المغامرة السعودية مستمرة في لبنان: جنبلاط أكثر حيرة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 803
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

المُعطى الخارجي المُتحكّم بالأزمة اللبنانية قفز مجدداً إلى الواجهة مع الإعلان عن استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية. ما تعنيه هذه العودة من بداية حلحلة للأزمة السورية انعكس إحباطاً لدى أحزاب فريق 14 آذار وتياراته وكل ملحقاته، ممن راهنوا منذ 2005 على ضرب سوريا، بسبب تبعات المزاج السعودي الجديد تحديداً.
ولعلّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كان أكثر المعبّرين عن هذه الحال، عندما علّق بتهكّم على القرار بالقول «أين هو هذا الحضن العربي؟»، وذلك بعيد لقائه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الذي يوزع منذ الأسبوع الماضي رسائل «حياد»، ما زاد من حيرة القوى التي كانت تنتظر موقفاً صريحاً من الرياض لحسم موقفها من انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
واستحوذ اللقاء على اهتمام إضافي، باعتبار أن موقف جنبلاط بعده سيظهر حقيقة موقف الرياض، بعدما باتَ معروفاً أنه كانَ ينتظر كلمة السر لتحديد موقفه.
إلا أن «ما دار بين الرجلين لم يُرح جنبلاط»، بحسب مصادر مطّلعة قالت لـ«الأخبار» إن «البخاري تحدث بشكل أظهر عدم اهتمام سعودي بالملف اللبناني، تاركاً الأمر لأصحاب الأمر. فلا مانع من التصويت لفرنجية ولا مباركة لانتخابه، هو أو أي اسم آخر»، وكأنه يقول «انتخبوا من تريدون وبعدها نقرر كما حصل مع الرئيس السابق ميشال عون». وقالت المصادر إن «الموقف السعودي زاد إرباك جنبلاط وأبقاه في مكانه»، كاشفة أنه أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي زاره في عين التينة نهاية الاسبوع، أنه «لن يسير بفرنجية»، وأن «على الثنائي أن يؤمن الغطاء المسيحي من إحدى الكتلتين المسيحيتين، القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحر، لأنه لن يسير في تسوية هما خارجها لاعتبارات لها علاقة بمناطق الجبل ولما يمكن أن ينتج من تسوية كهذه من تشظّيات مميتة». ويترافق هذا الجو مع حديث عن «مشكلة داخل الحزب الاشتراكي ترتبط بموقف النائب تيمور جنبلاط الذي لا يزال يرفض أن يكون جزءاً من التسوية، ويصرّ على رفض انتخاب فرنجية، ما يزيد من التعقيدات التي يواجهها جنبلاط، وخصوصاً أن بعض نواب كتلة اللقاء الديموقراطي يميلون الى خيار جنبلاط الابن لا الأب».
من جهة اخرى، كان لافتاً حديث رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أول من أمس، عن أن موقفه من الانتخابات الرئاسية ليس مرتبطاً بشخص بحدّ ذاته، وإشارته الى أنه لا يوافق على منطق الضمانات أو التطمينات، ودعوته الى الحوار حول ملف كامل يكون اسم الرئيس من ضمنه، متحدثاً عن أن التيار يهتم كثيراً بالبحث معه في ملف اللامركزية الإدارية الموسعة وإنشاء صندوق ائتماني توضع فيه الأموال السيادية.
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي، فيبدو أنه يستعد لجولة جديدة من المشاورات مع الأطراف المسيحية على وجه الخصوص، بعدما سمع «كلاماً خارجياً» عن أن من أسباب المضيّ في ترشيح فرنجية عدم قدرة الفريق الآخر على اختيار مرشح جدي، علماً أن الراعي يدرس حركته الجديدة بناءً على مراجعة لنتائج الجولة التي قام بها موفده المطران أنطون بونجم على القيادات المسيحية سابقاً، وأدت الى نتائج مخيّبة.