تحرك منفرد لتأمين السفن يشكك في جدوى اعتماد دول الخليج على روسيا والصين

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 886
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لندن – أثارت الأنباء المتداولة بشأن إبرام روسيا والصين اتفاقا مع الحوثيين يضمن عدم التعرض لسفنهما في البحر الأحمر شكوكا حول جدوى اعتماد دول خليجية عليهما في أمنها.

وعكست تحركات دول خليجية، وخاصة الإمارات والسعودية، خلال السنوات الماضية توجها نحو تنويع الشراكات وتقليص الاعتماد على الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة.

واتضح ذلك أكثر بعدما رفضت دول الخليج الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب الحرب الأوكرانية، وتعزيز التعاون معها في مختلف المجالات في ذروة التوتر الروسي مع الغرب.

وجاء هذا التوجه كرد على تخاذل الغرب الذي لم يتدخل من أجل التصدي للهجمات التي شنها الحوثيون على كل من السعودية والإمارات، بالإضافة إلى الحديث المتزايد عن تراجع دور الغرب مقابل صعود قوى جديدة في مقدمتها الصين.

مرور السفن الروسية والصينية الآمن كان مقابل الدعم السياسي للحوثيين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

ويقول مراقبون إن الاتفاق المنفرد الذي أبرمه الروس والصينيون مع الحوثيين يؤكد أنهم سقطوا في أول امتحان أمام حلفائهم الخليجيين، وبجّلوا مصالحهم الخاصة.

ويعد الحوثيون خصما ثانويا بالنسبة إلى الخليجيين مقارنة بإيران التي ما انفكت روسيا والصين تعززان علاقتهما بها، وهو ما يعني أنهما ستكونان دائما في صفها على حساب دول الخليج.

ويرى المراقبون أن ما يهم الروس والصينيين هو سفنهم وتجارتهم وليس التعرض للملاحة البحرية الدولية بشكل عام وما يمثله ذلك من مخاطر.

وكانت وكالة بلومبرغ قد نقلت عن مصادر لم تذكرها قولها إن روسيا والصين أبرمتا اتفاقا مع الحوثيين المدعومين من إيران يسمح لسفنهما التجارية بعبور البحر الأحمر وخليج عدن دون خوف من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.

وقال أحد المصادر “إن الصين وروسيا توصلتا مع دبلوماسيين في عمان إلى اتفاق مع كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبدالسلام”. وذكر أن “مرور السفن الآمن كان مقابل الدعم السياسي للحوثيين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وذكرت بلومبرغ أنّ “ليس من الواضح كيف سيتجلى هذا الدعم. لكنه قد يشمل منع المزيد من القرارات ضد الجماعة”. وهاجم الحوثيون السبت سفينة صينية، ويرجح محللون أن يكون الهجوم قد حدث على وجه الخطأ، خاصة بعدما استكملت السفينة التجارية مسارها مع عدم وقوع إصابات.

oo

وأعلن الجيش الأميركي فجر الأحد أنّ الحوثيّين هاجموا السبت ناقلة نفط صينيّة بصواريخ بالستيّة أصاب أحدها السفينة قبالة سواحل اليمن، حيث تتزايد هجمات المتمرّدين المدعومين من إيران ضدّ سفن تجاريّة.

وقالت القيادة المركزية الأميركيّة (سنتكوم) في بيان على منصّة إكس “إنّ السفينة هوانغ بو التي ترفع علم بنما وتملكها وتُشغّلها الصين أصدرت نداء استغاثة لكنّها لم تطلب المساعدة”. وأضاف البيان “لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، وقد استأنفت السفينة مسارها”.

وشنّ المتمرّدون المدعومون من إيران، والذين يُسيطرون على جزء كبير من ساحل اليمن المطلّ على البحر الأحمر، العشرات من الهجمات بصواريخ ومسيّرات ضدّ سفن تجاريّة خلال الأشهر الأربعة الماضية، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزّة، حيث تخوض إسرائيل حربا ضدّ حركة حماس.

وفي محاولة للتصدي للأزمة في البحر الأحمر أطلقت إدارة جو بايدن عملية “حارس الازدهار” العسكرية التي تقودها مع دول حليفة أخرى لحماية ممر الشحن الحيوي. لكن العملية فشلت في حماية السفن منذ أشهر رغم الإعلان المتكرر عن اعتراض طائرات مسيرة وصواريخ يطلقها الحوثيون.

الاتفاق المنفرد الذي أبرمه الروس والصينيون مع الحوثيين يؤكد أنهم سقطوا في أول امتحان أمام حلفائهم الخليجيين، وبجّلوا مصالحهم الخاصة

وأعلنت الولايات المتحدة الأحد أنها أسقطت 5 طائرات مسيرة في البحر الأحمر تعود إلى الحوثيين. وذكرت القيادة المركزية الأميركية الأحد أنه تم رصد 6 مسيّرات تابعة للحوثيين في البحر الأحمر، يوم السبت.

وأوضحت أنه بين الساعتين 6:50 و9:50 صباحًا بتوقيت صنعاء استطاعت القوات الأميركية، بما في ذلك السفينة “يو أس أس كارني” تحديد ست طائرات مسيّرة دون طيار تابعة للحوثيين فوق جنوب البحر الأحمر. وأضافت “تحطمت خمس منها في البحر الأحمر، بينما حلقت واحدة منها صوب المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.

كما شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات جوية على اليمن ودول أخرى في الشرق الأوسط للرد على الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.

وليل الجمعة – السبت ذكرت جماعة الحوثي أن العاصمة صنعاء (شمال) ومحافظة الحديدة (غرب) تعرضتا لسلسلة غارات أميركية – بريطانية، لتعلن الأحد عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، جراء تلك الغارات.

وقال ديفيد آشر، وهو زميل بارز في معهد هدسون، في تعليقه على تقرير بلومبرغ إن “الصين وروسيا تعمقان تحالفهما الإستراتيجي مع الإرهابيين المدعومين من إيران. وتعدّ هذه علامة أخرى على اضطراب عالمي جديد ناشئ يهدد حرية الملاحة والتجارة والعبور والاتصالات”.

وأضاف “يجب ألا يشك أحد في تنسيق فلاديمير بوتين وشي جينبينغ المتزايد لتحركاتهما مع طهران بينما تتبنى الولايات المتحدة نهج الاسترضاء، بما في ذلك الإفراج عن مليارات الدولارات للإيرانيين دون أي نتيجة جوهرية للمصالح الأميركية وقوتها وهيبتها”. وحذر آشر من أن “إيران تستعد لحرب نفطية بينما تتجاهل الأسواق المخاطر المتزايدة”.