“جريمة ارتكبت في حق الشعب المصري ولن تمر مرور الكرام والكل مدان”.. الغضب يتواصل شعبيا وبرلمانيا بعد موت مئات الحجاج..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 436
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

القاهرة- ” رأي اليوم “- محمود القيعي:

تواصل الغضب في مصر شعبيا لليوم الثالث على التوالي بعد الإعلان عن وفاة أكثر من 500 حاج مصري وسط تساؤلات ملحة عن الأسباب الحقيقية وراء زيادة حالات الوفاة هذا العام بشكل غير مسبوق. عادل حنفي، نائب رئيس اتحاد المصريين بالسعودية، كشف عن تفاصيل التنسيق المصري السعودي بشأن جثامين الحجاج المصريين.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن أغلب جثامين الحجاج المصريين تم دفنها بالفعل في العاصمة المقدسة مكة المكرمة.

وعن جثامين الحجاج المصريين مجهولي الهوية، قال إن جثامين مجهولي الهوية يتم حاليًا التعرف عليها في المملكة العربية السعودية بسهولة عن طريق الصفات الحيوية أو كما يسمى البصمة، إذ إنه بمجرد أخذ بصمة المتوفى تظهر كل البيانات الخاصة به.

في ذات السياق

قال النائب أحمد عاشور، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن جشع وطمع العديد من الشركات السياحية هو ما تسبب في أزمة الحجاج التي شهدها موسم الحج هذا العام، ووفاة مئات الحجاج المصريين غير النظاميين بالمملكة العربية السعودية، بالرغم من الأموال الطائلة التي حصلوا عليها من الحجاج، مستغلين

رغبتهم في تأدية الفريضة.

واتهم عاشور شركات السياحة الوهمية بالتسبب في توريط الحجاج المصريين وتعريض حياتهم للخطر في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مطالبا بتوقيع عقوبات رادعة في حالة ثبوت تورط بعض شركات السياحة فيما حدث، وبيعهم الوهم للبسطاء بأداء فريضة الحج بتلك الطريقة المهينة واستخدام كل وسائل الاحتيال والنصب، محققين

ملايين الجنيهات من وراء ذلك.

وأكد أن الموضوع لن يمر مرور الكرام على من ارتكب هذه الجريمة في حق الشعب المصري، واصفا أغلبية من قاموا بهذه الجرائم ب «السماسرة».

من جهته قال السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن الشائعات والمعلومات عن وفاة الحجاج المصريين -غالبيتهم من غير النظاميين وهم الذين دخلوا السعودية بتأشيرات زيارة وسياحة وغير مصرح لهم بالحج مثلهم مثل المقيمين بالسعودية من سعوديين ووافدين والذين لا يسمح لهم أيضا بالحج إلا بتصريح حج – تتوالى وتتكاثر.

ووصف الواقعة بأنها محزنة ومؤسفة وتدعو للأسي والغضب.

وأضاف: “جميعنا مشاركون في هذه الخطيئة سواء حكومتنا أو حكومة السعودية، أو شركات السياحة في مصر وتجار آخرين بجشعهم وطمعهم أو بالمنتفعين من هذه المخالفات علي الجانب السعودي من مصريين وسعوديين وغيرهم، وكذا الحجاج أنفسهم بسلوكهم الذي يتعارض وأركان الدين وصحيح الإسلام، ثم التقصير المعهود لإعلامنا كالعادة”.

وقال إننا لا نستطيع أن نلوم السلطات السعودية فيما تقوم به من إجراءات وترتيبات هي في صالح أمن وتأمين موسم الحج وسلامة الحجيج أنفسهم، مبديا امتعاضه وأسفه للحملة الظالمة التي تشهدها مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام ضد السعودية.

وقال إن مشاهد اقتحام المساكن بهذا الطريقة العنيفة وغير المقبولة وغير الآدمية يعود في معظمه إلي سلوكيات سماسرة الحج وإلي الحجاج المخالفين من مختلف دول والعالم وأكثر من ثلثيهم مصريون للأسف.

وقال إن أنفسنا هانت علينا، فهانت علينا كرامتنا وأهدرنا بأيدينا حرمة شعيرة الحج ووقار الحجيج ، وفسرنا بأنفسنا وبشكل غير دقيق جملة “حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا”.

واختتم قائلا: “كتبت علي صفحتي منذ ثلاثة أشهر عن إعلانات الحج المخالف التي امتلأت بها وسائل الإعلام ومواقع التواصل في مصر قبل موسم الحج الحالي ببضعة أشهر. وطالبت بتدخل الدولة للقبض علي هؤلاء التجار الذين يستغلون عواطف الناس وحلمهم المشروع في أداء الفريضة واضطرارهم للجوء لهؤلاء السماسرة بعد أن ارتفعت تكاليف الحج الرسمي وبالغت شركات السياحة في تقدير أرباحها وبكل جشع وطمع ودون أدني تدخل مؤثر من الدولة. وإلي درجة أن تكاليف الحج في مصر تفوق تكاليفة في أحيان كثيرة مثيلتها في أكبر وأغني بلاد العالم. وأنا شاهد عيان علي ذلك.

وعايشت الأمر بشكل مباشر في كل العواصم التي عملت بها وفي السعودية ذاتها بحكم عملي في سفارتنا في الرياض ومشاركتي لمدة أربع سنوات كاملة في الإشراف علي بعثة الحج الرسمية المصرية.

تفاقمت المشكلة هذا العام بسبب زيادة عدد حاملي تأشيرات الزيارة والسياحة.. ووصلت إلي هذه الدرجة المحزنة .وأتوقع أن تتفاقم أكثر في الأعوام القادمة مالم تتم اجتماعات مصرية سعودية لبحث الأمر بهدوء ومن مختلف جوانبه والتوصل إلي ترتيبات عملية وقابلة للتنفيذ تحول دون تكرار هذه المأساة، ودون مساس بحقوق حاملي تأشيرات الدخول للمملكة أو تقليصها.. وكذا الحق المشروع لكل مسلم في بلدنا في الحج والعمرة دون ابتزاز علي نحو أتاوة المنصة الإلكترونيةوالملصق الإلكتروني أو ترك شركات السياحة تبالغ في تقدير ما يحلو لها من تكاليف أو السعي لتقليص الأعداد بمختلف الوسائل”.

وأردف قائلا: “الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة ويجب أن نحسن الإعداد له وتيسير أداء الشعيرة لكل مسلم قادر مستطيع وبوسائل تحافظ علي هيبة الشعيرة وكرامة الحجاج”.