عندما “يُرَبِّت” الأمير بن سلمان على كتفيّ وليّ عهد الأردن وتُصافح نيوم العقبة.. أين وكيف اختفت فجأةً الخِلافات؟: “الوصاية الهاشمية” مفتاح المُصالحة وتجاهل صفحة “الفتنة”..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1037
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عمان- خاص بـ”رأي اليوم”:

أين اختفت وذابت فجأةً الخلافات البينية والسياسية حصرا بين الأردن والسعودية.

 هذا سؤال يطرحه جميع المراقبين السياسيين خصوصا وأن تفاصيل الزيارة التي قام بها أمس الأول إلى عمان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شهدت الكثير من الإصرار على تجاوز خلافات الماضي.

 وانتهت بإصدار بيان مُشترك يبايع وبصورة نادرة ولأوّل مرّة حسما للجدل الوصاية الهاشمية الأردنية على أوقاف مدينة القدس حيث عمّان كانت بحاجة ملحّة لموافقة الوفد السعودي المرافق للأمير بن سلمان على صيغة محددة في عبارة تقول بأن القيادة السعودية تقف مع الوصاية الهاشمية بمعنى حسم الجدل حول سيناريو وجود اطماع  سعودية او طموحات سعودية مستقبلا لها علاقة بتمثيل الغطاء الإسلامي لأوقاف مدينة القدس والمسجد الأقصى.

بعيدا عن مسألة الوصاية الهاشمية كان واضحا لجميع الأطراف أن الجانب الاردني تقصد اضهار اكبر واقصى ترحيب حار بالضيف السعودي الكبير ابتداء من اللافتات التي رفعت في عمان قبل يومين من هبوط طائرته ومرورا بكل تفاصيل الزيارة وانتهاء بتقليده أرفع وسام في تاريخ الدولة الاردنية وهو قلادة الشريف الحسين بن علي الاول الأمر الذي يعني رسالة سياسية بامتياز وفي عدة جهات.

 حجم الكيمياء التي ظهرت بين القيادة الأردنية والسعودية كان واضحا والمقصود بها الرد عمليا على كل تلك التكهنات والقراءات التي تحدثت عن جبهة علاقات متصدعة تماما بين الرياض وعمان.

ظهر  الملك عبد الله الثاني في استقبال الأمير السعودي وظهر تبادل الابتسامات والضحكات والمشاورات بعضها كان مشاورات مغلقة وبعضها الآخر بقي في إطار المشاورات العلنية.

  والأهم تلك الصور واللقطات التي سجّلت لحزمة من المجاملات التي أظهرها الأمير السعودي لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله حيث تبادل معه الحديث أكثر من مرة وحيث صورة نادره تظهر الأمير السعودي يُربّت على كتف الأمير الحسين ويتبادل معه الحديث والابتسامات علما بأنه في وقت سابق زار ولي العهد الأردني السعودية وغادرها وهو في حالة تحفّظ وملاحظات على طريقة استقباله.

المهم والمثير في المسألة أن الجانبان حرصا تماما على اظهار عدم وجود تباين لا بل على الأقل على إظهار مسألتين حسب المراقبين عموما:

الأولى انهما جاهزان لاطلاق حزمة من مشاريع البنية التحتية التي تؤشر على ان العلاقات الاردنية السعودية ذاهبة باتجاه استراتيجي وهذا لا يعني فقد تجاوز الخلافات الموجودة بينيا.

ولكن يعني ايضا ان ارادة سياسية تحققت لا بل بدعم من شخصي من الرئيس الامريكي جو بايدن لطي أي صفحة تجاذب او خلافات بين الاردن والسعودية علما بأن الحديث عن مبايعة الأمير بن سلمان للوصايا الهاشمية في القدس لاقى ارتياحا كبيرا في اوساط الاردنيين  وأنهى واحدة من الإشكالات التي صمت الجميع عليها او كان مسكوت عنها خصوصا وأن لدي الأردنيين بعض المعلومات والتقارير التي تتحدّث عن محاولة الأمير بن سلمان عبر أطراف سعودية استثمارية شراء عقارات في مدينة القدس أو استقطاب وجهاء في المدينة لزيارة السعودية.

بكل حال خلق أو انتج الطرفان انطباعا بأن العديد من مشاريع البنية التحتية في طريقها للنفاذ وأن التجاذبات التي حصلت في الماضي لم تعد قائمة الآن والحديث هنا عن توقيع اتفاقية جديدة في مجال الطاقة تحديدا وتوقيع بعض أوراق مشاريع سكة الحديد بمعنى الانسجام  معا في مشاريع البنية التحتية متخصصة بالنقل ايضا خلافا للتعاون بين مدينتي  نيوم والعقبة وعلى شواطئ البحر الأحمر و توقيع اتفاقية مشتركة لمكافحة الفساد.

وفي البعد الثاني الحرص ثنائيا على ترسيم وتطريز بيان مشترك ثنائي بعد القمة الثنائية بحضور بن سلمان والملك عبد الله الثاني يتحدّث بوضوح عن مواقف شبه موحدة في العديد من المسارب والاتجاهات والملفات.

وهي مواقف لها علاقة بالقضايا الملحة خصوصا محاربة أو اتخاذ موقف مشترك ضد النووي الإيراني والدعوة إلى خلو  المنطقة من الاسلحة النووية عموما إضافة إلى توحيد الموقف في القضية لفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني ودعم الوصاية الهاشمية الاردنية على القدس وحتى في الملفات العراقية واليمنية والاقليمية، الامر الذي يعني أن كل من عمان والرياض قصدتا القول للشعبين وللراي العام بأنهما فتحتا فعلا صفحة جديدة وقد تم اصدار البيان المشترك على هذا الاساس وللايحاء بأن الخلافات لم تعد موجودة وأن البلدان باتجاه اتفاق  لتجديد العلاقة القديمة.

 وهو أمر سيخضع للرقابة في الأيام القليلة أو الأسابيع القليلة المقبلة وثمة مؤشرات على أن المسألة قد تحسب في سياق العلاقة أو ثنائية الاستعراض السياسي أم أن  العلاقات ذهبت على أرض الواقع باتجاهات التفعيل والتنشيط نحو المسار الاستراتيجي وهي مسألة تحددها أداء الدولتين ومستوى التواصل بينهما قبل انعقاد قمة الرئيس الأمريكي مع زعماء المنطقة بعد منتصف الشهر المقبل.