أصوات رسمية تعلو ضد التفرّد السعودي بشؤون الحج

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 379
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تمارس السلطات السعودية مختلف أصناف التنكيل بفريضة الحج؛ فإلى جانب رفع التكلفة بشكل لا يتناسب مع قدرات ملايين المسلمين حول العالم كاسرة بذلك قاعدة أحقية جميع المسلمين بأداء مناسك الحج، قامت أيضا بتحديد نسبة معينة من كل بلد ليكونوا محظيين بالحصول على فرصة الحج. إلى ذلك؛ يأتي التنكيل بالحجاج حتى بعد أن يحصلوا على تأشيرة الحج؛ فقد يتم اعتقال وترحيل الأفراد قبل تمكنهم من أداء المناسك ورغم قانونية كل الإجراءات لديهم، وهي حالات عديدة تعرض لها أفراد من جنسيات عديدة منهم الإيرانيين ومنهم من العراقيين. هناك بعض الدول التي قد تتلقى الفعل السعودي الذي يستهدف أفرادا من شعبها بشكل حذر حرصا منها على حساسية العلاقات الدبلوماسية بينها وبين “السعودية”، لكن الحال لم ينطبق على الموقف الحكومي والعشائري في العراق. حيث اعتقلت الشرطة السعودية عددا من الحجاج العراقيين وغيّبت بعضهم بفترة معينة. في السياق، أكدّت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن ما تنتهجه السعودية بحق الحجاج العراقيين مخالف لكل الأعراف والبروتوكولات السياسية، وأنها – أي السعودية – تتعامل مع الحجاج بنفس سياسي مقيت دون وجه حق، مشدّدة في بيان على “أن تصرفات السعودية ستتسبب بتشنج العلاقات بين البلدين رغم أننا كنا نأمل أن يكون هناك تقارب حقيقي”. بدوره، خاطب الرئيس العام لعشائر السادة الشريفية، سليم كاظم الناجي، رئيس الوزراء، قائلًا، “لا يخفى عليكم أن الواجب على كلّ من يحب وطنهُ وشعبهُ من الحجاج وعند الحرمين الدعاء لبلدانهم وجيوشهم بالحفظ في تلك الأماكن المقدسة، حيث قام أحد أبناء عشيرتنا، وهو الحاج وليد عبد الأمير الشريفي من محافظة بابل، قضاء الهاشمية، بالتوسل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ العراق وجيشهُ وحشدهُ الشعبي، ولهذا فقد قامت السلطات السعودية باعتقاله ولم نعرف عن مصيره شيئاً لحد الآن”. أضاف: “نرجو من سيادتكم التدخل والإفراج عنهُ ليتسنى له إكمال مناسك الحج، كونه لم يقم بمخالفة أو إخلال بنظام الحج”. كانت قد أكدت وزارة الداخلية العراقية في وقت سابق على متابعتها مع السلطات السعودية أسباب اعتقال اثنين من الحجاج العراقيين في البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة، العميد مقداد الموسوي، في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية “واع” إن “وزارة الداخلية العراقية تتابع مع نظيرتها السعودية أسباب اعتقال اثنين من المواطنين العراقيين من الحجاج في المملكة”. وأضاف أن “الوزارة تعمل على إطلاق سراحهما ومعرفة جميع الحيثيات المتعلقة بهما”. وفي كسر للمبدأ اللتي تحاول “السلطات السعودية” إرساؤه في تحريم تناول القضايا التي تصفها بالسياسية، نشر مجموعة من الحجاج اليمنيين مقطع فيديو لهم وهم يرددون دعهم للمقاومة اليمنية وسيدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليلقى الفيديو انتشارا وتفاعلا بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مشيرين إلى أن الأقوياء هم من يفرضون قواعدهم في نهاية المطاف. لعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي؛ عدد من التغريدات التي يعبر فيها عن مواقف حازمة في هذا الشأن: ” لا بد من استعادة بلاد الحرمين الشريفين للحضن العربي ولحضن الأمة الإسلامية، وهذه مسؤلية الجميع.” كما تفاعل مع فيديو الحجاج اليمنيين بالقول: إعلان الحجاج اليمنيون للبراءة من أعداء الله في مكة المكرمة لا يعبر عن موقف سياسي بل عن واجب ديني لا يقبل الحج إلا به لقوله تعالى:(وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ) بدوره، تحدث قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي باستفاضة حول مسألة كيف ضرب النظام السعودي الغاية من الحج. أشار إلى ما يعانيه المسلمين في مسألة التمكن من أداء هذه الفريضة؛ بسبب القيود، والإجراءات، والتعقيدات التي يمارسها النظام السعودي تجاه المسلمين، والتي تمثلت بشكل أساسي في التكاليف المادية الباهظة في المقدمة، التي أعاقت الكثير من المسلمين عن التمكن- أصلاً- من أداء تلك الفريضة العظيمة والمباركة؛ لأن إجراءات السفر لها من أصعب الإجراءات، حتى لتكاد أن تكون أكبر تعقيدات في أي سفر يريد الإنسان أن يسافره إلى أي بلد. واصفا التكاليف الباهظة بأنها متاجرة ليس له فيها أي حقٍ أبداً تجاه فريضة الحج، فهو يبتز الحجاج. كما لفت السيد الحوثي في احدى خطاباته الأخيرة إلى القيود التي تأتي على الحجاج أنفسهم في إطار النظرة المذهبية الوهابية الضيقة، وأيضاً في إطار آخر: إطار التوجه السياسي للنظام السعودي الذي يطغى على كل شيء، ثم يكون هو السقف فوق شعائر الحج، فوق ما فيه من فرائض، ما يفترض فيه أيضاً من أنشطة تُعزز الأخوَّة الإسلامية بين المسلمين، وتساعد من التفاف المسلمين حول قضاياهم الجامعة والكبيرة، ومسؤولياتهم المقدَّسة. مؤكدا أن ليس للنظام السعودي شرعية في قيوده وإجراءاته الظالمة والخاطئة، وقيوده التي تشكِّل عائقاً لأكثر المسلمين عن الذهاب إلى الحج.

/