إسرائيل تسعى إلى إنشاء سوق مشتركة بالشرق الأوسط تشمل السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 940
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قال وزير المالية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان"، الإثنين، إنه يأمل في أن تقود زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للمنطقة، هذا الأسبوع، إلى إنشاء سوق مشتركة بالشرق الأوسط تشمل السعودية.

وردا على سؤاله خلال مؤتمر عما يتوقع أن ينتج عن زيارة "بايدن"، قال "ليبرمان": "إنشاء سوق جديدة مشتركة في الشرق الأوسط".

ويستعد "بايدن" للقاء قادة السعودية التي وصفها في الماضي بالدولة "المنبوذة" ردا على قتل الصحفي "جمال خاشقجي"، وذلك في إطار زيارة إلى الشرق الأوسط تعد غاية في الحساسية.

ويستهل الرئيس الأمريكي جولته الشرق أوسطية بزيارة إسرائيل، الأربعاء، لكن جميع الأنظار تتركز على زيارته إلى السعودية، التي تبدأ الجمعة.

وستقوم طائرة "إير فورس وان" الرئاسية برحلة مباشرة غير مسبوقة من الدولة العبرية إلى المملكة الخليجية التي لا تعترف بها.

وسبق أن قام الرئيس السابق "دونالد ترامب" برحلة تاريخية مماثلة عام 2017، لكن في الاتجاه الآخر.

 

"شيك على بياض"

وعندما كان مرشحا للرئاسة، قال "بايدن" عام 2018 إن عملية قتل "خاشقجي" وتقطيع أوصاله جعلت من السعودية دولة "منبوذة".

وعُرف الصحفي السعودي المقيم في الولايات المتحدة بكتابته مقالات منتقدة لحكام المملكة في صحيفة "واشنطن بوست".

وبعد فوز "بايدن" في الانتخابات الرئاسية، نشرت إدارته معلومات استخباراتية خلصت إلى أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، الذي يعد الحاكم الفعلي للبلاد، يقف شخصيا وراء العملية.

لكن يبدو "بايدن" الآن على استعداد للتعاون مجددا مع بلد اعتبر حليفا استراتيجيا رئيسيا للولايات المتحدة منذ عقود، فضلا عن كونه مصدرا رئيسيا للنفط ومشتريا مهما للأسلحة.

وكتب الرئيس الأمريكي، في مقال نُشر السبت بـ"واشنطن بوست": "في السعودية، نقضنا سياسة الشيك على بياض التي ورثناها عن ترامب".

وأضاف: "منذ البداية، كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات، لكن ليس قطعها".

وتابع: "أعرف أن هناك كثيرين ممن لا يتفقون مع قراري السفر إلى السعودية".

وأكد أن "الحريات الأساسية موجودة دائما على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج وهي ستكون كذلك خلال هذه الزيارة".

وفي هذا الصدد، أوضح نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "جون ألترمان" أن إدارة "بايدن اكتشفت الأمر الذي اكتشفته إدارات أمريكية على مدى عقود: القيام بالعديد من الأمور في الشرق الأوسط وحول العالم أسهل بكثير إذا كان السعوديون يحاولون مساعدتك وأصعب بكثير إن لم يكونوا كذلك".

وأشار "بايدن"، في مقاله، إلى أن الرياض "تعمل مع خبرائي للمساعدة في استقرار سوق النفط".

وتحاول واشنطن إقناع أكبر مصدّر للخام في العالم بزيادة الإمدادات لخفض أسعار الوقود المرتفعة للغاية والتي تهدد فرص الديموقراطيين في تحقيق مكاسب في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني.

 

تقديم المصالح على القيم

وأكد خبير الشرق الأوسط وأفريقيا لدى مجلس العلاقات الدولية "ستيفن كوك" أنه "لطالما كانت الأولوية للمصالح الاستراتيجية ورفاهية شخص يقود سيارة فورد إكسبيدشن (السيارة الرائجة في أوساط الأمريكيين) على حساب الناشطين الشجعان في المنطقة الذين يتطلعون لحياة أكثر انفتاحا وأنظمة ديموقراطية".

كما أن السعودية أساسية بالنسبة لجهود واشنطن الرامية لاحتواء إيران.

وفضلا عن أي إعلانات محتملة، يدرك البيت الأبيض أيضا بأن الأنظار ستتركز على أجواء لقائه مع "محمد بن سلمان"، الذي سيكون ضمن الوفد الحاضر في اجتماع "بايدن" مع الملك "سلمان بن عبدالعزيز".

وأفادت خبيرة حقوق الإنسان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "مارتي فلاكس" بأنه سيتعين على البيت الأبيض تخصيص الكثير من الوقت لترتيب "كيفية تنظيم هذا التفاعل"، إن كان سيكون علنيا أو مغلقا وإن كانت ستتخلله مصافحة أو مجاملات.

وقالت "فلاكس": "العامل المتغير الأهم بالطبع هو أنه بإمكان الطرف الآخر دائما عرقلة هذه الخطط إذا كان عازما على ذلك".

ولا يرغب "بايدن" بأن يظهر بمظهر شخص يتراجع عن مبادئه من أجل بضعة براميل نفط، لكن قد يكون "بن سلمان" مهتما بتسليط الضوء على اجتماعه بـ"زعيم العالم الحر".

وفي إطار مسعاه لمواجهة الاتهامات بالمساومة، يحاول الرئيس الأمريكي لعب دور يظهر من خلاله بأنه يترفع عن الخلافات، كما أنه كان أقل اهتماما بكثير بالشرق الأوسط من اهتمامه بروسيا أو الصين.

ويقدّم نفسه على أنه الشخصية القادرة على تسهيل "اتجاهات واعدة" في المنطقة ومفكر استراتيجي في وجه تحديات مثل برنامج إيران النووي والحرب في اليمن والاضطرابات في سوريا وليبيا والعراق ولبنان.

 

مقتل "شيرين أبو عاقلة"

ويهدف "بايدن" على وجه الخصوص "لتعميق وتوسيع" تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وهي عملية أطلقها "ترامب".

وإلى جانب رحلة "إير فورس وان" الرمزية، يترقب محللون إعلانات بشأن العلاقات السعودية الإسرائيلية.

وتتطلع إسرائيل لاستقبال "بايدن" بحفاوة كبيرة حتى في ظل اضطرابات سياسية، بينما تستعد الدولة العبرية في نوفمبر/تشرين الثاني لإجراء خامس انتخابات في غضون أقل من 4 سنوات.

ومن المقرر أن يلتقي "بايدن" رئيس الوزراء "يائير لبيد"، لكن مستشاريه يصرون على أن عليه عقد لقاء أيضا مع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، علما أن "ترامب" تجاهل الفلسطينيين تقريبا خلال عهده.

وسيخيم على الزيارة أيضا مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية "شيرين أبوعاقلة" بالرصاص في 11 مايو/أيار أثناء تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وطلبت عائلتها لقاء "بايدن"، وهو طلب رفض البيت الأبيض حتى الآن التعليق عليه.

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات