انتصار إيرانيّ مزلزل.. قائد الاستخبارات العسكريّة ينعي (الناتو الشرق أوسطي): بايدن فشل بتشكيله ودول الخليج ترفض العلاقات الأمنية العلنية مع إسرائيل والعودة للخفية.

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 889
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

على الرغم من التجييش الإعلاميّ وتسخيره لصالح أجندة واشنطن والكيان قبل وخلال زيارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن إلى المنطقة الأسبوع الفائت، وعلى الرغم من التسريبات الإسرائيليّة والأمريكيّة المُتعمدّة التي أكّدت حدوث انعطافة تاريخيّة في العلاقات بين تل أبيب والدول الخليجيّة، وتشكيل حلفٍ إقليميٍّ عربيٍّ-إسرائيليٍّ لمُواجهة الجمهوريّة الإسلاميّة و”إرهابها” وبرنامجها النوويّ، الذي يُعتبر إسرائيليًا تهديدًا إستراتيجيًا ووجوديًا، على الرغم من كلّ ذلك، تكللت زيارة رئيس “أقوى دولةٍ في العالم” بالفشل المدوّي.

الأحداث أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ التحضيرات الإسرائيليّة لتسجيل انتصارٍ آخر في “المعركة بين الحروب” ضدّ عدوّها اللدود، إيران، كانت سابقةً لأوانها، حيثُ رفضت دول الخليج فكرة الحلف الدفاعيّ مع إسرائيل، كما أنّ الأنباء عن تطبيعٍ سعوديّ-إسرائيليٍّ بانت عاريةً عن الصحّة في أحسن الأحوال، وانكشفت الكذِبة التي نشرتها واشنطن وربيبتها إسرائيل عن سبق الإصرار والترصّد، لتُضيف إيران إنجازًا كبيرًا تمثّل باعترافٍ إسرائيليٍّ بأنّ (الناتو الشرقي أوسطيّ) ما زال حلمًا بعيد المنال، وأنّ الرياض ليست في وارد التطبيع آنيًا مع دولة الاحتلال، وأنّ طهران ودول الخليج في الطريق لتسخين العلاقات، وليس باتجاه التصعيد.

وفي هذا السياق، رأى القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة بجيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال تامير هايمن، أنّ “قضية الدفاع في مواجهة الضربات الجوية من إيران برزت بقوة في أعقاب عشرات الهجمات، بالصواريخ والمسيّرات، والتي نُفّذت ضد أهداف عسكرية وبنى إستراتيجية حيوية في المنطقة، بيد إيران وأذرعها خلال الأعوام الأخيرة”.

كلّما تقربت دول الخليج أكثر من إسرائيل كلّما ابتعدت عن إيران

ولفت في دراسةٍ جديدةٍ صادرةٍ عن مركز الأمن القوميّ التابع لجامعة تل أبيب، والتي أعدّها بمشاركة الضابطة السابقة بجهاز الموساد، سيما شاين، لفت إلى أنّه “في ضوء هذه التطورات والحوارات بشأن الموضوع، ازداد التهديد الإيراني من جانب جهات عسكرية وجهات مقربة من المرشد الأعلى خامنئي، فمستشاره السياسي علي أكبر ولايتي، وضع معادلة واضحة من خلال قوله إنّه كلما تقربت دول الخليج أكثر من إسرائيل، كلما ابتعدت عن إيران”، مضيفًا أنّ “قائد سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيرانيّ حذّر دول الخليج من إقامة علاقات مع إسرائيل، وأوضح أنّ هذه الخطوة ستضرّ بالأمن في المنطقة كلها”.

أجزاء واسعة من الجمهور الخليجيّ لا ترى التقرب من إسرائيل بالطريقة التي تنظر الأنظمة إليها

ووفقًا لهايمان وشاين فإنّ “جزءًا من الردود الإيرانية شدد على أنّ تعزيز التفوق العسكريّ الإسرائيليّ من الممكن أنْ يكون موجهًا ضد جهات عربية وإسلامية، ليست إيرانية، وبذلك، تحرج طهران أنظمة في المنطقة من خلال التوجه إلى الجمهور في دولهم واستغلال حقيقة أن أجزاء واسعة من هذا الجمهور لا ترى التقرب من إسرائيل بالطريقة ذاتها التي تنظر الأنظمة إليها”.

الباحثان أوضحا أنّ انضمام إسرائيل إلى القيادة المركزية الأمريكية في أيلول (سبتمبر)، شكل نقطة تحوُّل مهمة في دمج إسرائيل في المنطقة، بوساطة أمريكية، وأشارا إلى أنّ “الحديث المبالغ فيه بشأن التعاون مع إسرائيل من شأنه أنْ يضر بحُرية عمل هذه القوة”.

دول الخليج تعيش تهديدًا إيرانيًا مباشرًا وبناها التحتية النفطية مكشوفة لطهران

وتابعت الدراسة أنّه “يجب الشك في نية وقدرة جميع الأطراف، في هذه المرحلة على الأقل، بإقامة منظومة دفاع مشترك تربط بين الأطراف التي تقوم بالاعتراض وتنقل المعلومات الاستخباراتية من الرادارات والأقمار الصناعية في الوقت الحقيقيّ، بالإضافة إلى أنّ دول الخليج تعيش تهديدًا مباشرًا إيرانيًا فبناها التحتية النفطية مكشوفة أمام التهديد الإيراني، ومسارات الملاحة تسيطر عليها إيران، ومن الواضح أنّها لن تخاطر بعلاقات علنية مع إسرائيل”.

ومضت الدراسة:”بعد موجة الحديث العلني المبالَغ فيها عن منظومة دفاع إقليمي مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول المنطقة، جاء الرد خلال زيارة بايدن في الخليج: الإمارات أعلنت أنها لا تدعم أي حلف موجّه ضد دولة في الإقليم، وبالتأكيد ليس ضد إيران التي تعمل على بناء جسور معها، وحتى تعيين سفير إماراتي في طهران، كما صرّح وزير الخارجية السعودي بأنّه خلال القمة المشتركة مع الرئيس الأمريكي، لم تُطرح أي إمكانية لتعاون عسكري أو تقني مع إسرائيل”.

تحذيرات المسؤولين الإيرانيين للدول الخليجية واضحة وصارخة

وأوضحت الدراسة أنّ “هذه التطورات والتصريحات تعكس جيدًا الوضع المعقد حيال إيران في المنطقة، فمن جهة، هناك شعور بالتهديد من إيران وأذرعها، إذ أنّ جاهزية إيران لتفعيل الصواريخ والمسيّرات أثبتت نجاعتها وقدرتها على الردع، كما أنّ تحذيرات المسؤولين الإيرانيين الموجهة إلى الدول الخليجية كانت واضحة وصارخة”.

“ومن جهة أُخرى”، أكّدت الدراسة، “حتى عندما تعرضت هذه الدول إلى الهجوم امتنعت من الرد واكتفت بالاحتجاجات، التي دلت بالأساس على الإحباط والغضب من عدم رد واشنطن، ومن الواضح لجميع الأطراف أنّ المصالح متضاربة، ولن تتغير، لكن إيران ودول الخليج سويةً تفضل الوصول إلى تفاهمات على استمرار المواجهات والتصعيد”.

الضغط العسكريّ الإيرانيّ يستند لمنظومة الصواريخ الباليستية الدقيقة والمسيّرات

علاوة على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت الدراسة، التي نقلتها للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة)، شدّدّت على أنّ “الرسالة المركزية التي مرّرتها إيران إلى جاراتها في الخليج كانت واضحة وحادة، وتضمنت تهديدًا واضحًا بالرد إذا تبينّ أنّ التعاون العسكري مع إسرائيل يتقدم، ولذا فإنّ الضغط العسكري الإيراني، المباشر وغير المباشر، يستند بالأساس إلى منظومة الصواريخ الباليستية الدقيقة التي قامت إيران ببنائها في الأعوام العشرة الأخيرة، بالإضافة إلى منظومات المسيّرات”.

الدراسة الإسرائيليّة أضافت أنّ “الإمكانات المطروحة للردّ على إيران من خلال خطوات إقليمية مشتركة للتعامل مع تفوق إيران على جيرانها وأمام المنظومة الأمريكيّة في المنطقة، دفعت إيران إلى الرد بتهديدات عدوانية، لذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن تكون هناك تحضيرات إيرانية خفية لخطوات ملموسة توضح جدية نياتها”.

مع نهاية زيارة بايدن للمنطقة يجِب العودة للعمل تحت الرادار

وأوضح رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة وزميلته من الموساد أنّه “في نهاية زيارة بايدن للمنطقة، من الأفضل العودة إلى طرق العمل القديمة التي تركزت على تطوير المصالح الأمنية المشتركة ما بين إسرائيل ودول المنطقة، تحت الرادار”.

الحديث الإسرائيليّ عن عدم أهمية القضيّة الفلسطينيّة مبالغ فيه والشعوب العربيّة ترفض التطبيع

وخلصت الدراسة إلى القول “إنّ الحديث في إسرائيل، الذي يتم من خلاله طرح القضية الفلسطينية على أنها لم تعد مهمة لدول المنطقة، ولم تعد بالتالي تؤجل التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، يقوي من “سردية الخيانة” التي تنشرها السلطة الفلسطينية وتنتقد بها دول “اتفاقيات أبراهام”، وهذه السردية تنتشر بين الجماهير في دول المنطقة، ومن المؤكّد أنّها لا تساهم في خلق الأجواء التي تسمح بنقل العلاقات مع إسرائيل إلى المستوى العلنيّ”، على حدّ تعبير الدراسة الإسرائيليّة.