تنسيق نفطي بين بن سلمان وبوتين.. كيف ولماذا يستهدف بايدن؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 629
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قد يتجنب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي تنافس يؤدي إلى زيادة حصص إنتاج النفط، حتى لا يحدث انخفاض حاد في الأسعار، بما قد يساعد على إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

تلك القراءة طرحها جريج بريدي، في تحليل بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء زيارة بوتين للسعودية والإمارات في 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

بريدي تابع أنه "مع تركيز اهتمام وسائل الإعلام على الحرب الإسرائيلية في غزة ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 28" (COP28) في دبي، فإن قرار تحالف "أوبك+" (منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها) في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بإجراء تخفيض أعمق في الإنتاج لم يجذب الاهتمام المنشود".

وأضاف أنه "يبدو أن الزيارة التي قام بها بوتين إلى السعودية والإمارات في 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري هدفت جزئيا إلى معالجة ذلك الوضع. ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط منخفضة بشكل حاد عما كانت عليه في سبتمبر/ أيلول الماضي وقبل إعلان أوبك+ مباشرة".

واعتبر أن "جوهر المشكلة هو أن السوق متشككة بشأن الالتزام بالمزيد من تخفيضات الإنتاج، على الرغم من درجة التماسك العالية نسبيا التي أظهرها التحالف في السنوات الأخيرة".

و"مما يغذي هذا الشك حقيقة أن تخفيض الإنتاج الأخير فشل في تعزيز الإيرادات السعودية، وكانت هناك أوقات اضطرت فيها المملكة إلى التخلي عن ضبط النفس وسعت إلى استعادة حصتها في السوق"، كما زاد بريدي.

ولفت إلى أن "إعلان "أوبك+" الأخير جاء بعد تأجيل اجتماعها لمدة أربعة أيام؛ بسبب عدم الاتفاق بين المشاركين، وكان النفط يتراجع عن أعلى مستوياته في أواخر سبتمبر، مع ارتفاع خام برنت لفترة وجيزة فوق 97 دولارا للبرميل؛ بسبب طلب أضعف من المتوقع، لا سيما في آسيا، وارتفاع الإنتاج من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مدفوعا بالأساس من الولايات المتحدة".

وأوضح أن إنتاج النفط ارتفع في سبتمبر بمقدار 224 ألف برميل يوميا مقارنة بأغسطس/ آب، ليصل إلى حجم قياسي جديد قدره 13.24 مليون برميل يوميا.

وأردف أن "المشكلة في خفض الإنتاج هي أنه من خلال دعم الأسعار، يمكن أن يحفز نمو الإنتاج المنافس، فمثلا، يعمل إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الآن على تقصير الإطار الزمني المطلوب لإنتاح كميات أكبر".

 

نمو الطلب

و"قد وصلنا إلى نقطة لم تعد فيها الحسابات مفيدة للسعوديين، وبعد التخفيض الأحادي الجانب في يونيو/حزيران، انخفض إنتاجهم إلى حوالي 9 ملايين برميل يوميا من أصل 12 مليون برميل يوميا"، كما زاد بريدي.

واستدرك: "لكن التخلي عن حصتهم في السوق لم ينجح في دفع الأسعار بشكل مستدام إلى مستوى 90 دولارا الذي يفضلونه، أو حتى إلى مستوى 80 دولارا الذي ربما يمكنهم تحمله".

و"ما لم يتعزز نمو الطلب بشكل كبير، فقد يعني ذلك تراجع السعودية عن تخفيضات الإنتاج، على الرغم من تأثير الأسعار على المدى القصير، وذلك لعرقلة الإنتاج المنافس واستعادة حصتها في السوق"، بحسب بريدي.

وأضاف أن "هذا يأتي  وسط توقعات عام 2024، ووجود إنتاج منافس بالفعل في طور التطوير".

 

زيارة بوتين

"ومن المرجح أن تكون زيارة بوتين (للسعودية) في 5 ديسمبر لمناقشة السياسة النفطية بمثابة مناورة لتأخير الإطار الزمني الذي قد يفكر فيه السعوديون في التحرك لاستعادة حصتهم في السوق"، كما أضاف بريدي.

وزاد بأن "محمد بن سلمان لا يعاني من مشاكل مالية حادة، ويمكن النظر إلى التحول في السياسة (تخفيض الإنتاج) باعتباره خسارة لماء الوجه بالنسبة له، على الرغم من أنه يشبه تحولات سابقة في السياسة السعودية، كتلك التي حدثت في منتصف الثمانينيات".

واعتبر أن "لدى بوتين حاجة أكثر إلحاحا للإيرادات الحالية، نظرا (للتداعيات المالية) للحرب (الروسية) في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، ومن المؤكد أن روسيا ستعاني من التحول السعودي غير المنسق".

بريدي استطرد: "ومن المرجح أن يرغب كلاهما في رؤية الرئيس بايدن يخسر انتخابات 2024 أيضا، كما يرغب بوتين في تقليص المساعدات الأمريكية لأوكرانيا".

أما "محمد بن سلمان، فواصل تنمية العلاقات المالية مع عائلة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب (المرشح المحتمل أمام بايدن في الانتخابات المقبلة)، على الرغم من العلاقات الدافئة بين إدارة بايدن والرياض"، وفقا لبريدي.

وأضاف أنه "من المحتمل أن يكون هذا عاملا إضافيا من شأنه أن يجذب كلا الزعيمين (محمد بن سلمان وبوتين) نحو الرغبة في تجنب انخفاض حاد في أسعار النفط، مما قد يساعد بايدن في إعادة انتخابه".

وفي أكثر من مناسبة، انتقدت واشنطن ارتفاع أسعار النفط جراء تخفيضات في الإنتاج؛ لأنه عاكس مرارا جهود إدارة بايدن لكبح نسبة التضخم في الولايات المتحدة؛ بسبب زيادة أسعار البنزين.

 

المصدر | جريج بريدي/ ناشونال إنترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد