بايدن- بن سلمان فكيف ستكون المُواجهة؟.. الحدث الخليجي- الأمريكي بعُيون “الدبلوماسية الأوروبية”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 901
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

واشنطن- خاص بـ”رأي اليوم”:

لا يوجد بين الدبلوماسيين والمراقبين للحدث الخليجي الأمريكي بصورة محددة سواء في تركيا المجاورة أو حتى في عواصم عربية مثل القاهرة وأبوظبي وعمان من يستطيع الإجابة على الأسئلة المباشرة المتعلقة بمنطقة التلامس بين تصوّرين للأمن الإقليمي الخليجي.

 الأوّل: سعودي بامتياز وبالصدارة وبدأت الكثير من ملامحه تتضح والثاني أمريكي إسرائيلي مؤسس على أساس بنية ما سمي باتفاقيات السلام الإبراهيمي وسط حالة من الخلاف والتجاذب وتناقض التصوّرات.

طوال الأيام القليلة الخمسة الماضية انشغل المستشارون الأمريكيون في واشنطن والبيت الأبيض وفي إدارة الرئيس جو بايدن بتبديد مساحة من الخلافات في التصورات ظهرت ما بين واشنطن والرياض ويبدو أن العديد من القضايا لا تزال عالقة إلى حد كبير خصوصا وأن الجانب السعودي والذي يمثل القوّة الأكبر في المنظومة الخليجية لا يتحمّس بما يكفي للتعامل مع حلقات تحت عنوان مشروع توحيد أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة مع إسرائيل بكل بساطة في هذه المرحلة على الأقل خلافا لأن بعض الدول الخليجية تضغط على السعودية مثل البحرين والإمارات وعلى اساس أنها ليست بصدد بناء أي تحالفات عسكرية جديدة لأن الرئيس الامريكي أو إسرائيل راغبان منفردين أو مجتمعين بذلك في الاتجاه المعاكس تمحوريا ضد إيران ومصالحها في المنطقة.

ما نقله دبلوماسي إيطالي رفيع المستوى عن وجهة النظر الأوروبية في سجالات ما قبل زيارة الرئيس بايدن للمنطقة لشخصيات أردنية هو تصور يشير إلى أن الفهم الامريكي لأمن المنطقة الاقليمي لا يبدو حتى اللحظة أنه متطابق تماما مع الفهم السعودي على الأقل ولاحقا الإماراتي ثم المصري بصفة خاصة لان المنطقة مفتوحة على الاحتمالات وإن كانت مصر تمتنع عن الإدلاء بأي ملاحظات من أي صنف في هذه المرحلة وعلى أساس رغبتها في عدم ظهور اي موقف متشنج مع إدارة بايدن في وقت مبكر فيما نقاشات أولية تجري برعاية مستشار الأمن القومي الأمريكي على أمل تأسيس حالة سباق مع الزمن قبل الساعات الأخيرة من زيارة بايدن ولقاء زعماء المنطقة المفترضة بحثا عن نقاط مشتركة وتجاهلا لخلافات أساسية يبدو أنه من الصعب تجاهلها في هذه المرحلة.

ويبرز في النقاش تصوّران على الأرجح فالنادي الخليجي ليس معنيا بمشاريع تحت عنوان تنسيق الجهود العسكرية خارج نطاق حماية دول الخليج و خارج نطاق الاتفاقيات الثنائية بينها وبين الأمريكيين ويعني ذلك أن دولا خليجية اساسية من بينها الامارات وحتى السعودية لا تفضلان حالة تمحور عسكرية تحت عناوين مشاريع جديدة يُشرف عليها البنتاغون وتحديدا قيادة المنطقة العسكرية الامريكية الوسطى بالتنسيق مع إسرائيل على الاقل في هذه المرحلة بصورة تظهر أن الهدف هو إخضاع إيران سياسيا والعمل على محاصرتها اقتصاديا في فترة لاحقة.

وحسب المستشار الدبلوماسي الإيطالي نفسه فمستشارية الأمن القومي في البيت الابيض تبذل جهدا على مدار الساعة وتحاول إرسال مذكرات ومنشورات وتعليقات على أمل الاتفاق مسبقا على جدول أعمال لقاء بايدن مع الزعماء على أن فرق الظل تشتغل الآن.

ويوجد وفد ظل أمني أمريكي موجود في الرياض وآخر موجود في القاهرة وثالث موجود في أبوظبي حيث خلايا الظل تشتغل الآن على توحيد التصوّر الخليجي العربي الأمريكي الإسرائيلي في المستوى الأمني.

 وبالتالي لا تزال مسألة مساحة التعاون العسكري مع إسرائيل تحديدا تثير الخلاف ونقطة ليس من السهل تجاهلها ويبدو أن الجانب السعودي مختلف ايضا مع الامريكي على تسمية نطاق التحالف الجديد فواشنطن راغبة في التحدث عن تحالف أو خطط تعاون ومشاريع تجمع الجزيرة العربية والمنظومة الخليجية بعدّة دول آسيوية حليفة لواشنطن من بينها الهند.

 ويوجد مخاوف بين دول الخليج وفي مصر والأردن بأن يكون الإصرار على بناء غرفة عمليات دفاعية تنسيقية مشتركة مع العناصر الهندية تحديدا من عناصر عدم الاستقرار أو من العناصر التي تُثير إشكالية مع الجمهورية الباكستانية والتي تعتبرها السعودية مثلا دولة في غاية الأهمية.