السياسة أكثر تعقيدا.. نجاحات اقتصادية صينية مرتقبة في الشرق الأوسط

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 623
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

"تسعى الصين إلى تحقيق المزيد من النجاحات الاقتصادية في الشرق الأوسط، لكن السياسة أكثر تعقيدًا، وهي تعرف ذلك، فهي غير قادرة ولا تريد، الدخول في هذا النوع من الانخراط في المنطقة التي تتمتع به الولايات المتحدة بنفوذ واسع"..

هكذا تحدث تقرير لصحيفة "جنوب الصين الصباحية"، وترجمه "الخليج الجديد"، بالتزامن مع استضافة الرياض الأحد، ولمدة يومين، مؤتمر الأعمال العربي الصيني بمشاركة أكثر من 3000 مشارك من 23 دولة.

وقال سفير الصين لدى المملكة العربية السعودية تشين وي تشينج، على حسابه الرسمي على "تويتر"، إن النسخة العاشرة من المؤتمر، التي عُقدت للمرة الأولى في 2005، من المتوقع أن تكون الأكبر على الإطلاق.

وتتطلع الشركات الصينية إلى المزيد من الفرص الاقتصادية من علاقات بكين المزدهرة مع الشرق الأوسط في منتدى الأعمال الذي تستضيفه السعودية، لكن المحللين يقولون إن الشكوك لا تزال قائمة بشأن مقدار ما يمكن تحقيقه وسط علاقة اقتصادية وسياسية معقدة.

وسيترأس رئيس بورصة هونج كونج لورا تشا شيه ماي لونج، ورئيس مجلس إدارة مجموعة "هانج لونج" روني تشان تشي تشونج، والرئيس التنفيذي لبنك الصين الدولي لي تونج، وفدين من رجال الأعمال التنفيذيين إلى المؤتمر.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، إن "نجاح القمة الأولى بين الصين والدول العربية في نهاية العام الماضي قد أعطى دفعة جديدة لتنمية العلاقات الصينية العربية والتعاون العملي في جميع المجالات".

وأضاف أن بكين تأمل في رؤية "تبادل عميق" و"نتائج مثمرة" من المؤتمر.

وتنقل الصحيفة عن جيمس إم دورسي، الزميل الأول المساعد في مدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية بجامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة، القول إنه "لا شك في وجود فرص اقتصادية مزدهرة لكل من الصين ودول الشرق الأوسط، ولكن السؤال هو: ما هي الدرجة التي يمكن للصين أن تستفيد منها سياسيًا وتريدها؟".

ويضيف: "هذا أكثر تعقيدًا.. إن الصين غير قادرة، ولا تريد، على الدخول في هذا النوع من المشاركة في الشرق الأوسط الذي تتمتع به الولايات المتحدة".

ويتابع دورسي: "إنها لا تريد ولا يمكن أن تكون ضامنا للأمن.. الاقتصاد ركيزة للسعوديين، والأمن ركن آخر".

وظهر جليا اهتمام الصين المتزايد بالمنطقة مع زيارة الرئيس شي جين بينج في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما حضر قمة الصين والدول العربية وقمة مجلس التعاون الصيني الخليجي، حيث تم الترحيب بكلا الحدثين باعتباره الأول من نوعه بين الصين ودول الشرق الأوسط.

ونما التعاون بين الصين والشرق الأوسط على جميع الجبهات، من التجارة والطاقة إلى الدفاع، بينما يرى المحللون الجيوسياسيون أن نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة قد تراجع بشكل عام.

وتعد الصين الشريك التجاري الأول للسعودية منذ 5 سنوات، وأصبحت الوجهة الأولى لصادراتها ومصدر الواردات منذ عام 2018.

وفي الوقت نفسه، كانت السعودية واحدة من أكبر موردي النفط بشحنات بلغت 87.5 مليون طن متري (641 مليون برميل) في عام 2022.

أعلنت "أرامكو" السعودية، أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم، في مارس/آذار، إنشاء مصفاة رئيسية متكاملة ومصنع للبتروكيماويات، من المتوقع أن تصل تكلفتها نحو 10 مليارات دولار، في مقاطعة لياونينج بشمال الصين.

كما وقعت الصين اتفاقية بقيمة 60 مليار دولار أمريكي لشراء الغاز الطبيعي المسال من قطر، ودخلت في شراكة مع الإمارات لإرسال مسبار إلى القمر.

وقال الرئيس الصيني خلال حفل افتتاح قمة الصين والدول العربية التي عقدت بالرياض، إن الصين والسعودية على وجه الخصوص، وجدتا "تضامنا" معززًا في العلاقات الثنائية، حيث يرى البلدان تصاعد الخلاف مع الولايات المتحدة.

لكن باحثًا في الشرق الأوسط يتخذ من بكين مقراً له (طلب عدم الكشف عن هويته)، قال إن التوقع قبل مؤتمر الأعمال العربي الصيني "مبالغ فيه".

ويضيف: "لن تنمو فرص الأعمال في المنطقة بشكل كبير لمجرد الاهتمام المتزايد للشركات الصينية في المنطقة.. في النهاية، هذا يخلق منافسة غير ضرورية وأيضًا إهدار للموارد على كلا الجانبين".

ويتابع: "السعودية ليست بحاجة لأموال الصين، بيد أن الشركات الصينية هي من تحتاج إلى فرصة الاستثمار هذه".

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر الأعمال العربي الصيني، الذي تنظمه وزارة الاستثمار السعودية وجامعة الدول العربية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية واتحاد الغرف العربية، حلقات نقاش حول التعاون في مجالات تشمل الأمن الغذائي والتجارة العالمية، وسلاسل التوريد للتمويل، ومبادرة الحزام والطريق.

ومن المتوقع أن يلقي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط كلمة في المؤتمر، بالإضافة إلى مجموعة من الوزراء من السعودية، بمن فيهم وزير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان، ووزير الخارجية فيصل بن فرحان.

يشار إلى بكين رتبت مؤخرًا جولة رسمية مدتها 4 أيام إلى منطقة شينجيانج ذاتية الحكم، لوفد من 30 مسؤولًا من 16 دولة عربية، بما في ذلك مصر والسعودية.

جاء ذلك بعد حوار سياسي استراتيجي رفيع المستوى على المستوى الرسمي في منتدى التعاون الصيني العربي، وهو عبارة عن منصة حوار بين الصين وجامعة الدول العربية أُنشئت في عام 2004.

وحول هذه الرحلة، يقول دورسي إنها بدت وكأنها "ألقيت الصين بعظم"، بل كانت "مفيدة للطرفين" و"تعزز بعضها البعض" للبلدان ذات الأغلبية المسلمة الناطقة باللغة العربية، حيث توقف الجانبان عن انتقاد سياسات بعضهما البعض التي تدعي قمع الإرهاب.

ويختتم: "بشكل أساسي، إضفاء الشرعية على سياسات صينية معينة، كما تجادل بعض الدول العربية، هو جزء من مصلحتها الوطنية".

 

المصدر | جنوب الصين الصباحية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد