رئيس وزراء ماليزيا يغادر السعودية دون مقابلة بن سلمان.. أزمة بين الرياض وكوالالمبور؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 977
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

سلط الباحث في شؤون جنوب شرق آسيا، محمد فيصل موسى، الضوء على الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الماليزي، زعيم تحالف الأمل، أنور إبراهيم، للسعودية، مشيرا إلى مخاوف لدى المعارضة في بلاده بشأن تسييس أقدس الأماكن الإسلامية، إذ تعد صورة زعيم ماليزيا بجوار الكعبة آسرة للمزاج العام بين المسلمين في ماليزيا.

وذكر موسى، في تحليلنشره بموقع معهد يوسف إسحاق البحثي وترجمه "الخليج الجديد"، أن أنور تلقى دعوة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وكان من المقرر أن يلتقي معه ومع العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لكن هذا الاجتماع لم يحدث، وفشل أنور في دخول الكعبة.

وأضاف أن الزيارات إلى السعودية مهمة للقادة الماليزيين، حيث تمكنهم من تسجيل نقاط سياسية أثناء تفاوضهم بشأن الزيادات المحتملة في حصص الحج لمواطنيهم المسلمين.

ومع ذلك، فإن "سوء الاستخدام الانتهازي لمثل هذه الزيارات يمكن أن يأتي بنتائج عكسية" في ماليزيا، حسب تعبير موسى، ففي عام 2021، تعرض زعيم التحالف الوطني الحاكم، وزير التجارة والصناعة السابق، محمد عزمين علي، لانتقادات لاذعة من خصومه السياسيين، بعدما نشر صورته وهو يمسح أرضية المسجد الحرام في مكة.

ورغم عدم لقاء أنور لبن سلمان إلا أن موسى يرى أنه من الصعب استنتاج أن الزيارة الرسمية الأولى لأنور إلى السعودية قد فشلت، حيث شارك في اجتماعات مهمة لمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي في مكة، كما شهد توقيع العديد من مذكرات التفاهم المتعلقة بالصناعات والشركات، والتقى بالماليزيين المقيمين في المملكة.

ولمواجهة انتقادات المعارضة، أوضح مكتب رئيس الوزراء الماليزي أن سبب عدم لقائه القادة السعوديين هو "قيامهم بتغيير مواعيدهم بسبب رمضان، واقترحوا أن يمدد أنور زيارته حتى يتمكنوا من الاجتماع معه".

ومن بين رؤساء الوزراء الماليزيين السابقين الذين حظوا بالتقدير السعودي ولقاء الملك وولي العهد: مهاتير محمد وعبد الله أحمد بدوي في عامي 2002 و2004 على التوالي، إضافة إلى رئيس الوزراء السابق، نجيب رزاق، في عام 2018.

وبالنسبة لنجيب على وجه الخصوص، تم استخدام صوره وهو يدخل الكعبة لتعزيز مكانته السياسية في وقت قريب من الانتخابات العامة الرابعة عشرة، وتزامنا مع تعرضه لتشكيك في ذمته المالية على خلفية تحقيقات تتعلق بقضية فساد، معروفة إعلاميا بقضية "الصندوق الماليزي".

ولذا قام أنور وتحالفه، خلال الزيارة، بمحاولة التأكيد على أن السعودية دولة مهمة، وأنه منفتح على بدء المحادثات بشأن استئناف عمليات مركز الملك سلمان للسلام الدولي (KSCIP) في ماليزيا، وهو المركز الذي تم إنشاؤه في عهد إدارة رئيس الوزراء السابق، نجيب رزاق، بهدف مكافحة الإرهاب، ولكن تم إغلاقه خلال إدارة تحالف الأمل الماليزي عام 2018، دون استشارة السعودية.

وفي أغسطس/آب 2018، انتقد حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة UMNO هذا القرار، محذرا إدارة تحالف الأمل من أنه قد يعرض العلاقات بين ماليزيا والسعودية للخطر. وقال وزير الدفاع الماليزي آنذاك، محمد صبو، إن وزارته ستسيطر في النهاية على المركز المغلق.

والمنظمة الوطنية هو الحزب الذي سيطر على سياسات ماليزيا من الاستقلال وحتى هزيمة نجيب عبد الرزاق في الانتخابات العامة التي عقدت في مايو/أيار 2018.

وإزاء ذلك، اقترح أنور استئناف عمليات مركز الملك سلمان للسلام الدولي في محاولة لمعالجة "خطأ" تحالف الأمل السابق بحق السعودية.

ويبدو أن علاقات السعودية مع ماليزيا تأثرت سلبا منذ ذلك الخطأ، إضافة إلى خطأ فادح آخر، وهو تنظيم تحالف الأمل قمة كوالالمبور في عام 2019، والتي كان يُنظر إليها على أنها تقويض لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تستضيف مدينة جدة السعودية مقرها الرئيس.

فالسعودية كانت غير راضية عن انعقاد هكذا قمة، بمشاركة قادة مثل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ، تميم حمد آل ثاني، والرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، وجميعهم من أشد المنتقدين للمملكة.

لكن موسى يرى أن بعض معارضي الحكومة الماليزية الحالية قد يستغلون فشل أنور في لقاء كبار القادة السعوديين ودخول الكعبة، ومع ذلك، لا يوجد دليل واضح على أن تأزما يصبغ العلاقات بين ماليزيا والسعودية.

 

المصدر | معهد يوسف إسحاق - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد