من الولايات المتحدة”. وأضاف “يريد حقاً تعزيز العلاقة مع الأميركيين. يريد الحصول على اتفاقية دفاع، ويريد اتفاقاً مدنياً نووياً. هذه الأشياء ستكرِّمه وتعزِّز مكانته كملك”. وتابع جوزانسكي قوله: “حتى لو كان هناك اتفاق تطبيع وتم إضعاف حركة حماس بشكل كبير، أشك بأنّنا سنرى تورُّطاً فعلياً للسعوديين في قطاع غزة، لكنّنا سنرى تورطاً اقتصادياً ودعماً سياسياً للهيئة التي ستحل محل حماس”، فـ”السعودية لا ترسل عادة جنوداً ولا يبدو أنّها ستفعل ذلك الآن”، بحسب جوزانسكي.