اتفاق سعودي فرنسي على تعزيز العلاقات ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1218
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

اتفق ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، على تعزيز الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامجها، وشددا على أهمية التعاون بين البلدين لتعزيز العلاقات.

جاء ذلك، في بيان مشترك، الجمعة، في ختام زيارة قام بها "بن سلمان" إلى فرنسا، هي الأولى له لأوروبا، منذ اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"في 2018، حيث تناول العشاء، الخميس، مع "ماكرون"، ما أثار غضب المدافعين عن حقوق الإنسان.

وحث الجانبان في البيان المشترك، إيران، على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و"المحافظة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".

وأضاف البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" (رسمية)، أن الطرفين أكدا، خلال المباحثات، ضرورة التقييم المستمر للتهديدات المشتركة لمصالح البلدين ولأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأهمية تعزيز التعاون والشراكة في المجالات الدفاعية.

وتناولت المباحثات، مناقشة سبل تطوير وتعزيز التعاون والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها مكافحة الإرهاب وتمويله ومكافحة الجرائم بجميع أشكالها، وتبادل الخبرات والتدريب، وفق البيان.

وأكدت السعودية وفرنسا ضرورة بحث سبل تعميق الشراكة الاستثمارية بين البلدين عبر رفع وتيرة التعاون الاستثماري والاقتصادي، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتعاون في مجال الهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات وليس على المصادر.

وذكر البيان، أن المباحثات بين "بن سلمان" و"ماكرون"، تطرقت إلى جوانب الشراكة الاستراتيجية وسبل تطويرها، وأهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية، واستقرار الإمدادات الغذائية من القمح والحبوب لكافة دول العالم وعدم انقطاعها، والحفاظ على وفرة المعروض واستقرار الأسعار.

وتطرقت المباحثات كذلك، إلى أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار واحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأشار البيان، إلى أن الجانب الفرنسي أشاد بجهود المملكة ودعمها للهدنة في اليمن.

فيما أعربت المملكة عن تقديرها لدعم فرنسا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث.

وأكد الجانبان دعمهما سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، وأعربا عن ارتياحهما لعمل الصندوق "السعودي ـ الفرنسي" لدعم العمل الإنساني والإغاثي في لبنان بأعلى معايير الشفافية، حسب البيان.

وبشأن القضية الفسلطينية، أكد البيان المشترك أن المحادثات شهدت تطابقاً في وجهات النظر بشأن ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبدأ "حل الدولتين"، فضلاً عن قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، "بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وفي الشأن السوري، شددت باريس والرياض، على أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، بما يحافظ على وحدة أراضي سوريا وسلامة شعبها.

وتشكل هذه الزيارة خطوة جديدة "لرد الاعتبار" لولي العهد، بعد أقل من أسبوعين على زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للسعودية، ولقاء ولي العهد السعودي، التي كرست بشكل قاطع عودة "بن سلمان" إلى الساحة الدولية، في أجواء الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة.

وانتقدت شخصيات معارضة وجماعات حقوقية فرنسية، دعوة "ماكرون" لـ"بن سلمان"، لتناول العشاء في قصر الإليزيه، إذ يعتقد زعماء غربيون أنه أمر بقتل "خاشقجي"، في 2018.

ورفض "ماكرون"، الذي أصبح في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أول زعيم غربي يزور السعودية منذ مقتل "خاشقجي"، الانتقادات لجهوده في التواصل مع الأمير "بن سلمان"، قائلا إن المملكة أهم من أن يتم تجاهلها.

وقبل عشاء العمل مع "بن سلمان"، رحب "ماكرون" بولي العهد السعودي، بمصافحة طويلة على سجادة حمراء، بسطت له على درج الإليزيه.

ويحرص الغرب على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع عملاق النفط الخليجي، في إطار سعيه لمواجهة النفوذ الإقليمي المتزايد لإيران وروسيا والصين.

وتتطلع فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى تنويع مصادر الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي أسفر عن خفض موسكو إمدادات الغاز إلى أوروبا. ويريد ماكرون من الرياض، أكبر مصدر للنفط في العالم، زيادة الإنتاج.

وفرنسا أحد موردي الأسلحة الرئيسيين للرياض، لكنها واجهت ضغوطا متزايدة لمراجعة مبيعاتها بسبب الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعد الأسوأ في العالم.

 

المصدر | الخليج الجديد